Wed,May 14 ,2025

نحو مؤسسات غير حكومية نشطة وفاعلة – لديها قدرات متنوعة

2025-04-25


الثالث عشر:  لديها قدرات متنوعة

القدرة على كسب التأييد

تحتاج المؤسسة تأييد فئات المجتمع لأنشطتها كي تنجح، وهذا التأييد لا يحدث الا بوجود حجج مقنعة بأهمية ما تقوم به ، ويحتاج إلى علاقات عامة واسعة ومكثفة وسمعة طيبة مع كل الأفراد والجهات المعنية بأنشطتها والتأكد من عدم وجود نتائج سلبية لما تقوم به.

ويمكن للمؤسسة عند رغبتها على كسب التأييد استعمال الإعلام كأداة للوصول لمن ترغب بوصول أهدافها وغايتها وأنشطتها إليهم وذلك من خلال وضع وتصميم استراتيجية لكسب التأييد من خلال استثمار الإعلام بكافة أشكاله وأدواته وأنواعه، والعمل على تحديد أفضل هذه الوسائل من ناحية المزايا وإمكانيات الوصول لجماهير كبيرة ومصداقية هذه الوسائل وتنمية الدعاية الإيجابية للمؤسسة ومناهضة الدعاية السلبية.

ويجب على المؤسسة تحديد التوقيت المناسب لوضع استراتيجية التأييد موضع التنفيذ وتوفير الموارد البشرية والمالية والإدارية لها ووضع خطط تنفيذية تحدد من هو الجمهور المستهدف وما هي وسيلة الإعلام التي تتناسب معه ومدى اتسامها بالنزاهة والمصداقية، وهل هناك إمكانيات استثمار العلاقات العامة مع المؤسسات الإعلامية أو موظفيها ومعرفة مدى استعدادهما للعمل لصالح المؤسسة، وما الذي يجعل من أهداف المؤسسة وغاياتها وقصتها جيدة، وهل تملك المؤسسة قصص وصور وخبرات تستطيع مشاركتها مع الجمهور، ومدى قدرة المؤسسة على استثمار الموارد المالية الخاصة بها في هذا الجانب والعمل على تقليل التعارض في المصالح ما بينها وبين موظفيها أو بينها وبين شركائها أو بينها وبين مانحيها.

ومن المهم للمؤسسة الإجابة على أسئلة تتعلق بأمنها من قبيل ما الذي يمكن أن تقوم به لكيلا تضر بأمنها وأمن موظفيها وشركائها ومانحيها وسمعتها وشرعيتها ووصولها إلى المجتمع الذي تعمل لأجله.

ومن المهم من جهة أخرى في حال نجاح استراتيجية كسب التأييد من قبل المؤسسة أن تقوم باستثمار هذا النجاح في زيادة الدعم السياسي والإنساني والمالي لها في أنشطتها المستقبلية وزيادة إمكانيات وصولها للمستفيدين من أنشطها بأمن وسلامة وحمايتهم وتعزيز استجابتها لاحتياجاتهم ومساهمتها في التغيير الإيجابي على المدى الطويل.

إن تصميم استراتيجية لكسب التأييد يحتاج من المؤسسة تحديد أهدافها وغاياتها والنتيجة التي ترغب في تحقيقها، ومعرفة أين سيتم تركيز تطبيق استراتيجية كسب التأييد ومن الجمهور الخاص بها وما هي الموضوعات التي سيتم إدراجها لكسب التأييد لها، وما هو التغيير الذي تهدف له المؤسسة من هذا العمل ككل، وكيف يمكن بناء الدعم لتفعيل هذه الاستراتيجية، وبناء الشراكات مع المؤسسات والأفراد لدعمها، وما هي الرسالة التي ترغب المؤسسة بوصولها إليهم وأهدافها من تحقيق هذه الاستراتيجية وأوجه استفادتها من نجاحها، وأفضل الطرق لوصول الرسالة سواء من خلال أدوات الإعلام التقليدية أو الجديدة أو المطبوعات أو إطلاق الحملات أو عبر الملتقيات مع الأشخاص أو المؤسسات، واختيار افضل ناقل لهذه الرسائل التي تحتويها استراتيجية كسب التأييد، ومراقبة أنشطتها وتقييم نجاحها في تحقيق أهدافها.

إن ما سبق هو أهم ما تحتاج إليه المؤسسة لنجاح استراتيجية كسب التأييد هو تمتعها بعلاقات عامة قوية وإيجابية متنامية مع المجتمع من حولها لتستطيع جذب الأموال وخدمة المستفيدين والوصول إلى الجمهور وإخباره عن إنجازاتها ودعوته إلى المشاركة فيها وفي تصميمها وتنفيذها ومتابعتها وتقييمها لكي تصبح مؤسسة متميزة أمام هذا الجمهور، وهذا ما يجعلها تحتاج إلى تسهيل مشاركة المستفيدين منها في كل أنشطتها وأعمالها واستراتيجياتها المختلفة.

لديها خطط لتسهيل وتفعيل أنشطة المشاركة

في جميع أعمال المؤسسة وخصوصا في مجال كسب التأييد لها أو القدرة على نجاح مشاريعها وتمتع المؤسسة بتأثير إيجابي ومستدام يمكن النظر لتسهيل مشاركة المستفيدين في تصميم وتنفيذ ومتابعة وتقييم المشاريع الخاصة بها كأساس رئيسي للنجاح.

ويتمتع الجمهور في المجتمع المحيط بالمؤسسة بقدرات وكفاءات وطموحات ومعلومات وخبرات يمكنها أن تفيد المؤسسة بشكل كبير في أعمالها مما يجعل من مشاركتهم نشاط محوري من أنشطتها، ويفترض بالمؤسسة أو المؤسسة الراغبة في تفعيل وتسهيل المشاركة في سياساتها وخططها واستراتيجياتها العمل على الإجابة على مستوى المشاركة التي تأمل بلوغه، وهل يتضمن مشاركة المعلومات حول المواقف والاستجابة الخاصة بالجمهور و الشركاء والمانحين، وما هي الموارد المتاحة لتفصيل وتسهيل مشاركة الأفراد و الجهات، وما هي معايير التي تضمن أن تكون مشاركتهم فاعلة، وما هو نوع الاستشارات أو التعليقات التي يمكن الحصول عليها منهم، وهل يمكن تفعيل أدوات المساءلة لهم ويستثمرها في نقد وتصحيح مسار المؤسسة، وما درجة مشاركتهم في صناعة القرار في المؤسسة وجميع أنشطتها ومشاريعها.

ومن نواحي أخرى تتعلق بالتمكين يفترض بالمؤسسة الإجابة حول إمكانياتها للعمل على تمكين الجمهور من حولها من المشاركة من خلال توفير أدوات وتقنيات التواصل معها وإزالة المواقع أمام مشاركتهم ومعرفة قدرتهم وإمكانياتهم للوصول إلى مشاركة فاعلة وإيجابية، والعمل على الوصول إلى جميع الفئات المجتمعية التي تخدمها المؤسسة من الأطفال او الرجال أو النساء أو كبار السن أو الأشخاص ذوي الإعاقة وبقية فئات المجتمع بمن فيهم المعارضين لها، وبغض النظر عن البعد الجغرافي أو مستويات الامية أو تدني البنية التحتية والمعلوماتية، وقدرتهم على استعمال التقنيات الخاصة بالمشاركة ومشاركتهم في الفعاليات الخاصة بالمؤسسة, ومن الجيد دائما للمؤسسة العمل على تقليل العوائق أمام مشاركة المستفيدين من أعمالها في تصميم وتنفيذ ومتابعة وتقييم هذه الأعمال سواء كانت هذه العوائق إدارية من خلال تصميم سياسات تسهل عملية مشاركتهم أو عوائق خاصة بالتواصل من خلال تصميم شكل الحملة الإعلامية بحيث تكون سهلة وبسيطة وقابلة للفهم، وفي حال المكان تعيين مترجمين لغير الناطقين باللغة التي تعمل عليها المؤسسة، وزيادة الأنشطة الميدانية للوصول للمستفيدين في مجتمعاتهم المحلية وتمكينهم من القيام بدور فعال في إدارة أنشطة المؤسسة وتنفيذها وخصوصا عبر الاجتماعات ومجموعات التركيز والمقابلات الشخصية والبرامج المجتمعية والأنشطة الموسمية والعمل من خلال هذه الأنشطة الميدانية على تحليل اتجاهات الجمهور المستفيد منها ومعرفة اتجاهاته ومسئولياته وأدواره واهتماماته وقوته وتأثيره وتفاعلاته وتحليل هذا التفاعل لتحديد احتياجاته وتلبيتها ووضع الجمهور المحيط بالمؤسسة من أفراد ومؤسسات في موضع الشركاء وهذا لا يتحقق الا من خلال سياسات ومشاريع لتطوير الشراكات.

ناجحة في تطوير الشراكات

تقوم الشراكة ما بين المؤسسة وشركائها من الأفراد أو الجهات على مجموعة من المبادئ وعلى رأسها المساواة والاحترام المتبادل والشفافية في العلاقات والتعاملات والتواصل الفعال ما بين الطرفين بالإضافة إلى تحمل المسئولية من قبل كل الأطراف والالتزام بتحقيق الفائدة من هذه الشراكات والتركيز على نتائج إيجابية لهذه الشراكات من خلال توجهات عملية محترفة وإيجابية ومتكاملة ومتنوعة تهدف لتعزيز القدرة المحلية في تفعيل هذه الشراكات وزيادة الوعي بأهميتها ومبادئها ودورها في تحقيق اتفاقيات الشراكات وتفعيل الخطط والمهارات وتحسين الأداء والمشاركة العادلة والفاعلة في صناعة القرار وتحمل المسئولية والتنسيق الفعال ما بين جميع الأطراف.

وتتنوع الشراكات عدة أنواع فمنها الشراكات الاستراتيجية بين المؤسسة وبين مانحيها وشركائها الدوليين والمحليين والشراكات مع المؤسسات التجارية والحكومية وغير الحكومية وتهدف إلى زيادة القدرات في تقديم الخدمات للمستفيدين وتبادل الأفكار والمعلومات والخبرات، ومعالجة العوائق الاجتماعية أو السياسية أو الأمنية التي قد تقف في وجه تنفيذ المشاريع، والعمل على زيادة التضامن بين الشركاء ليصبحوا اقوى في مواجهة الصدمات وأكثر قدرة على الوصول للمعلومات ومشاركتها لصنع استجابة جيدة ومستدامة لجميع الشركاء، وتعاونهم جميعا في بناء قدرات بعضهم البعض من خلال تبادل الخبرات والمهارات والمعلومات والقدرات كأساس للاستدامة في العمل والتأثير والمشاركة مع بعضها البعض في حل المشكلات من خلال التعاون في وضع الحلول.

ويفترض بالمؤسسة الراغبة بالشراكة العمل على الإجابة على مجموعة من الأسئلة للوصول إلى شراكة حقيقية وفاعلة وإيجابية في أعمالها في المجتمع، ومن هذه الأسئلة المتعلق بنوع الشراكة وهل تعمل على تقوية أهداف وقدرة المؤسسة أم لا، وما هي المعلومات المتوفرة عن الشركاء وقدراتهم واستراتيجياتهم في الإدارة، وهل تتوفر لديهم أيضا الرغبة في الشراكة أم لا، وهل تتناسب قدرات وحجم المؤسسة أو المؤسسة المحلي مع الشركاء المحتملين، وما هي القيم والالتزامات المشتركة، وما الذي يقدمه كل شريك للطرف الآخر، وما هي توقعات كل شريك من هذه الشراكة، والمفاهيم المشتركة بينهما، ومدى قدرتهم على تلبية شروط الشراكة وأهدافها وأدوارها ومسؤولياتها، ومدى دعم هذه الشراكة في زيادة التمويل وتفعيل قنوات تبادل المعلومات، وما هي الطرق المقترحة لحل النزاعات، وما هي المخاطر من هذه الشراكة، وهل هناك تكافؤ في القدرات بين الشركاء، وهل هناك التزام مؤسسة بينهما، وما هي الحلول المقترحة عند وجود اختلافات في القيم والتوقعات بين الشركاء، وكل هذه الأسئلة تحتاج إلى الكثير من التنسيق الجيد والمكثف والمتواصل للوصول إلى شراكة فاعلة وإيجابية و متنامية.

قادرة على إعطاء المعلومات وتسليم المهام

إن وجود شراكات ناجحة تحتاج تنسيق جماعي متسق وفاعل وهذا يحتاج أن لا تكون المؤسسة محتكرة للمعلومات أو الأنشطة وبالتالي يجب أن تكون قادرة لأجل ضمان نجاح التنسيق والشراكة على المشاركة بالمعلومات التي قد يستفيد منها الشركاء وتسليم المهام التي تحتاج تدخلات متخصصة من قبل مؤسسات أو مؤسسات تتخصص في هذا النوع من التدخلات لتحقيق أكبر نجاح للتدخل في المجتمع المستفيد، وهذا بالنسبة للمؤسسة وتفاعلاتها مع الخارج وأما على مستوى الداخل فهناك العديد من الأطر والمفاهيم والأنشطة التي يمكن أن تقوم بها مع موظفيها وإداراتها.

إن إعطاء المعلومات لفريق العمل الخاص بالمؤسسة وخصوصا تلك المتعلقة بالاستراتيجيات والخطط والسياسات والإجراءات والخبرات العملية ومتطلبات الوظيفة الخاصة بكل موظف وتسليمه مهامه ومساعدته على تنفيذها هي السبل الأمثل لاستمرار المشروعات الخاصة بالمؤسسة وضمان فاعلية فريق العمل فيها، وتتضمن المعلومات موقع العمل وأنشطته ومعاييره وطرق تنفيذه ومن المشاركين فيه وأين يتواجدون، وما هي الموارد التي تساعد في تنفيذ العمل، وما هي الأهداف المخطط تحقيقها، والمنجزات المطلوب الوصول إليها، والأموال المخصصة لهذا العمل، ومستويات التقدم المطلوبة، وما هي القيم المفترض التقيد بها عند انجاز العمل، وإجراءات السلامة فيه، وكم الأجور لهذا النوع من الأعمال، وكيف سيتم الحصول عليه، وما هي السياسات والإجراءات المتبعة عند التنفيذ، والمنطقة الجغرافية المختارة للتنفيذ، والزمن المخصص، وكيف ستتم مراجعة ومراقبة وتقييم العمل ككل.

ويمكن العمل على إعطاء المعلومات وتسليم المهام للموظف من خلال التوصيف الوظيفي الخاص به أو الأنشطة التي تضمنها عقد العمل بينه وبين المؤسسة، أو عبر إعطاء المعلومات بشكل مباشر ما بين الإدارة والموظف، أو من خلال المراسلات عبر الانترنت والمكالمات الهاتفية أو وضع مدير مباشر له متفهم للعمل و شروطه ومعاييره في نفس موقع العمل، أو من خلال تعرف الموظف على فريق العمل وأعمالهم وخصوصا ممن يعملون في نفس المجال الذي يعمل فيه الموظف ولديهم نفس التوصيف الوظيفي وقد كونوا خبرات حول العمل من خلال الانخراط فيه أو من خلال ملاحظات مكتوبة تبقي الموظف في المسار الصحيح للعمل.

ومن المهم حول الموظف في المؤسسة لضمان انخراطه في العمل بالشكل الصحيح أن يحصل على معلومات عن المشروع وتاريخه وإنجازاته والتغيرات التي يهدف لها والدروس المستفادة من الأنشطة السابقة في نفس المشروع، وما هي الصعوبات التي واجهها المشروع، والقيود التي ساهمت في تأخير أنشطته إن وجدت، وأولويات المشروع في الفترة الزمنية المقبلة وكذا الأنشطة المتبقية منه وما هي التزامات المؤسسة أو المؤسسة التي عمل فيها تجاه المشروع وشركائه ومانحيه، ومستفيديه، وهل هناك أي فعاليات للمشروع قريبة يمكن للموظف المشاركة فيها أو مهام خاصة يجب أن يقوم بها.

إن من الجيد أن تهتم المؤسسة بأن يتعرف الموظف الجديد على طرق العمل، ومصادر المعلومات، والخطط التنفيذية والمخاطر المحتملة، وطرق التواصل في حالات الطوارئ، وهذا بالإضافة إلى الشركاء وطرق الاتصال بهم، وكذا من المهم لعمليات إعطاء المعلومات وتسليم المهام أن تقوم المؤسسة بإعطاء الموظف القرارات الأساسية في المشروع، واثراءه بطرق التعامل مع القضايا الأمنية والتعامل مع الموظفين وتوفير الاحتياجات اللوجستية التي يحتاجها، والنتائج المطلوب، وساعات العمل والإجازات والأنشطة والتسهيلات وطرق التعايش مع بيئة العمل بالإضافة إلى جهات الاتصال التي يمكن ان يستفيد منها، وما هي الطرق التي يمكن للموظف العمل بها دون أن يثير حفيظة المجتمع وثقافته واعرافه وتقاليده.