Wed,May 14 ,2025

نحو مؤسسات غير حكومية نشطة وفاعلة – تمتلك مهارات احترافية

2025-04-25


الثامن عشر: تمتلك مهارات احترافية

منفتحة على المشورة

وهي أن تكون المؤسسة منفتحة على المشورة وتعزز روح التعاون والتشاور بين المجموعة الواحدة بهدف الوصول إلى أفضل القرارات الواقعية والأقرب إلى تطبيق بدل تلك المثالية أو الخيالية التي تزداد رقعتها مع الفردية والشخصانية في القرار.

قادرة على الاستدامة

إن من أهم أسباب الفشل هو عدم قدرة المؤسسة على الاستدامة في العمل فهذا يعني أنها لم تخطط لنفسها بشكل جيد منذ البداية، وضمان الاستدامة يجب معرفة التحديات أو الفرص والمعوقات والدعم والقوانين والتشريعات والموظفين والمتطوعين و الشركاء والمانحين والمناصرين والخصوم والجهود والمشاريع والأنشطة والمهارات والخطط والخضوع للمتابعة والتقييم والمساءلة والشفافية والتواصل، والأموال، والنتائج، والالتزامات، والمهارات، والأنظمة، والرؤية، والرسالة، والمهمة، والقيم، والأهداف، والاستراتيجيات التي تشكل العناصر الرئيسية اللازمة لإنشاء وتأمين استدامة المؤسسة.

وتتطلب الاستدامة وجود أنظمة للتخطيط والإدارة والتقييم، وانشطة جمع التبرعات، والحصول على التمويل، والاستجابة للاحتياجات، وتوقع التحديات، ووجود أنظمة الإدارة الأدوات اللازمة لتحديد المسؤوليات الواضحة والإجراءات للتعامل مع كل شيء من المال والموظفين إلى المشاريع والجداول الزمنية، وتوفر الناس، والمال، والعلاقات، والأنظمة والمصادر والتجهيزات والبرامج والإجراءات والسياسات والمسؤوليات والأدوار التي تساعد المؤسسة على الاستدامة.

قادرة على تقييم الاحتياجات والأصول المادية

وتعني أن المؤسسة تدرك ما هي احتياجاتها واحتياجات المجتمع الذي تخدمه وتدرك ما هي احتياجاتها لتستطيع أن توفر أو تلبي احتياجات المجتمع من حولها والفئات التي تخدمها وذلك من خلال متابعة أعمالها وخدماتها وتقييم تلك الأعمال والأنشطة وتأثيرها في المجتمع والعمل مع المجتمع نفسه لمعرفة احتياجاتهم إلى تلك الاحتياجات وقدرة المؤسسة على تلبيتها وذلك من خلال الاستطلاعات والدراسات واللقاءات والأنشطة في المجتمع حتى يكون المجتمع مشارك في تحديد احتياجاته وأولوياته بما يضمن عند تخطيط المشاريع النظر في الآراء والمداخلات والمقترحات المقدمة وإضافتها ضمن المشاريع، واضافة تلك البيانات والمعلومات والمدخلات في التخطيط الاستراتيجي الخاص بالمؤسسة بما يساعد على تنفيذ أعمالها ونمو تمويلها وزيادة تأثيرها الإيجابي في المجتمع وقدرتها على المنافسة ووضع الخطط وتنفيذها في المجتمعات المستفيدة من مشاريعها.

ناجحة في تنمية العمل الجماعي

على المؤسسة العمل على لإنجاح في تنمية العمل الجماعي لكي تكون نشطة وجيدة ومؤثره إيجابيا في المجتمع فالعمل الجماعي نموذج مهم لضمان نجاح المؤسسة في أعمالها لما لاختلاط الأفكار والخبرات والجهود والمهن والثقافات والأساليب والتوقعات والعلاقات من تأثير مهم في حياة المؤسسة ويتطلب الكثير من الجهد والعمل والالتزام من جانب جميع أعضاء الفريق في العمل الجماعي من الرغبة في العمل وتقليل الصراعات في الفريق وتكثيف النجاحات التي تصدر من العمل الجماعي، ورغبتهم بالمشاركة جنبا إلى جنب من أجل تحقيق غاية الفريق، وتركيزهم على صناعة غاية ورؤية واضحة للتعاون بينهم و رغبتهم بالمشاركة والتشارك بخبراتهم وجهودهم لصالحهم وصالح المجتمع الذي يعملون فيه مع أهمية استثمارهم معارفهم ومهاراتهم لتحقيق المشروع.

ويحتاج العمل الجماعي من قبل الفريق لفهم أدوار بعضهم البعض ومسئولياتهم مع أهمية اختيار قيادات منفتحة وملتزمة بقيادة الفريق إلى النجاح وخصوصا إذا كان من ذوي الخبرة وأن يعمل الفريق على تنمية الإحساس بالأغلبية والإجماع في القرارات، والتركيز على الديمقراطية في الوصول إلى القرارات والمسئول عنها.

إن من المهم للغاية العمل بجدية على إدارة الصراعات في الفريق، وتوضيح وتحديد أسباب الصراع ومحاولة فهم وجهات النظر المختلفة والعمل على إيجاد غاية وأهداف متفق عليها بين الفريق، و ماهية الخيارات المتاحة والعوائق المتوقعة والحلول المقترحة وفهمها وتطبيقها ضمن تواصل مفتوح لأجل بناء الثقة وروح الانتماء بينهم وتكثيف فعاليتهم وأعمالهم وشعورهم وتكيفهم مع العمل الجماعي، وبناء قدرات الفريق، وبناء الثقة بينهم من خلال الإنصات لبعضهم البعض، والتضحية بهدف الوصول إلى الحلول والمشاركة بينهم البين في المعلومات والمهارات والموارد والتواصل المفتوح والصادق بينهم وتطوير لغة حوار إيجابية، ذلك مع أهمية تحفيز الفريق للعمل بجد وكفاءة لصالح الفريق وصالح الأنشطة والمؤسسة.

ومن المهم للمؤسسة العمل على بناء قدرات الفريق في أساسيات العمل الجماعي وتقنيات الاقناع ومتابعتها عند مرورها في جميع مراحل تشكلها وتطورها وتنمية توقعاتها، واستعدادها للعمل وكيفية القيام به ووضع القواعد والإجراءات والعمليات الفعالة عن كيفية مشاركة المعلومات وإدارة الاختلاف والصراع بينهم، ومساعدتهم في بناء بيئة عمل مريحة ومفتوحة لهم، وأساليب التفويض للمهام وفعالية دور كل منهم في نجاح المشروع، ليصبح الفريق من خلال العمل الجماعي مساهما في خلق تأثير إيجابي ومستدام, وادراك قيمة العمل الجماعي وكيفية بناء روح الفريق ومعرفة أن قيمة العمل الجماعي تتواجد أو تغيب، لأسباب تعود في جذورها إلى مؤسسات التنشئة الاجتماعية، ومعايير النجاح والتنافس الإيجابي والمنافسة دون صدام أو صراع، أو بوجوده.

ويمكن تعريف العمل الجماعي أنه جهد يتم بالتعاون والتكامل مع جهود آخرين، يشكلون مجموعة، تتبنى أهدافا مشتركة، ويتفاعلون معا في اتجاه إثراء أفكارهم وآرائهم، ثم أنشطتهم التي تعبر عن هذه الأفكار، مستهدفين تحقيق أهداف محددة.

إن العمل الجماعي يتضمن الاستناد إلى هدف أو أهداف مشتركة، والتوافق حول أنشطة تحقق الأهداف، والتوافق حول وسائل تحقيق الأهداف، وضمان أن كل فرد في الفريق يبذل جهدا معينا، مع الآخرين، يتكامل ولا يتناقض لتحقيق الهدف، وضمان التفاعل وتبادل الخبرات والآراء بين كل أفراد الفريق أو مجموعة العمل لتجويد العمل ذاته، وضمان تواجد مجموعات عمل أو فرق عمل مختلفة، ومتنوعة في أهدافها وحجمها ومدى فاعليتها سواء في العمل على أرض الواقع أو على الإنترنت وسواء كان في إطار المؤسسة أو خارجها وسواء كان على المستوى المحلي أو الوطني أو الإقليمي أو الدولي وفي كل أعمال المؤسسة بدون استثناء.

إن على المؤسسة معرفة ما سمات العمل الجماعي ومتطلباته؟ وزيادة الثقة المتبادلة بين الفريق، وتحفيز التواصل أو الاتصال المستمر بين أفراد الفريق، وزيادة الشفافية في تدفق المعلومات، والعمل على توزيع الأدوار والمسئوليات بين الجميع.

ومن المهم للمؤسسة التي ترغب في تنمية العمل الجماعي توفير مجموعة من الشروط ومنها وضوح الهدف أو الأهداف التي تتبناها المؤسسة، وأثار تلك الأهداف ومستويات المهارة بين الفرق والعمل على بناء فريق عمل قوي وتحديد معرفتهم ومهاراتهم، وتكاليفهم وانجازاتهم وأدواتهم والعمل على تهيئة كل أعضاء فريق العمل للمهام التي تحقق الأهداف، وتعزيز التشاور الدائم والمستمر بين قيادة المؤسسة وفريق العمل، وتوزيع الأدوار والمسئوليات بما يتفق وقدرات الأفراد في الفريق، وتوفير التدريب والتدفق المعرفي للمعلومات إلى كل أعضاء فريق العمل.

القدرة على التفاوض

إن من المهم لنجاح المؤسسة في العمل أن يكون لها القدرة على التفاوض وفهمه وتعريفاته وتطبيقاته في مجال المفاهيم الخاصة بالمصالح والمواقف، ومعرفة ما هو التفاوض وما هي الطرق المختلفة التي يمكن المشاركة فيه، وتوضيح الحالات التي تستلزم إجراء مفاوضات، والتمييز بين عملية المفاوضات وجوهرها، والتفكير في مهارات التفاوض لدى المؤسسة وتقييمها.

إن التفاوض عبارة عن اتخاذ قرارات مشتركة في ظل بعض الحالات الخاصة جدًا حالات عدم اليقين وحالات الصراع الحقيقي أو المحتمل، ويتم العمل علية عند عدم اليقين بما قد يفعله الجانب الآخر، وحول ما إذا كان من الممكن الوثوق في كلامهم أم لا، وما إذا كان يمكنهم تنفيذ الالتزامات التي تعهدوا بها لك أم لا، ووجود بعض الشكوك في التفاوض تجاه حسن نوايا الأطراف الأخرى أو سوء نواياهم.

إن المفاوضات تحدث عندما يكون هناك اختلافات بين الأطراف، فهناك إمكانية وجود صراع كامن حول الطبيعة الاجتماعية أو السياسية أو العلاقة بين الأشخاص، وقد يكون تاريخ الأطراف سيئًا، وربما يفقدون الثقة في بعضهم البعض من تجارب الماضي، وقد تكون لديهم تحيزات واعية وغير واعية ضد بعضهم البعض، مما يؤثر على إمكانية جلوسهم معًا بصراحة والتحدث بوضوح وحل المشكلات.

إن المفاوضات تدور حول حل المشكلات مع الآخرين، وتعتبر بمثابة فرصة لنظهر القدرة على القيادة والقدرة على إقناع الآخرين.

وتختلف المفاوضات بين شخصين يعرفان بعضهما جيدًا سواء كانوا أصدقاء أو شركاء في العمل بصورة كبيرة عن المفاوضات التي تتضمن أطرافًا متعددة، قد يعرفون بعضهم البعض أو لا أو قد يكونوا أعداء لدودين، ولديهم تاريخ طويل من الكراهية والذكريات السيئة، وتؤثر هذه السياقات بالفعل على ما يحدث حول الطاولة، وتجعل العملية تسير بطريقة مختلفة جدًا، حيث تؤثر تلك السياقات على مواقف وأفعال المفاوضين، والتي تؤثر بدورها على النتائج.

وهناك نوعين من التفاوض، وأحدهما يمكن أن نطلق عليه المساومات الصعبة أو المقايضة؛ والنوع الآخر هو التفاوض على أساس المصلحة، وينظر المفاوضون في المساومات الصعبة، إلى عملية التفاوض على أنها فرصة فوز طرف وخسارة الطرف الآخر، ويتمثل الافتراض الأساسي الذي يجلبونه معهم إلى الطاولة فيما أفوز به، تخسره أنت؛ وما تفوز به، أخسره أنا، ويؤثر ذلك على ما نقوم به، لذا تحاول بقدر الإمكان الحصول على أكبر قدر من المزايا على حساب الآخرين, وتحدد النتيجة في حالات التفاوض من خلال عدد من الأمور، بما في ذلك عناد الطرفين والصبر ومَن يمكنه الصمود أكثر من غيره والمثابرة والقوة والترهيب، وهذه هي أنواع الأمور التي تميل إلى تحديد النتيجة في حالات المساومة، والمكون الآخر لهذا هو الخداع، القدرة على خداع الطرف الآخر من حيث مدى استعدادك من عدمه لتقبل قراره، لذا يظهر الخداع على الساحة في المساومات الصعبة في كثير من الأحيان، لأنه يتعلق بمدى استعدادك لتقديم شيء في المقابل أم لا، وقد لا يكون تبني تكتيكات المساومة الصعبة وتطبيقها في الحالات الأكثر تعقيدًا هو الخيار الأفضل في عملية التفاوض.

إن الموقف الأساسي الذي يتبناه المفاوض في الحالة القائمة على المصلحة هو الموقف الذي يعتبر التفاوض فرصة لربح جميع الأطراف، وأن ما أربحه لا يكون بالضرورة على حساب الطرف الآخر, وتُحدد نتائج التفاوض على أساس المصالح بناءً على إبداع الأطراف، وليس العناد أو الخداع، وقد تكون المساومة الموضعية والمفاوضات كما أكدت ممتعة للغاية بالنسبة للأشخاص الذين يحبون المساومة للحصول على السلعة بسعر جيد، ويتسم هذا الأسلوب بأنه الأكثر إثارة للاهتمام في عملية التفاوض، عندما لن تكون هناك علاقة بين الأطراف في المستقبل.

إنّ سلطة التفاوض على أساس المصلحة تتيح الوصول إلى حلول إبداعية لتحقيق المطالب ، وتزداد فرصة نجاح المفاوضات عندما يكون الأطراف على دراية بمصالحهم ويصرحون بها، بدلًا من مجرد تكرار مواقفهم، ومعرفة كيف يمكن أن تؤثر سمات الشخصية وأساليب التعامل مع النزاع على نجاح المفاوضات أو فشلها، ويدور التفاوض حول التفاعل مع الآخرين، والقدرة على تحقيق التوازن ووجود التعاطف والحزم الضروريان لإجراء المفاوضات، وكلها مهارات صعبة ومهمة وتمنح ميزة في المفاوضات، وتتيح الفرصة لفهم الطرف الآخر وطرح أفكار على الطاولة قد يتجاوبون معها، ويوافقون عليها.

لديها أساليب التعامل مع الصراع

يؤثر الصراع في حال وجوده في قدرة المؤسسة على الوجود في الأصل قبل أن يؤثر على قدرتها على العمل أو الإنتاج أو الاستمرارية وبالتالي عليها التعرف بشكل مفصل على كيف تؤثر طريقة التعامل مع الصراع على النتائج، وطرق التعامل مع التنافس أو التجنب أو التراضي أو التسوية أو التعاون أو حل المشكلة، ويعتمد أسلوب التعامل مع الصراع على الأسلوب التي تختاره المؤسسة، ونوع الصراع وخبراتها في التعامل معها في الماضي وخبرة المؤسسة في التعامل مع أشكال الصراع المختلفة التي تدور داخلها أو خارجها، ومعرفتها للمشاركين في الصراع وانخراطها فيه وكيفية انتشاره.

وقد يترتب على الصراع استمرار تفاقم الأحقاد والعداوات وقد تظهر مرة أخرى في المستقبل، وعلى المؤسسة التعامل بحكمة وإيجابية معها وأن تتعلم طرق التعامل مع الصراع في كل مرة تتعامل معه، وأن تضمن الحفاظ على مصالحها وأوضاعها واستقرارها، وأن تعمل على معرفة أسباب الصراع ونتائجه ومن قام به وما هو دوره في المؤسسة، وهل هو من داخل المؤسسة أم من خارجها، وأن تزيد من مهاراتها في علاج الصدمات الناتجة عن الصراع، وتجنب آثاره السلبية وفهمه والاستجابة له والعمل على شيوع الاتفاق والتراضي وتبادل المصالح بين المتصارعين، وعدم شعور أحدهم بالهزيمة أو الاستسلام والوصول الى تسوية مرضية لجميع الأطراف.

ويعزز أسلوب حل المشكلات نهجًا للصراع يستطيع فيه الأطراف التعرف على المشكلة الشائعة والمشتركة التي تواجههم وينخرطون في العمل التعاوني لحل هذه المشكلة معًا، إن التوصل إلى حل مشترك يؤدي إلى شعور جميع الأطراف بتلبية مصالحهم واحتياجاتهم.