Wed,May 14 ,2025

نحو مؤسسات غير حكومية نشطة وفاعلة – القدرة على تنمية مصادر الدخل
2025-04-25
سادسا: القدرة على تنمية مصادر الدخل
إن أي عمل تقوم به المؤسسة يفترض به أن يخضع للتخطيط بشأن أدواته ومفاهيمه وطرق تنفيذه وتفاصيله ونتائجه، وأن يتم العمل على وضع استراتيجيات ذكية لتفعيل هذه الأعمال، وأن يتم تأثيث هذه الاستراتيجيات بالسياسات والأنظمة الداخلية والإجراءات والعمليات المكتبية والإدارية التي تسهم في نجاحها، ومن هذه الأعمال بل ومن أهمها تلك الأنشطة المتعلقة بتنمية مصادر الدخل للمؤسسة والتي لن تستطيع الاستمرار من دون تمويلات وأموال تسهم في تنشيط جميع أعمالها وأنشطتها المؤسسية، ومن هنا يأتي موضوع تنمية مصادر الدخل كواحد من أهم الأنشطة التي تحتاج إلى تفكير وتخطيط إبداعي وذكي ومحكم للوصول بالمؤسسة إلى مرحلة الأمان في الدخل والذي يضمن لها الاستمرارية في العمل والاستدامة في التواجد لخدمة المجتمع الذي تعمل فيه.
إن هناك العديد من مصادر التمويلات التي يمكن للمؤسسة العمل عليها لتنمية مصادرها على المستوى الداخلي لها أو على المستوى المحلي أو على المستوى الدولي، وكذلك على مستوى الواقع أو عبر الانترنت، ومن المصادر الداخلية لتنمية مصادر الدخل يمكن الحديث حول اشتراكات الأعضاء والهبات والتبرعات التي يقدمونها للمؤسسة التي ينتمون إليها أو مشاركة المؤسسة في فعاليات ضمن مقابل مادي أو عبر مبيعاتها لمنتجاتها وفي بعض الأحيان من خلال مشروع ربحي ينتمي للمؤسسة وتصب أرباحه لصالحها وصالح الأنشطة التي تقوم بها.
وعلى المستوى المحلي يمكن الحديث عن التبرعات من الأفراد في محيط المؤسسة، والقطاع الخاص المحيط بها والقطاع الحكومي الذي تعمل المؤسسة في منطقته أو الصناديق التمويلية النشطة في المجتمع أو من تلك المؤسسات الأكبر حجما والتي تملك وفرا تمويليا وترغب باستثماره في المجتمع بتقديمه لمؤسسات أخرى قادرة على الوصول إلى المجتمعات الصغيرة أو لديها تخصص مميز لا تملكه تلك المؤسسات الكبيرة.
وعلى نطاق إقليمي يمكن للمؤسسة العمل على البحث وتنمية مصادر الدخل الخاصة بها من خلال المؤسسات الداعمة الإقليمية في محيطها والصناديق المتخصصة بالتمويل في المجالات التي تعمل فيها والتواصل معها والعمل على الشراكة معها للحصول على تمويلات للعمل في المنطقة التي تخدمها المؤسسة بالإضافة إلى المؤسسات الدولية التي تملك مكاتب أو فروع في الإقليم الذي تعمل فيه المؤسسة وناطقة بلغتها كنوع من محاولة المؤسسات الدولية الكبيرة الوصول إلى المؤسسات في كل مناطق وأقاليم العالم، وتدخل في ذلك بالطبع وكالات الأمم المتحدة التي لديها مكاتب في كل الدول والأقاليم تقريبا، ويدخل في ذلك أيضا المبادرات العالمية للحد من مشاكل دولية أو لتحقيق أهداف عالمية وتتواجد بشكل مؤقت في البلدان والأقاليم باحثة عن شركاء محليين للعمل على المبادرة التي تعمل عليها.
وعلى مستوى الانترنت يمكن للمؤسسة العمل على عدة تقنيات لتنمية مصادر الدخل الخاصة بها ومنها وضع تصنيف التبرع على موقع المؤسسة على الانترنت أو في صفحاتها على الشبكات الاجتماعية وتحفيز المتصفحين على التبرع لها مع تصميم رسائل لتشجيعهم وتحفيزهم على ذلك، وكذا يمكنها العمل على الاشتراك في النشرات الدولية والتي تهتم بنشر أخبار التمويل في العالم ومصادره وأوقاته المعلنة واختيار ما يتقاطع مع أعمالها وأنشطتها.
ويمكن للمؤسسة النجاح في استقطاب التمويل الخاص به والقيام بتنزيل مستنداته وشروطه ومعاييره وكتابة مقترحات التمويل الخاصة به والتأكد من جودة ما تقدمه لضمان حصولها على التمويل، ويمكن للمؤسسة العمل على التفاعل ودراسة منصات التمويل الفردية في العالم والتي تتيح لمشتركيها البحث عن تبرعات وتمويلات لمشاريعها ليشارك الأفراد المهتمون بأنشطتها في دعمها من خلال مبالغ صغيرة تجتمع حتى تصل إلى مبلغ التمويل المطلوب من المؤسسة، وذلك مع أهمية انضمام المؤسسة إلى الشبكات والتحالفات المحلية والإقليمية والدولية التي تعمل في المجال الذي تنشط فيه المؤسسة وتتيح الشراكة معها الحصول على بناء القدرات أو التمويلات أو الحصول على معلومات خاصة بالتمويلات في مجال العمل الذي تتخصص فيه المؤسسة.
إن رغبة المؤسسة بالحصول على تمويلات وتنمية مصادر الدخل الخاصة بها يتطلب منها أن تعمل على حزمة من الخطط والاستراتيجيات لتنويع مصادر الدخل الخاصة بها والذي يضمن لها تفعيل أنشطتها وتوسيع تأثيرها وضمان استدامتها في العمل الذي تقوم به، وهذا ما يحتاج منها إلى التفكير في الطرق الناجحة لتوسيع القاعدة التمويلية الخاصة بها، وعدم خضوعها للتذبذب في أعمالها وأنشطتها أو موسمية مشاريعها وتوقفها عن العمل بين الحين والأخر.
إن تصميم استراتيجية خاصة بتنمية مصادر الدخل للمؤسسة هو العمل الأول لكي تضمن استقرارها النسبي في أنشطتها ومشاريعها ويصل بها إلى الاكتفاء الذاتي ودعم استقلاليتها من الضغوط التي تعاني منها، ويعمل على ضمان مستوى معيشي ملائم لموظفيها و متطوعيها وبالتالي يضمن تحفيزهم على العمل لديها واستمرارهم فيه، ونشاطهم هم أيضا في صناعة المشاريع وكتابة مقترحات التمويل والاستفادة من علاقاتهم ودراساتهم وخبراتهم في مجال تنمية مصادر الدخل للوصول بالمؤسسة للأمان الكامل في موضوع تنمية مصادر الدخل الخاصة بها واستدامته وارتفاعه سنويا لمستويات أعلى.
وتحتاج المؤسسة لبناء مثل هذه الاستراتيجية لمعرفة وخبرة بالمانحين وأماكن عملهم وتخصصاتهم والبلدان التي يعملون فيها أو يركزون على دعم المؤسسات بداخلها والأوقات التي يستقبلون فيها اقتراحات التمويل وما هي شروطهم وما هي المستندات التي يعملون عليها والقضايا التي يهتمون بدعمها وأنواع المؤسسات المحلية المفضلة لديهم للعمل على هذه القضايا، وأن تعمل المؤسسة على تصميم مشاريع قادرة على الوصول إلى المانحين والحصول على موافقتهم لتمويلها، ومن ثم العمل على تنفيذ المشاريع الممولة بأجود شكل ممكن للحصول على استدامة الشراكة مع المانحين وعدم خسارتهم، وبما يحفزهم للتوصية بالمؤسسة للداعمين الآخرين ممن يهتمون بنفس المنطقة الجغرافية أو القضايا التي تعمل فيها المؤسسة وهذا يجعل من خطط التمويل وتنمية مصادر الدخل خطة متنامية وناجحة وتستقطب المزيد من التمويلات.
إن من أساسيات النجاح في الخطط الخاصة بتنمية مصادر الدخل واستراتيجياتها هو العمل على التنوع في مصادر الدخل واعتماد الشمولية والموضوعية والمصداقية والتفاعل الإيجابي في التعامل مع المانحين، وضمان الاتساق بين تخصص المؤسسة وأهدافها ورؤيتها ورسالتها مع أهداف ورسالة ورؤية المانحين، وهذا ما يضمنه وجود استراتيجية خاصة بتنمية مصادر الدخل تعتمد على المعلومات الصحيحة في تصميمها والتفعيل الكامل لها وتناسقها مع رؤية ورسالة وأهداف المؤسسة، ومدى معرفة المؤسسة بالجهات الممولة والمهتمة بأنشطتها وشروطهم ومعاييرهم، وبناء المؤسسة لقدراتها في مجال تصميم وصياغة المشاريع والمجالات المتعلقة بالممارسات الناجحة في تدبير التمويلات والعمل على التنفيذ الناجح لمشاريعها، ووجود أنظمة وسياسات مفعلة ومتخصصة بتدبير التمويل وتنمية مصادر الدخل الخاصة بها.
إن جدولة المانحين وجمع المعلومات الخاصة بهم والتواصل معهم بشكل مثمر ضمن استراتيجية تنظم كل ذلك هو العمل الأكثر نجاحا في تنمية مصادر الدخل الخاصة بالمؤسسة.
ويمكن للمؤسسة بناء قدرات كوادرها في مجال تدبير التمويل والعمل على إثرائه بالعديد من الأدلة التدريبية المتوفرة على الانترنت ليضمن مشاركتهم الفاعلة في تصميم وصياغة المشروعات ونجاح تنفيذها، وبناء البنية التحتية للمؤسسة لتستطيع تقديم نفسها ككيان قادر على الحصول على التمويلات وإدارتها بشكل شفاف ونزيه وفاعل.
إن وجود استراتيجية خاصة بتنمية مصادر الدخل يحتاج من المؤسسة العمل على تخصيص مسئول أو إدارة متخصصة بهذا المجال ضمن إداراتها يكون عملها الأساسي البحث عن المانحين وأرشفة المعلومات الخاصة بهم لاستثمارها في كتابة المشاريع المرسلة إليهم لتمويلها بما في ذلك شروطهم ومعاييرهم وأوقات التقديم لهم والمناطق الجغرافية التي يدعمونها والقضايا التي يركزون عليها، وكذا أن يعمل هذا المسئول أو الإدارة على التفاعل واستثمار الانترنت والمانحين من المؤسسات والأفراد الموجودين على الشبكة للحصول على تمويلات جديدة وإضافية ومتكررة، والعمل على دراسة القطاع الخاص المحلي وإمكانيات الحصول على تمويلات منه، وكذا فهم طبيعة التمويل الحكومي وطرق الحصول عليه، واستثمار المشاريع التي حظيت بالقبول لدى المانحين، وتكرار تقديمها وتفعيلها وتوسيع قاعدة مستفيديها، والترويج لأعمال وأنشطة المؤسسة لتصل أصداءها لدى المانحين والذي يرغب أغلبهم بالتأكيد الاستثمار في المشاريع التي حققت نتائج إيجابية مع المستفيدين في المجتمع.
ومن الأفكار التي يمكن للمؤسسة العمل عليها لتنمية مصادر الدخل الخاصة بها هي العمل مع مؤسسات متخصصة في تدبير التمويل للمؤسسات وهي تلك المؤسسات التي تحظى بشراكات مع مؤسسات دولية ومانحين محليين ووطنيين وإقليميين ودوليين والتي تعمل على بناء قدرات المؤسسات لتصبح قادرة على استقطاب التمويلات وإدارتها.
ومن الأفكار التي تساعد في ذلك قدرة المؤسسة على النزول إلى الشارع في مجتمعها المحلي والحصول على تمويلات وهبات من القيادات المحلية أو التجار في المجتمع ومؤسسات القطاع الخاص العاملة في نفس المحيط.
إن وجود استراتيجية خاصة بتنمية مصادر الدخل يقوم بتفعيلها متخصص أو إدارة متخصصة بتدبير التمويل، ووفرة المعلومات لدى المؤسسة بالمانحين وأنواعهم وشروطهم ومعاييرهم، وقدرة المؤسسة على كتابة وصياغة المشاريع، واحتواء النظام المؤسسة على لوائح ومعايير حول الممارسات الفضلى لتدبير التمويل وتسويق المشاريع والتنفيذ المتميز لها، ووجود أنشطة بناء قدرات لموظفيها في هذه المجالات هي أهم الأسباب التي تضمن نجاح المؤسسة في الحصول على التمويلات بشكل متنامي ومستدام، ومن المهم للمؤسسة لتنجح في تنمية مصادر الدخل أن يكون لديها الخبرات والقدرات لجلب التمويل.
إن من المهم على المؤسسة عند العمل على تنمية مصادر الدخل العمل على خطة تنمية الموارد وهي إحدى الأنواع العديدة للخطط التي تحتاج إليها المؤسسة لاستدامة عملها، تشمل هذه الخطة الاحتياجات التمويلية الإجمالية، والأهداف المحددة، ومجموع الأموال التي ترمي إلى جمعها من كل مصدر من مصادرك المختلفة، كما تشمل أيضًا خطة عمل لتحقيق هذه الأهداف من خلال نشاطات، ومهام، ومسؤوليات ومهام محددة.
ومن المهم للمؤسسة أن تهتم بمواضيع التنوّع في مصادر التمويل ويجب ألا تعتمد المؤسسة على مموّل واحد أو على نوع واحد من المموّلين.
ويجب أن تسعى المؤسسة للوصول إلى مجموعة واسعة من مصادر التمويل، من بينها المؤسسات والشركات، والحكومات، والأفراد، كما يمكن للمؤسسة توليد المداخيل من خلال بيع المنتجات أو الخدمات وإقامة المناسبات لجمع التبرعات، ووجود خطة لجمع الأموال تحدد الأهداف، والاستراتيجيات والمهام والخطط وتنسيق العمل ومراقبة التقدم.
إن بناء قاعدة متنوعة لجمع الأموال يحتاج الوقت والتأثير وتنوع أعمال المؤسسة وجودة أعمالها وإداراتها، ووجود سمعة جيدة، وتجارب سابقة وناجحة، وقدرة على التواصل والتفاوض والاقناع، والمعرفة باحتياجاتها من التمويلات وهل هي مادية أو نقدية أو عينية أو تطوعية أو تأهيلية أو إدارية أو الكترونية.
ومن محاذير العمل في تنمية مصادر الدخل يمكن التطرق إلى تجنب التمويل المنحرف عن رسالة المؤسسة وأهدافها وخبراتها وتجاربها وخططها واستراتيجياتها.
وتحتاج أنشطة جلب التمويل في المؤسسة إلى عدد من الإجراءات والعمليات التي تخدم النجاح في جلب التمويل للأنشطة ويفترض بهذه الإجراءات والعمليات أن تصنع بشكل سريع وجيد وقادر على الحصول على إعجاب المانحين وموافقتهم على التمويل، وأن تتسم عمليات جلب التمويل بالتنوع وتوسيع سلة المانحين الخاصة بالمؤسسة حتى لا تتأثر أنشطتها بسبب قلة الموارد المتاحة للتمويل أو قلة عدد المانحين المؤمنين بأهداف المؤسسة ويدعمون أنشطتها.
ويفترض بالمؤسسة العمل على وضع استراتيجيات الاستجابة لنداءات التمويل المتوفرة في مجتمعها المحلي أو في الإقليم الذي تعمل فيه أو حتى على النطاق الدولي وكذا التنسيق لجلب التمويل من خلال تنسيق الشراكات بينها وبين المؤسسات الأخرى والدخول في مشاريع تشاركية قادرة على جلب التمويلات وتحفيز المانحين على الدعم، وكذا العمل على تطوير آلياتها الخاصة بالتمويل المشترك وسياساته وتفاصيله ونقاط النجاح الخاصة به، وكذا يفترض بالمؤسسة العمل على أن تتضمن استراتيجية جلب التمويل أولوياتها في العمل والتي تحتاج إلى دعمها لكي يتم تنفيذها على أرض الواقع وضمان استفادة المستفيدين منها في المجتمع.
إن من المهم للمؤسسة أن تكون سباقة في تحديد المانحين التقليديين والمقترحين لتوسيع دائرة شراكاتها التمويلية، وأن تعمل على تكوين الشراكة والتنسيق لنجاح هذه الشراكة ودعمها للحصول على تمويلات تغطي أنشطة جميع الشركاء، مع أهمية أن تعمل المؤسسة أو الشركاء بشكل عام على طلب التمويل من المانحين الأكثر صلة بأعمالها وأنشطتها وأهدافها وتصميم خطط التمويل ومتطلبات المانحين وتطوير أدوات وسياسات جيدة لجلب التمويل وتتبع التمويل، والتعامل بنزاهة وشفافية مع مخصصات التمويل وتعظيم فائدتها للمستفيدين منها.
إن هناك العديد من المصادر التي يمكن الحصول منها على التمويل القائم على عمليات الاستجابة التي تقوم بها المؤسسة من مصادر وطنية وإقليمية ودولية، وكذا عبر المؤسسات الدولية والمؤسسات الحكومية والإقليمية والفرص المقدمة من الشركات والمؤسسات التجارية ووكالات التمويل والإغاثة الدولية ووكالات الأمم المتحدة ووكالات التنمية الخاصة بالدول المانحة والسفارات.
إن وضع استراتيجية خاصة بجلب التمويل تحتاجه المؤسسة لتعبئة الموارد الخاصة وللحصول على فرص تمويل قوية، وتحقيق أنشطة جلب التمويل المخططة لصنع أنشطة تعالج المشاكل التي تعالجها المؤسسة والخبرة التي اكتسبتها من العمل، وكيف ترتبط هذه الأنشطة بأولويات المؤسسة، وما الفارق التي ستحدثه إن نجحت في جلب التمويل وتنفيذ أنشطتها، وما الذي سيحدث إن لم تستطع جلب التمويل وفشلت في العمل في المنطقة الجغرافية التي تعمل معها، والعمل على ترويج فرادة المؤسسة في أعمالها أو أنشطتها أو تخصصها العملي وما مدى قدرتها على التحليل والتخطيط، وما هي أهدافها، والوقت المتاح لها، ومواردها وقدراتها الداخلية والتي تساعدها على النجاح في جلب التمويل، وما هي الحوافز الخارجية التي يمكن أن تؤثر في نجاحها أو فشلها في استقطاب التمويل.
ومن المهم للمؤسسة العمل على توسيع نطاق وعدد المانحين لأنشطتها من خلال البحث المستمر عن المانحين المحتملين أو النشطين أو الجدد في العمل في منطقتها الجغرافية والتواصل معهم وتحقيق شراكات ناجحة ومستدامة معهم، وتعزيز العلاقة بينهم وبين المؤسسة ومعرفة المهل الزمنية التي يخصصها المانحين لتقديم طلبات التمويل من المؤسسات، وما هي اللغة المطلوبة لتقديم مقترحات التمويل، والقضايا التي يدعمونها وما هي أولوياتهم وأهدافهم وقدرة المؤسسة على تحقيقها والمشاركة في تنفيذها، والالتزام بجميع معايير المانحين من ناحية لغة تقديم الطلب والشكل الذي يجب أن يظهر عليه والطرق المتبعة لتعبئة كتابة المقترحات للمانحين للوصول إلى النجاح في جلب التمويل.
إن من المهم للمؤسسة بناء قاعدة متنوعة من الممولين وبناء العلاقات معهم ومعرفة الممولين من خلال استخدام الانترنت والمواقع الخاصة بهم وقراءة تقاريرهم ومنشوراتهم وتفضيلاتهم التمويلية وشروطهم ومنطقتهم الجغرافية وتوافق أهدافهم مع أهداف المؤسسة ونوع المنح التي يقدمونها، وإظهار ان المؤسسة تملك خبرة في إدارة المشاريع أو التمويل ومتواجدة ومؤثرة ولديها خطة واضحة ومدروسة بعناية لمعالجة الاحتياجات مع نتائج نجاح قابلة للقياس، واظهار مؤهلات المؤسسة، وكيف يمكن للتمويل بناء قدراتها وخبراتها
القدرة على كتابة مقترحات ناجحة
تأتي أنشطة كتابة المقترحات كجزء من أنشطة جلب التمويل ومعرفة المؤسسة بالمانحين وأعدادهم وتوفرهم ومعاييرهم وشروطهم ومن ثم كتابة مقترحات التمويل لهم بصفته أهم أدوات جلب التمويل، وتعطي المقترحات المانحين معلومات عن فكرة المؤسسة حول تصميم المشروع وإدارته ومسئولياته وأنشطته وأهدافه ومخرجاته المقترحة.
إن أنشطة التمويل أصبحت تنافسية في العالم، ومع تطور الخبرات في مجال تنفيذ المشاريع وتطور سياسات التمويل وتعقيدها وضمان أمن التمويلات وعدم ذهابها إلى دعم أنشطة إرهابية أو غير مفيدة للمجتمعات أو دخولها في الفساد فقد أصبحت طرق تقديم المشاريع أصعب، وتحتاج العديد من البراهين على أهمية المشروع والحاجة اليه وتميزه بالاستدامة وتعزيز الشراكات وهل تم إشراك المستفيدين في تصميم المشروع وتنفيذه ومتابعته وتقييمه، وقدرة المؤسسة على الاستثمار الذكي للمال وتحقيق القيمة المحققة من المال لتنفيذ أهم الأنشطة وأكثرها فائدة للمجتمعات المستفيدة من أعمال المؤسسة.
إن المقترح الجيد يحتوي على عدد من المعايير ومن أولها تلبيته لأولويات المانحين وفهمه لهم، ومقدار تلبيته لاحتياجات المستفيدين وفعاليته في تشجيعهم على الاعتماد على النفس، وتشجيعه للمشاركة الفاعلة في تنفيذ المشروع ومتابعته وتقييمه، وإمكانيات استدامته، وقابليته للتكرار، وهل لدى المؤسسة أنظمة وقواعد وأنظمة محاسبية للتعامل مع المال بأجود الطرق الممكنة، وهل هناك أنظمة للمتابعة والتقييم والمساءلة بخصوص المشروع والتمويل أم لا.
وبالنسبة لمقترح التمويل نفسه فـ لدى كل مانح من المانحين النماذج والمستندات الخاصة به والتي تزيد أسئلتها أو تنقص بحسب المانح ومقدار ما يريده من معلومات للوصول إلى قناعة لتمويل المشروع.
وفي المجمل فهناك عدد من الأسئلة إلى يكاد لا يخلو منها أي مقترح تمويل ومن ضمنها عنوان المشروع وسياقه ومبرراته وأنشطة والنتائج المتوقعة منه وقدرته على التنسيق مع الجهات الفاعلة ومدى اختلافه عن غير من المشاريع في المجتمع الذي تعمل فيه المؤسسة والخلفية التنظيمية والإدارية وبيانات الميزانية وبيانات التواصل الخاصة بالمؤسسة المقدمة للمقترح مع وضع سياق الخلفية للمشكلة التي تعمل المؤسسة على حلها والسبب وراء تصميم المشروع والأهداف التي يقوم عليها ومن هم المستفيدين وما هي الأنشطة الخاصة بالمشروع والجداول الزمنية الخاصة بتنفيذ هذه الأنشطة، وتكاليف المشروع بحيث يكون ضمن حدود وقدرات المؤسسة التمويلية، وتحديد عدد التقارير التي يوفرها المشروع للجهة المانحة, وعلى المؤسسة أن تكون حذرة في حساب تكاليف المشروع المباشرة وغير المباشرة وأن تهتم بالتفاصيل وشمولية الميزانية لجميع التكاليف فمن أساسيات نجاح المؤسسة في مواضيع جلب التمويلات وكتابة المقترحات هي أن تتمتع بإدارة مالية قوية وشفافة ونزيهة وفعالة.