Tue,Aug 26 ,2025

نحو مؤسسات غير حكومية نشطة وفاعلة – تفهم نظريات التغيير
2025-04-25
التاسع عشر: تفهم نظريات التغيير
إن قدرة المؤسسة على فهم نظريات التغيير تعني إدراك ما المقصود منها ومتى يتعين استخدامها، وتحديد العناصر الرئيسية فيها، وتعلم كيفية استخدامها طوال دورة حياة المشروع، ومراجعة أمثلة على نظريات التغيير المختلفة، ومعرفة أنها بمثابة نهج وعملية وأداة يتم استخدامها للإجابة عن سؤالين رئيسيين ومعرفة ما هو التغيير الذي نعمل من أجله؟ ومعرفة ما الذي يلزم أن يحدث لتحقيقه.
إن نظرية التغيير هي عملية مستمرة من التفكير، تعمل على استكشاف التغيير وكيفية حدوثه، كما أنها تشكّل وصفًا سرديًا شاملاً يستند إلى الأدلة، وتوضيحًا بصريًا للطريقة التي يتوقع أن يحدث بها التغير المرغوب فيه ضمن سياق معين، وأصبحت نظريات التغيير نهجًا آخذًا في الانتشار بصورة متزايدة لتصميم البرنامج وتطبيقه ورقابته وتقويمه، إنها تتيح إمكانية فهم التغيير الاجتماعي على نحو أفضل وتوجهنا بكيفية الإسهام به، وتعتبر أن نظريات التغييرات هي البوصلة التي تُساعد على توجيه التغيير الاجتماعي.
وعلى المؤسسة أن تعرف التعديلات الطارئة باستمرار على الأبعاد الاجتماعية أو الاقتصادية أو الهيكلية أو البيئية، أو غيرها من الأبعاد، وتتكيف معها، على الرغم من تعقيدها، ونظرية التغيير تعمل على النظر إلى المستقبل لاستكشاف مسارات النتائج المحتملة المفتوحة لمشاريع المؤسسة، أو بالنظر إلى الماضي لتعطي معلومات عن المسارات التي تم أخذها بالفعل.
ومن المهم معرفة متى يكون الوقت المناسب لتطوير نظرية التغيير باعتبار ذلك جزءًا من عملية التصميم، فور أن يتوفر ما يكفي من المعلومات عن السياق والجهات الفاعلة وعلاقتها، تطلب العديد من الجهات المانحة أن يتوفر وصف نظرية التغيير في اقتراحات التمويل بالإضافة إلى رسم توضيحي بصري لها، يتعين بعد ذلك مراجعة نظرية التغيير الأولية وتحديثها وإتمامها والتحقق من صحتها، وذلك خلال مرحلة بدئها أو إطلاقها.
إن نظرية التغيير ليست ثابتة، يتعين التفكر فيها ومراجعتها وتكييفها بانتظام استنادًا إلى الأدلة المُجمعة في أثناء مرحلة التطبيق حتى تظل النظرية فعّالة ومناسبة، كما يمكن مراجعة نظرية التغيير وأو التحقق من صحتها أو تطويرها طوال فترة المشروع.
وتُستخدم نظريات التغيير طوال دورة حياة المشروع ولعدة أغراض مترابطة، وبالتالي يجب على المؤسسة معرفة كيفية استخدامها في المراحل المختلفة من عملياتها من قبيل المشاركة وإشراك الأطراف المعنيين، وتكوين فهم مشترك للتدخل وسياقه بين المشاركين أو المنضمين للبرنامج والتواصل بشأن البرنامج داخليًا وخارجيًا.
ويمكن إنشاء نسخ مختلفة من الرسم التوضيحي والنص السردي لنظرية التغيير بحيث تتم مشاركتها مع مختلف الجماهير طوال دورة حياة البرنامج والتصميم وتقييم الجدوى من الوصول إلى الأهداف وتقدير الفترة الزمنية اللازمة للوصول إليها وتحديد نقاط الضعف أو الفجوات المحتملة في التفكير الجماعي، وتجنب تطبيق نشاط يبدو غير فعّال، واتخاذ المزيد من القرارات السليمة، وإدارة التوقعات فيما يتعلق بكمية العمل المطلوبة للوصول إلى الأهداف وتحديد الظروف الخارجة عن سيطرة المشروع التي تؤثر على النتيجة والتفكير في كيفية تجميع المعلومات لاختبار المسارات والافتراضات.
تُشكل نظرية التغيير شرطًا يلزم وجوده في الاقتراحات للعديد من الجهات المانحة وتطبيق الأنشطة المناسبة في الوقت المناسب وبالترتيب الصحيح وتعديل التدخلات استنادًا إلى التفكير في نظرية التغيير باستمرار ودمج عمليات المراجعة المنتظمة لنظرية التغيير في عمليات الإدارة على أساس نصف سنوي أو سنوي في أثناء اجتماعات التعلم أو التفسير، أو عمليات التخطيط، أو اللجنة التوجيهية أو اجتماعات الشركاء، وتوفير إطار عمل للتعلّم المستمر وتوفير إطار عمل لتقييم الإسهام في التأثير وتوضيح سبب نجاح المبادرة أو فشلها وتوفير أساسيات خطة الرقابة والتقييم والمساءلة والتعلم وتصميم أدوات رقابية لتتبع التقدم المحرز في المسارات واختبار الافتراضات، وتحليل البيانات وتحديد اتجاهاتها وتحديد أي فجوات فيها.
وتعمل نظرية التغيير على تحديد أسئلة التقييم وهل كانت الافتراضات الرئيسية صحيحة؟ لتقديم ادعاءات الإسهامات يمكن أن يساعد التأكيد بالخطوات المختلفة للأدلة طوال نظرية التغيير على تقديم الادّعاءات السببية الأساليب المستندة إلى النظرية مقابل التجارب العشوائية المنتظمة وتعزز الاستخدام لتوجيه إنشاء جدول أعمال التعلم وترتبط نظريات التغيير وإطارات العمل المنطقية أو الإطارات المنطقية أو النماذج المنطقية أو ارتباطًا وثيقًا، ولكن يؤدي كل منهما غرضًا مختلفًا في المشروع.
إن نظريات التغيير لا تحل محل إطارات العمل المنطقية، بل إنها تجعلها أقوى من خلال تقديم عملية تحليل حاسمة، يلزم وجود كل من هذين العنصرين، وعادةً ما تطلب الجهات المانحة أن تنطوي المشروعات عليهما، ووضع مجهودات البرنامج في صورة أكبر من التغيير، والتركيز على البرنامج والاتسام بالتعقيد والتشجيع على التفكير والتفكير النقدي بشأن مسارات التغيير والروابط الموجودة بين التغييرات الجزء بين مربعات إطارات العمل المنطقية، ووصف تسلسل الأنشطة حتى مرحلة الوصول إلى النتائج المنشودة وتحقيق فهم عميق للسياق والجهات الفاعلة الرئيسية وعلاقاتها، والاسترشاد بنظرية التغيير والاتسام بالوضوح والقدرة على صياغة والافتراضات والمعتقدات بشأن كيفية حدوث التغيير، وتسهيل إمكانية تطبيق الأنشطة ووضع أساس لمراقبة التقدم المحرز، والاستخدام بهدف التصميم والتعلم والتفكير والتكييف، والاستخدام كإطار عمل للإدارة والمساءلة، وتمثل التسلسلات المنطقية للتغييرات المؤقتة النتائج أو الظروف المسبقة اللازم حدوثها من أجل الوصول إلى الهدف النهائي، تكتسب هذه المسارات، والتي عادة ما تكون مدفوعة بالعديد من الجهات الفاعلة، أهمية أساسية في تحقيق النتائج وإحداث التغيير في الفئات السكانية الخاضعة للتأثير.
وتستند نظرية التغيير إلى التدخلات والأنشطة والإجراءات المُحدّدة التي سيأخذها المشروع لتحقيق النتائج، وهي توضح كيفية إسهام التدخل بالتغيرات المتوقعة، وتستند إلى الافتراضات والمخاطر المستندة إلى الأدلة والمعتقدات الواعية واللاواعية في كل مستوى من مستويات سلسلة النتائج، وتوضيح الأدلة الموجودة لدعم تلك الافتراضات.
ولفهم نظرية التغيير يجب على المؤسسة العمل على الإجابة على أسئلة من قبيل ما هي الرؤية العامة للمشروع؟ ولماذا؟ وما النتيجة النهائية، والهدف طويل الأجل؟ وما هي الجهات الفاعلة المشتركة؟ وما أدوارها وعلاقاتها؟ وما هي التغييرات المرغوبة؟ وما هي الإسهامات التي يقدمها المشروع؟ وكيف تحدث هذه التغييرات؟ ولماذا؟ وما هي الافتراضات؟ وما هي الإجراءات المراد أن تأخذها الجهات الفاعلة الرئيسية لدفع التغيير المنشود؟ وما هي الأطراف المعنية؟ وما هي إجراءات الأطراف المعنية.
ومن المهم لأجل تطوير نظرية التغيير العمل على تحديد خطوات تطويرها، والتمكن من الوصول إلى الإرشادات والعروض التقديمية الخاصة بها، وتجميع الأدلة ودراستها، واستضافة ورش عمل مع الشركاء الفاعلين لدراستها ومراجعتها وتطويرها وتحديثها وتجميع أهم وأحدث الأدلة الخاصة بها، ودراستها، وتضمين الاستنتاجات المستخرجة من تحليلات السياق، ودراسة الاحتياجات، وتحليلات الأطراف المعنية، وغيرها من البيانات الأخرى، واستخدام مجموعة من المصادر لإفادة نظرية التغيير تقييمات الاحتياجات؛ والأبحاث والتقييمات السابقة، ورأي الخبراء، وتعليقات الأطراف المعنية، وإجراء الأبحاث المُكثفة وتحديد الأدلة الموجودة بالفعل قبل تطوير نظرية التغيير، والعمل على تعزيز المشاركة والحرص على أن تشترك الأطراف المعنية الرئيسية في هذه العملية بصورة مُجدية والاشتراك في تطوير نظرية التغيير، وتقديم مدخلات محددة في المراحل المختلفة من العملية، واستشارتهم لتوفير المعلومات حول هذه العملية، وتضمين وجهات النظر المختلفة فريق المشروع، والشركاء، والخبراء، وجميع أصحاب المصلحة.
وينبغي عند تطوير نظرية التغيير الحرص على تخصيص ما يكفي من الوقت والموارد والقدرة على القيام بذلك أو الطلب من الشركاء تقديم التسهيلات والمساعدات لمعرفة ما هي المشكلة الرئيسية التي تحاول أن تعالجها؟ ومَن الذي يمر بها؟ وكيف يمكن للمجموعات المختلفة أن تمر بتجارب مختلفة؟ وما هي الاسباب الجذرية للمشكلة؟ ولماذا لم يتحقق التغيير الذي نسعى إليه حتى الآن؟ وما العوامل السياقية التي يمكن أن تُساعد في إحداث التغيير أو عرقلته؟ وما الجهات الفاعلة التي يمكن أن تُساعد في إحداث التغيير أو عرقلته؟ ومَن يملك القدرة على إحداث التغيير سواء بالإيجاب أو بالسلب؟ ما آلية عمل ديناميكيات السلطة مَن يؤثر في مَن؟ وما الفرص والموارد المتوفرة التي تُساعد على إحداث التغيير؟ وما موضع المؤسسة في التدخُّل؟ ومن هي الجهات الفاعلة؟ وما الجهات التي نؤثر أكبر تأثير؟ وما الجهات الفاعلة الأكثر مقاومة للتغير؟ وما هي الفئة السكانية الخاضعة للتأثير؟ وما الهدف منها؟ ومَن الذي سيستفيد من هذا التدخل؟،ومَن الذي يمر بتغيير إيجابي دائم؟ وما الرؤية العامة للمستقبل؟ وما المسائل المُحددة المراد معالجتها؟ وما هو الهدف النهائي من التدخل؟ وما الذي يمكن أن نسهم فيه؟ وماذا يجب أن يتغير لتحقيق ذلك؟ ومَن سيفعل ماذا على نحو مختلف؟ وما الذي يجب تطبيقه؟ وما هي التغييرات طويلة الأجل، ومتوسطة الأجل، وقصيرة الأجل؟ وما التغييرات في السلوكيات والمواقف والمعرفة والعلاقات والمهارات والموارد لمختلف الجهات المستهدفة؟ وهل هناك فجوات؟ وما الاستراتيجيات والأنشطة التي ستؤدي إلى إحداث التغيير؟ ومَن الذي ينبغي العمل معه؟ وما الذي ينبغي فعله معهم؟ وما الموارد والمدة اللازمة.
وينبغي عند تطوير نظرية التغيير الحرص على تخصيص ما يكفي من الوقت والموارد والقدرة لمعرفة هل لدى المؤسسة الأنشطة الصحيحة لتوليد التغييرات المتوقعة؟ وهل توجد أي فجوات؟ وهل لدى المؤسسة أنشطة تستهدف جميع المجموعات التي تتوقع التأثير عليها؟ وما مدى الثقة لديها؟ وما العوامل السياقية أو البيئية التي ستدعم التقدم المحرز أو تعرقل حدوثه؟ وما الجهات الفاعلة أو العوامل الأخرى شاملة العوامل السياسية التي قد تساعد على تحقيق هذه التغييرات المُخطط لها أو تعرقلها؟ وما الظروف والموارد اللازم توفرها في السياق السياسي أو الاقتصادي أو المؤسسي؟ وما الشروط اللازمة لتطبيق الأنشطة على النحو المُخطط له؟ وما القدرات والموارد والمدة اللازمة لتطبيق التدخل بأسلوب سيؤدي إلى حدوث النتائج المتوقعة.
وكذا ينبغي عند تطوير نظرية التغيير الحرص على تخصيص ما يكفي من الوقت والموارد والقدرة لمعرفة ما العوامل التي من شأنها تقويض مسارات التغيير النظرية خارجة عن سيطرة المشروع؟ وما الافتراضات المبنية؟ وما هو الوسط المفقود؟ وما الشروط المسبقة اللازمة للتغييرات التدريجية؟ وهل نظرية التغيير واضحة ومنطقية ومكتملة؟ وهل تُعد جميع الأنشطة اللازمة لتؤدي إلى تحقيق التغييرات المتوقعة؟ هل تُعد كافية لتؤدي إلى تحقيق التغييرات التي نرغب في رؤيتها؟ وهل تم تخطيط المسارات السببية بوضوح؟ هل هناك أي روابط مفقودة؟ هل يوجد ما يكفي من التفاصيل على كل مستوى.
ومن المهم عند تطوير نظرية التغيير الحرص على تخصيص ما يكفي من الوقت والموارد والقدرة لمعرفة هل يُعد الهدف النهائي واضحًا ومُحددًا من الناحية النظرية؟ وهل تم التعبير عن الافتراضات صراحةً؟ وهل نظرية التغيير هذه تبدو معقولة؟ وهل أنشأنا قصة مقنعة عن مسار التغيير الذي من شأنه أن يؤدي إلى تحقيق الهدف طويل الأجل في هذا المجتمع؟ وهل تبدو نظرية التغيير منطقية كاستجابة لتحليل السياق والمشكلة المُحدَّدين.
وعلى نفس النسق ينبغي عند تطوير نظرية التغيير الحرص على تخصيص ما يكفي من الوقت والموارد والقدرة لمعرفة هل العناصر المختلفة بنظرية التغيير تراعي البرنامج في سياقه وليست استجابة عامة؟ وما هي عناصر نظرية التغيير التي تعالجها أو يُفضّل أن تعالجها الجهات الفاعلة الأخرى بخلاف مؤسسة وهل نظرية التغيير هذه قابلة للتنفيذ؟ وهل تمتلك المؤسسة القدرات والموارد لتطبيق الاستراتيجيات اللازمة من أجل تحقيق النتائج المتوقعة؟ وهل لديها ما يكفي من الوقت للقيام بذلك؟ وهل تقوم التصورات بتمييز المنطق العام من التدخل؟ وهل تصف بوضوح العناصر المختلفة لنظرية التغيير؟ وهل توضح جوانب نظرية التغيير التي يمكن أن تتأثر مباشرةً من كل افتراض؟ هل تتصف بالوضوح فيما يتعلق بكيفية اتصال الافتراضات بالتغييرات؟ وهل ذُكرت مسارات التغيير بالتفصيل لتوضيح ما يحدث وسيحدث؟ وما الذي يتغير وما أهميته؟ وما الذي يمكن استنتاجه عن مسارات التغيير التي كانت أكثر أو أقل نجاحًا؟ وهل تظل افتراضاتها صحيحة؟ وهل يلزم إجراء أي تغييرات على نظرية التغيير؟ وما الذي ينبغي فعله على نحو مختلف.