Tue,May 13 ,2025

أولويات الديمقراطية في اليمن- أولوية معالجة حالة الطوارئ والاستقطاب كأولوية ديمقراطية
2025-04-25
السادس عشر : أولوية معالجة حالة الطوارئ والاستقطاب كأولوية ديمقراطية
تعتبر حالة الطوارئ حالة استثنائية تتخذها الدول لمواجهة تهديدات حقيقية أو محتملة على أمنها واستقرارها، مثل الكوارث الطبيعية، الهجمات الإرهابية، أو الاضطرابات المدنية. ومع ذلك، فإن إعلان حالة الطوارئ يرافقه عادةً تقييد للحريات العامة، مما يثير تساؤلات حول مدى توافقها مع المبادئ الديمقراطية. في هذا المقال، سنتناول العلاقة بين حالة الطوارئ والديمقراطية، وأبرز التحديات التي تطرحها، وكيف يمكن تحقيق التوازن بين الحاجة إلى الأمن والحفاظ على الحريات.
وتتلاقى حالة الطوارئ والديمقراطية من خلال حماية الأمن القومي حيث يمكن لحالة الطوارئ أن تساعد في حماية الأمن القومي والدفاع عن البلاد من التهديدات الخارجية والداخلية، و الاستجابة للكوارث حيث تلعب حالة الطوارئ دورًا حاسمًا في الاستجابة للكوارث الطبيعية وتقديم المساعدات الإنسانية، وعادة ما يصاحب إعلان حالة الطوارئ تقييد للحريات العامة، مثل حرية التعبير والتجمع والتظاهر، مما يتعارض مع المبادئ الديمقراطية، ويمكن أن يتم استغلال حالة الطوارئ لتقويض الديمقراطية، وقمع المعارضة، وتركيز السلطة في يد شخص واحد أو مجموعة صغيرة، وقد يتم تمديد حالة الطوارئ لفترات طويلة، مما يؤدي إلى تآكل المؤسسات الديمقراطية، ويمكن أن تؤدي حالة الطوارئ إلى الانتقال إلى نظام حكم استبدادي.
ومن التحديات التي تطرحها حالة الطوارئ التوازن بين الأمن والحريات ومعرفة كيف يمكن تحقيق التوازن بين الحاجة إلى الأمن وحماية الحريات الأساسية؟ ومعرفة كيف يمكن ضمان أن تستخدم الحكومة صلاحياتها الاستثنائية خلال حالة الطوارئ بشكل مسؤول؟ ومعرفة كيف يمكن منع إساءة استخدام حالة الطوارئ لتقويض الديمقراطية؟ ومعرفة كيف يمكن ضمان العودة إلى الوضع الطبيعي بعد انتهاء حالة الطوارئ؟ وادراك أنه يجب أن يكون هناك إطار قانوني واضح ينظم إعلان حالة الطوارئ، ويحدد الصلاحيات الممنوحة للحكومة، ويضمن وجود رقابة عليها، ويجب أن تكون مدة حالة الطوارئ محددة بوضوح، مع إمكانية تمديدها فقط في حالات استثنائية وبموافقة البرلمان، وأن يخضع إعلان حالة الطوارئ ومددها لرقابة البرلمان، وأن يكون هناك آلية لمساءلة الحكومة عن استخدامها لصلاحياتها الاستثنائية، وحماية الحريات الأساسية قدر الإمكان خلال حالة الطوارئ، مع التركيز على تقييد الحريات التي تشكل تهديدًا مباشرًا للأمن القومي، وأن يكون هناك آلية لمساءلة المسؤولين عن أي انتهاكات لحقوق الإنسان خلال حالة الطوارئ.
وقد تمر بعض الدول الديمقراطية بحالة الطوارئ وهي إجراء قانوني رسمي يمكّن الجهات الفاعلة والمؤسسات التابعة للدولة من تغيير أدوارها خلال أوقات الأزمات الدولية أو المحلية ويعني تطبيق الأحكام العرفية ولمعرفة هل الدولة ديمقراطية يجب معرفة هل الإطار القانوني يسمح او لا يسمح بإعلان حالة الطوارئ الوطنية وتطبيق مشاركة المواطنين في أحداث التعبئة السياسية الجماهيرية، مثل المظاهرات والإضرابات والاحتجاجات وأعمال الشغب والاعتصامات.
وتقوم التعبئة الجماهيرية لهدفين مختلفين وهما ديمقراطي واستبدادي ويتم تنظيم هذه الأحداث عادةً من قبل جهات فاعلة غير تابعة للدولة، ويتعلق بالممارسات التي تديرها الدولة لإظهار الدعم لحكومة استبدادية ومعرفة ما مدى تكرار وضخامة أحداث التعبئة الجماهيرية؟ ويتعلق هذا بتعبئة المواطنين للمشاركة في أحداث جماهيرية مثل المظاهرات والإضرابات والاعتصامات، وعادةً ما يتم تنظيم هذه الأحداث من قبل جهات فاعلة غير حكومية، ويتعلق بالنشاطات التي تنظمها الدولة لإظهار الدعم لحكومة استبدادية وهل كانت هناك أي أحداث صغيرة او كبير ومدى تركيز التعبئة الجماهيرية وأين تركزت أحداث التعبئة الجماهيرية وكثافتها وهل كانت متوترة او سلمية وهل كانت هناك التعبئة من أجل الديمقراطية وكانت أحداث التعبئة الجماهيرية لتحقيق أهداف مؤيدة للديمقراطية أم لا، وتعتبر الأحداث مؤيدة للاستبداد إذا تم تنظيمها بشكل صريح لدعم الحكام غير الديمقراطيين وأشكال الحكم مثل دولة الحزب الواحد أو الملكية أو الثيوقراطية أو الدكتاتوريات العسكرية وإذا تم تنظيمها لدعم القادة الذين تشكك في المبادئ الأساسية للديمقراطية، أو تهدف إلى تقويض الأفكار والمؤسسات الديمقراطية مثل سيادة القانون، والانتخابات الحرة والنزيهة، أو حرية الإعلام.
ويعتبر الاستقطاب السياسي ظاهرة عالمية تتجلى في انقسام المجتمع إلى قطبين متعارضين، مما يؤثر سلبًا على سير العملية الديمقراطية. في هذا السياق، نستعرض في هذا المقال مفهوم الاستقطاب، وأسبابه، وتأثيراته على الديمقراطية، مع التركيز على بعض الأمثلة العالمية، والاستقطاب السياسي هو حالة من الانقسام الحاد في الرأي العام حول القضايا السياسية، مما يؤدي إلى تكوين قطبين متعارضين يصعب التوفيق بينهما. يتجلى هذا الانقسام في عدة جوانب، منها الانتماء الحزبي حيث يصبح الانتماء الحزبي هوية أساسية للشخص، ويؤثر على تصوراته وقيمه، والمواقف السياسية حيث يتبنى كل قطب مواقف متطرفة في القضايا السياسية، مما يقلل من فرص الحوار والتوافق، ووسائل الإعلام حيث تلعب وسائل الإعلام دورًا كبيرًا في تعزيز الاستقطاب، من خلال تغطية الأحداث بطريقة تخدم مصالح أطراف معينة.
ومن أسباب الاستقطاب السياسي هناك التغيرات الاجتماعية والاقتصادية حيث تؤدي التغيرات السريعة في المجتمع إلى زيادة التوتر والانقسام، وتساهم وسائل الإعلام الجديدة في انتشار الأخبار الكاذبة والشائعات، مما يزيد من الاستقطاب، وتتبع الأحزاب السياسية استراتيجيات تستهدف تعزيز الانقسام، بهدف تحقيق مكاسب انتخابية، ويمكن للهويات الثقافية والدينية أن تساهم في تعميق الانقسام السياسي.
ويؤثر الاستقطاب على الديمقراطية في صعوبة التوصل إلى توافق حول القضايا السياسية، مما يشل العمل البرلماني ويؤخر عملية صنع القرار، وتآكل الثقة في المؤسسات ، ويضعف الاستقطاب الثقة في المؤسسات الديمقراطية، مثل البرلمان والحكومة والقضاء، ويشجع الاستقطاب على التطرف والعنف، مما يهدد الاستقرار الاجتماعي، و تراجع المشاركة السياسية، و يقلل من مشاركة المواطنين في الحياة السياسية، مما يؤثر على شرعية النظام الديمقراطي مما يجعل من الأهمية القصوى العمل على تشجيع الحوار والتفاهم بين مختلف الأطراف السياسية، وإصلاح النظام السياسي لجعله أكثر شمولية وتمثيلاً، ومكافحة انتشار الأخبار الكاذبة والشائعات، وتعزيز التعليم المدني لدى المواطنين، لزيادة وعيهم بالقضايا السياسية فالاستقطاب السياسي يمثل تحديًا كبيرًا للديمقراطية، ويؤثر سلبًا على قدرة المجتمعات على التقدم والازدهار. من الضروري اتخاذ إجراءات عاجلة للحد من هذا الاستقطاب، وتعزيز الوحدة الوطنية.
وهناك عدة أنواع من الاستقطاب في أي دولة ومجتمع ومنها استقطاب المجتمع والذي يمكن معرفته عبر معرفة كيف تصف الاختلافات في الآراء حول القضايا السياسية الكبرى في هذا المجتمع؟ وهل كان استقطاب خطير، وهل هناك اختلافات خطيرة في الآراء في المجتمع حول القضايا السياسية الرئيسية، مما يؤدي إلى تصادم كبير في وجهات النظر واختلافات في الآراء حول عدد قليل من القضايا السياسية الرئيسية، ويمكن فهم الاستقطاب بمعرفة كيف تستخدم الأحزاب السياسية الكبرى خطاب الكراهية كجزء من خطابها؟ وخطاب الكراهية هو أي خطاب يهدف إلى إهانة أو الإساءة أو تخويف أعضاء مجموعات معينة، محددة حسب العرق أو الدين أو التوجه الجنسي أو الأصل القومي أو الإعاقة أو سمة مماثلة.
وهناك نوع أخر من الاستقطاب وهو الاستقطاب السياسي وفيه ينقسم المجتمع إلى معسكرات سياسية عدائية؟ ويمكن التعرف عليه من خلال معرفة مدى تأثير الاختلافات السياسية على العلاقات الاجتماعية بما يتجاوز المناقشات السياسية ومعرفة كيف تصبح المجتمعات مستقطبة إذا كان أنصار المعسكرات السياسية المعارضة مترددين في الانخراط في تفاعلات ودية على الوظائف العائلية، والجمعيات المدنية، وأنشطة أوقات فراغهم وأماكن عملهم. وهل يتفاعل أنصار المعسكرات السياسية المعارضة بشكل ودي او لا، ومعرفة هل هناك عنف سياسي وكيف استخدمت الجهات الفاعلة غير الحكومية العنف السياسي ضد الأشخاص ويمكن فهم العنف السياسي على أنه استخدام القوة المادية لتحقيق أهداف سياسية من قبل جهات فاعلة حكومية أو غير حكومية للوصول الى الأهداف السياسية الخاصة بها