Wed,May 14 ,2025

نحو مؤسسات غير حكومية نشطة وفاعلة – قادرة على التعزيز والمواجهة والتطوير والتنسيق

2025-04-25


ثامنا: قادرة على التعزيز والمواجهة والتطوير والتنسيق

تعزيز المؤسسة لدورها الإيجابي

ويمكن أن يتم ذلك من خلال تعزيز وجود وتأثير وأهمية مؤسسات المجتمع المدني في الاتفاقيات والتشريعات والقوانين والسياسات والمعايير الدولية والإقليمية والوطنية والمحلية وتعزيز دور المؤسسة في التنمية الثقافية والتعليمية والإعلامية والأمنية والحقوقية والديمقراطية وتعظيم دورها في تنسيق جهود المؤسسات الغير حكومية في العمل من أجل الديمقراطية وإصدار قوانين عادلة تكرس حرية التعبير والتنظيم وتحفيز الحكومة على الانضمام إلى الاتفاقيات الدولية والإقليمية ورفع التحفظات حول الاتفاقيات السابقة والعمل على زيادة مصداقية المؤسسات غير الحكومية وتشكيل الشبكات التي تحميها وتتضامن مع قضاياها.

إن من المهم أن تعمل المؤسسات على اقتراح قوانين وسياسات واستراتيجيات تصب في صالح المجتمعات والعمل على آليات للضغط من أجل مراجعة كافة القوانين بما يضمن المساواة وتحريم العنف وضمان تمثيل كل فئات المجتمع في مواقع صنع القرار وبناء قدرات المجتمعات والأفراد والمؤسسات في مجال بناء القدرات المؤسساتية للمؤسسات غير الحكومية وتنشيط التعاون بينها على أساس محلي وإقليمي ودولي وبشكل منتظم وفعال.

ومن المهم للمؤسسة العمل على تعزيز الديمقراطية والتعليم المدني ودراسة الاحتياجات والتحديات المحيطة بالمؤسسة والمجتمع والعمل على معالجة واقع إقصاء الآخر وبلورة أسس لتطوير علاقة إيجابية بين المؤسسة والمجتمع والمشاركة في تطوير مؤسسات مجتمع مدني مستقلة وتطوير منهجية لعمل المجتمع المدني ككل وابتكار حلول و آليات للتعاون والاستفادة من تجارب مؤسسات المجتمع المدني العربية والدولية ونشر الوعي حول المجتمع المدني وتطوير برامج توعية وإعلام مع مشاركة واسعة للمجتمع المدني والعمل على بناء القدرات المؤسسية وإنشاء الهيئات المتخصصة لمؤسسات المجتمع المدني والنهوض بها.

ومن المهم للمؤسسات العمل على ضمان الأمن، واستمرارية المشاريع وإنشاء أطر وشبكات وتجمعات من المؤسسات غير الحكومية لتسهيل التواصل مع المؤسسات الدولية وتعزيز عملية بناء القدرات وتحديد الأولويات التنموية المحلية وتعزيز مبدأ سيادة القانون وتأمين السكن وحل المشاكل الإنسانية الأخرى كالصحة والتعليم وحل مشكلة البطالة وإيجاد فرص عمل وتعظيم التأثير في المجتمع وبناء وعي اجتماعي جديد وبناء قدرات النظام القضائي وتعزيز استقلال القضاء، ونشر الوعي القانوني وثقافة حقوق الإنسان والتأثير في السياسات القادمة.

ويمكن للمؤسسات العمل على استحداث برامج لتطوير وتقوية المجتمع المدني وبناء قدراته والمساهمة في إنشاء مراكز مهنية متخصصة وتنمية الموارد البشرية وتقديم الخدمات الثقافية والاجتماعية للمجتمع المحلي وتفعيل التشاور والتنسيق والتشبيك مع المجتمع والإقليمي والدولي والعمل مع المجتمع وتطوير المشاركة مع المؤسسات المحلية وإنشاء فروع في المناطق المختلفة للمؤسسات غير الحكومية وإيجاد لجان للتنمية المحلية وتعزيز الطلب المتزايد لإعادة تأهيل البنية الاجتماعية والاقتصادية ونقد قلة وشح الموارد المتاحة والمقدمة من قبل الجهات المانحة وتعزيز الوضع الأمني في العديد من المناطق والذي يحد من إمكانية تقديم الخدمات لمحتاجيها والتعامل بإيجابية مع انعدام وسائل الاتصال والنقل ونقص المعلومات حول المؤسسات الدولية وأدوارها وقلة الخبرة على المستوى المؤسسي ومعالجة التحديات والتهديدات وقلة الثقة التي تحيط بالمؤسسات المحلية والإقليمية والدولية في المجتمعات.

قدرة المؤسسة على مواجهة التحديات الأمنية

لا يمكن العمل لأي مؤسسة في وضع أمني متداعي وخطير على المجتمعات والمؤسسات وبالتالي عليها أن تعمل على معرفة جميع تفاصيل الوضع الأمني المحيط بها ومطالبة الدولة بمسؤولية الأمن وحمايته مستندة في ذلك على القانون الإنساني الدولي، والانضمام إلى حركات التضامن المحلية والإقليمية والدولية لضمان الأمن في محيطها بما في ذلك وكالات الأمم المتحدة والمؤسسات الدولية ومعرفة أنه من غير المقبول بأي شكل من الأشكال أن تنسحب المؤسسات المحلية والدولية لاعتبارات أمنية والانطلاق في العمل من المناطق الآمنة نسبياً لخدمة المناطق التي تشهد توتراً وإعادة تقسيم العمل ليوائم الوضع الأمني واكساب العاملين في المؤسسة المهارات اللازمة لكي يقوموا بأعمال الإغاثة في أوقات الصراع وابتعاد المؤسسة عن النزاعات السياسية، وأن تقدم خدماتها لجميع فئات الشعب ي بغض النظر عن انتماءاته، وان تتوجه نحو مزيد من التخصص وتعمل على التنسيق والتعاون المستمر مع المؤسسات العربية والدولية للاستفادة من خبراتها وإيجاد طرق للتنسيق من أجل تسهيل عمل مؤسسات المجتمع المدني.

ناجحة في تطوير العلاقات

إن من الأهمية أن تكون المؤسسة ناجحة في تطوير العلاقات مع موظفيها وشركائها ومانحيها لتستطيع الوصول إلى المعايير والممارسات العالمية التي تؤثر على عملها وبناء قدراتها وخبراتها ومواردها وتحسين فرصها للفوز بمنح التمويل. وبالتالي يجب أن تكون ناجحة في تطوير العلاقات والعمل المشترك وتحقيق الرؤى والأهداف المشتركة والجميع بين الخبرات والموارد والمناهج والأدوات وبيانات الحقائق وقوائم الاتصالات والتدريب والدعم والمعارف المشتركة والدفاع المتبادل، وتحتاج المؤسسة إلى بناء علاقات مع الحكومة من أجل إنجاز مهمتها، وإطلاق حملات التواصل، والحملات التثقيفية أو لتقديم الخدمات، بإمكان المؤسسات والحكومات العمل سوية لوضع حلول مشتركة تلبي احتياجات المجتمع الأهلي، وإدارة المشاريع المشتركة، أو القيام سوية بحملات للتوعية العامة، والعثور على حلفاء من ذوي النفوذ الذين يشاطرون المؤسسة القيم والرؤية والأهداف نفسها، وبناء الثقة معهم، وأن تفكر بعناية وبصورة استراتيجية حول علاقاتها وتوازناتها و توجهاتها ومصالحها.

فاعلة في إنجاح التنسيق الجماعي

لا توجد شراكات ناجحة من دون تنسيق فاعل ومتواصل بين الشركاء، ويمكن للتنسيق أن يكون على مستويات محلية ووطنية وإقليمية ودولية، ويجب على المؤسسة تطوير ترتيبات للتنسيق على جميع هذه المستويات بحيث يكون فعالا وإيجابيا ويصب في مصلحتها ويدعم نجاحها ونجاح مشاريعها وأنشطتها والعمل على استثمار التنسيق مع تلك المؤسسات.

ويساعد التنسيق الجماعي في تعزيز قدرتها على التنبؤ بالمشاكل والقضايا المجتمعية التي يجب أن تعمل فيها، ومشاركتها في التخطيط على نطاق أوسع لنشاطاتها ومشاريعها، وتعزيز أنظمة المساءلة والشفافية في أعمالها، وتنمية مصادر الدخل الخاصة بها، وتفعيل شراكاتها مع مؤسسات المجتمع المدني المحلية والوطنية والإقليمية والدولية بما في ذلك القطاع الخاص والسلطات المحلية والوطنية، وتعزيز تقديم الخدمات للفئات المستهدفة من أنشطتها، وتجنب تكرار تقديم نفس الخدمة لنفس الفئة المستهدفة في أحد المجتمعات المحلية ونسيان فئات أخرى لا تحصل على هذه الخدمات، وتنمية العمل المشترك من خلال تنفيذ المشاريع التي تخدم خطط وأولويات واستراتيجيات مجتمعية أو وطنية، وتنسيق الأنشطة مع الشركاء للحصول على أفضل المخرجات وتقديم خدمات متكاملة للمستفيدين.

إن وجود استراتيجية خاصة بالتنسيق الفاعل والإيجابي في المؤسسة يعمل على تزويدها بالاحتياجات المجتمعية التي يمكنها توفيرها، وتعريفها بالفجوات التي يمكن العمل عليها، وتوفير معلومات عن الأولويات التي يمكنها أن تضمنها في استراتيجياتها للعمل في المجتمع، ومساعدتها في تصميم الحلول لمشاكل المجتمع الذي تعمل فيه، والاستفادة من خبرات الشركاء في مجال معرفتها بالعوائق التي يمكنها أن تواجهها في عملها وتصميم خطط للقفز على هذه العوائق والوصول بمشاريعها إلى مستفيديها بسهولة ويسر.

وتساعد وجود استراتيجيات خاصة بالتنسيق الفاعل المؤسسة في معرفتها بالمشاكل المتداخلة والتي يمكنها عبر الشراكة مع مؤسسات أخرى العمل على إيجاد الحلول لها كل بحسب اختصاصه وخبراته، ووضع استراتيجيات مشتركة للتدخل وتنفيذها، ووضع خطط لكل الشركاء بما فيها المؤسسة لدعم أو إيجاد حلول للمشكلة الموجودة مع تطبيق المعايير والمبادئ والتوجهات في تطبيق هذه الحلول والشراكة في تمويلها ومراقبتها وتقييمها، وإعداد التقارير عنها وتصحيحها في حال وجود أخطاء ومعرفة مدى تقدمها وما هي التوصيات للوصول بها إلى مراحل من الجودة في التخطيط والتنفيذ في المستقبل.

إن أهم أسباب نجاح التنسيق بين الشركاء هو حرصهم على المشاركة مع بعضهم البعض في حل قضايا ومشاكل المجتمعات التي يخدمونها، وحرصهم على نجاح الشراكة فيما بينهم والحفاظ على التجمع بينهم والتركيز على أن يكون إيجابيا ومفيدا لجميع الشركاء بالإضافة إلى الحرص على استدامة العمل القائم على التعاون بين الشركاء ومساهمة الجميع في تأييد أنشطة أي شريك، والحرص على تطبيق مبادئها وتحمل مسؤولياتها وتفهم واجباتها، والتواصل الفعال والمستمر بين الشركاء لتفعيل التنسيق الجماعي والايجابي بينهم، ورغبة الجميع في الإسهام في خدمة المجتمع الذي يعملون فيه, والتنسيق الجماعي والمتواصل، والمتنامي له أهمية في الحالات التي يكون فيها العمل في المناطق البعيدة أو الكبيرة أو الكثيفة السكان والتي لا تكفيها منظمة أو مؤسسة محلية واحدة للعمل فيها وبالتالي فهذا يضمن وجود فرصة لصناعة شراكة تتطلب تنسيق مميز وناجح للوصول بتلك الخدمات إلى المستفيدين في تلك المناطق البعيدة أو الكبيرة أو الكثيفة السكان، وتعزيز قدرة جميع الشركاء على المشاركة في الأنشطة التي تحتاجها تلك الفئات الإنسانية، وإثراء الشركاء بأدوات وأساليب تدعم نجاحهم في العمل ومشاركتهم بعضهم البعض بأفضل الممارسات المتبعة في هذا الجانب، وهذا ما يتطلب بعض المرونة من جميع الشركاء في مواضيع كثيرة ولعل أهمها إعطاء التوجيهات وتسليم المهام بين المؤسسة وموظفيها أو المؤسسة وشركائها في العمل.