سابعا:  الحزبية كأولوية ديمقراطية في اليمن

تعتبر الأحزاب السياسية من أهم الركائز الأساسية للنظام الديمقراطي، فهي تمثل صلة الوصل بين المواطنين والحكومة، وتساهم في صياغة الرأي العام وتشكيل السياسات العامة. في سياق الأزمة اليمنية المعقدة، تواجه الأحزاب السياسية تحديات كبيرة، ولكنها تبقى عاملاً حيوياً في بناء دولة ديمقراطية.

وتعمل الأحزاب السياسية على تمثيل مختلف شرائح المجتمع وتعبّر عن مصالحها وآرائها، وصياغة السياسات العامة وتقديم البدائل للحكومة، وتلعب الأحزاب دورًا هامًا في مراقبة أداء الحكومة ومحاسبتها، وتعمل على توعية المواطنين بالشأن السياسي وتعليمهم كيفية المشاركة في الحياة السياسية، وتساهم الأحزاب في بناء المجتمع المدني وتعزيز التفاعل بين مختلف مكونات المجتمع.

وقد أدى الصراع المسلح في اليمن إلى تشتيت الأحزاب السياسية وتقويض قدرتها على العمل، وساهم الفساد في إضعاف الثقة في الأحزاب السياسية ويؤثر على قدرتها على تمثيل المواطنين، وتعاني الأحزاب السياسية في اليمن من ضعف مؤسسي، مما يحد من قدرتها على أداء دورها، وتؤثر التدخلات الخارجية في الشأن اليمني على عمل الأحزاب السياسية وتجعلها أداة في الصراع السياسي.

ولأجل تعزيز دور الأحزاب السياسية في اليمن يجب إصلاح القوانين التي تنظم عمل الأحزاب السياسية، وتوفير بيئة قانونية مواتية لتطورها، ويجب على الأحزاب السياسية بناء مؤسساتها وتطوير برامجها لتلبية احتياجات المواطنين، ومكافحة الفساد داخل الأحزاب السياسية وتعزيز الشفافية والمساءلة، وتوفير مصادر تمويل مستقرة للأحزاب السياسية لتمكينها من أداء دورها، وتشجيع الحوار الوطني الشامل بين مختلف الأطراف اليمنية، بما في ذلك الأحزاب السياسية، ويجب على المجتمع الدولي الضغط على الأطراف المتنازعة في اليمن لوقف العنف واحترام حقوق الإنسان، وتقديم الدعم المالي والفني للأحزاب السياسية لتمكينها من بناء مؤسساتها وتطوير برامجها، وتقديم برامج تدريب وتأهيل للقادة السياسيين الشباب.

وعموما يشير الحزب السياسي إلى منظمة تقوم بتسمية المرشحين للمناصب العامة و قد يشير الحزب إلى ائتلاف طويل الأمد إذا كان هذا التحالف يعمل في معظم النواحي كحزب واحد وفي هذا المجال يجب معرفة هل هناك أي أحزاب محظورة؟ وهل يتم حظر الأحزاب باستثناء الطرف الذي ترعاه الدولة والأحزاب المرتبطة بشكل وثيق؟ وهل الانتخابات غير حزبية أو لا توجد أحزاب رسمية معترف بها؟ وكم عدد الأحزاب المحظورة؟ وهل يتم حظر هدف الحزب وانشطته وفعالياته؟ وهل هو حزب عرقي أو ديني أو يساري متطرف أو يميني متطرف؟ وما هي موانع للأحزاب؟ وما مدى تقييد العوائق التي تحول دون تشكيل حزب ما؟ وهل تشمل العوائق المتطلبات القانونية مثل متطلبات العضوية أو الودائع المالية والمضايقات؟ وهل يواجه قادة الأحزاب مستويات عالية من المضايقات السياسية المنتظمة من قبل السلطات؟ وما مدى استقلالية أحزاب المعارضة؟ وهل أحزاب المعارضة مستقلة عن النظام الحاكم؟ وكم عدد أحزاب المعارضة المستحقة والمستقلة؟ وكم عدد الأحزاب السياسية التي تشغل مناصب على المستوى الوطني ولديها منظمات دائمة؟ وهل توجد الروابط الحزبية؟ وما هو الشكل الرئيسي أو الأكثر شيوعاً للارتباط بين الأحزاب الرئيسية وبين ناخبيها؟ وكيف تتم مكافأة الناخبين الزبائن بالسلع أو النقود أو الوظائف؟ وهل تتم مكافأة المكونات الجماعية المحلية بالسلع الجماعية والخدمات والتنمية المحلية؟ وهل يستجيب الناخبون السياسيون لمواقف الحزب بشأن السياسات الوطنية، ومعرفة رامج الحزب العامة، ورؤى المجتمع؟ وهل هناك منصات حزبية مميزة؟ وما هو عدد الأحزاب السياسية الممثلة في المجلس التشريعي الوطني أو الرئاسة والتي لديها برامج حزبية متاحة للجمهور والتي يتم نشرها ومختلفة نسبيًا عن حزب واحد؟ وما مدى مركزية اختيار المرشحين التشريعيين داخل الأحزاب؟ وهل تنقسم سلطة اختيار المرشحين للانتخابات التشريعية الوطنية بين الجهات الفاعلة الحزبية المحلية البلدية، والمنظمات الحزبية على المستوى الإقليمي؟ وهل يتم اختيار المرشحين التشريعيين الوطنيين حصريًا من قبل قادة الأحزاب الوطنية؟ وهل يتم اختيار المرشحين التشريعيين الوطنيين من قبل قادة الأحزاب الوطنية ولكن مع بعض التأثير المحدود من المنظمات المحلية؟ وهل يتم اختيار المرشحين التشريعيين الوطنيين من خلال المساومة عبر مستويات مختلفة من التنظيم الحزبي ام يتم اختيار المرشحين التشريعيين الوطنيين من قبل المنظمات الإقليمية أو على مستوى الدولة؟

ومن المهم معرفة ما مدى تماسك الحزب التشريعي؟ وهل من الطبيعي أن يصوت أعضاء المجلس التشريعي مع أعضاء حزبهم على مشاريع القوانين المهمة؟ وما هي النسبة المئوية التقريبية لأعضاء المجلس التشريعي الوطني الذين يغيرون أو يتخلون عن حزبهم بين الانتخابات؟ وما هي المنافسة الحزبية عبر المناطق وطبيعة الدعم الانتخابي للأحزاب الرئيسية التي تحصل على أكثر عدد من الأصوات؟ وهل معظم الأحزاب الرئيسية قادرة على المنافسة في منطقة واحدة أو منطقتين من البلاد؟ وما مدى توحيد سيطرة الحزب على الحكومة الوطنية؟ وهل هناك سيطرة ائتلافية موحدة يسيطر ائتلاف واحد متعدد الأحزاب على السلطتين التنفيذية والتشريعية للحكومة الوطنية.