Sun,May 11 ,2025

أنواع التدخلات الإنسانية القائمة على النشاط- التعليم إنموذجا
2025-04-25
في البداية تهتم الأسر في الصراع بحياة أطفالها، ومن ثم تلبية احتياجاتهم الغذائية خوف الوصول لمرحلة سوء التغذية، والتأثير على صحتهم، والتي تعتبر ثالث المواضيع ذات الأهمية المطلقة بالنسبة لهم، وعند تلبية هذه الأولويات الثلاث يمكن للأسر الحديث عن أولوية أخرى وهي التعليم، وتعطي أغلب المجتمعات الواقعة في الصراع، والتي تعمل فيها المنظمات الإنسانية موضوع التعليم أولوية مقبولة لما له من تأثير إيجابي في إنهاء الصراع، وبناء المجتمع بعد انتهاء الصراع، والبدء بالرجوع لمرحلة السلام والتنمية، ومشاكل التعليم في الصراع كثيرة، وتحتاج تدخلات عاجلة وإيجابية لضمان استمراره، وتمتع الأطفال في المجتمع بالحق في التعليم كحق مهم من حقوق الإنسان، ومن المشاكل التي ترتبط بالتعليم والنزاعات:
1- توقف العملية التعليمية في بعض الصراعات الكبيرة والعنيفة.
2- تسرب الأطفال من التعليم بسبب عدم أمان المدارس.
3- هروب الأطفال وأهاليهم ونزوحهم لأماكن أمنه في نفس البلد أو لجوؤهم لخارج البلد.
4- توجه الأطفال الى العمل بعد خسارة المعيل لها مرحلة الصراع، وفقدانهم للرعاية الوالدية، وتوجههم ليصبحوا أطفال شارع أو الاتجاه للجريمة.
5- الانضمام الجماعات المسلحة أو القوات الحكومية والذي لا تكون فيه الحكومة ملبية لمعايير عدم إدراج الأطفال في النزاعات المسلحة، وعدم جواز تجنيد الأطفال بحسب البروتوكول الثاني الملحق باتفاقية حقوق الطفل والخاص بعدم إشراك الأطفال في النزاعات المسلحة وتجنيد الأطفال.
إن الأهالي لا ترغب بأن يفقد أطفالها الحق في التعليم، وترغب بأن لا يتخلف أبنائها عن الدراسة، ولكن الظروف قد تكون أكبر مما يستطيعوا احتمالها ليقرروا عدم ذهاب أبنائهم الى المدرسة بسبب حالة الصراع التي تحيط بالأسرة والمجتمع، والتعليم يعتبر من التدخلات الإنسانية المهمة والذي تهتم به العديد من المنظمات الدولية والمحلية والوكالات الأممية ومنظمات الأمم المتحدة في مرحلة الصراع في أي بلد جنبا لجنب مع الأمن الغذائي، والصحة، والصرف الصحي، والنظافة، وغير ذلك من التدخلات الإنسانية الأساسية في المجتمعات المتضررة، وهناك العديد من التجارب في الاستجابة الإنسانية التي تحتوي على الصراع، والتي تم فيها العمل على التعليم كركن مهم من أركان العملية الإنسانية، ومن واجب المنظمة الإنسانية التي تعمل في المجتمعات المتضررة وتركز في عملها على التعليم كجزء من الاستجابة الإنسانية العمل على:
1- تطوير مجموعة من الأطر، والممارسات، والأنشطة، والمعايير، التي تجعل من العملية التعليمية في وضع الصراع مستدامة، ونشطة، وذات تأثير إيجابي على المتعلمين.
2- جعل المدرسة بيئة تعليمية، وترفيهية، وثقافية، وصحية، وتتركز فيها جميع الأنشطة المجتمعية المتوجهة للأطفال بما في ذلك الأنشطة الصحية التي يحتاجها الأطفال في مرحلة الصراع كالأمن الغذائي.
3- تطوير الممارسات الصحية الخاصة بالطفل كالممارسات الغذائية، وخدمات الصحة النفسية. تطوير التعامل مع الإحالة للجهات المختصة لتدخلات علاجية متخصصة.
4- جعل المدرسة أو المساحة الصديقة للطفل مساحة أمنة تتيح للآباء التفرع لأعمال توفير الأمن الغذائي للأسرة عبر الأعمال المتوفرة في المجتمع المحلي.
5- المشاركة في الاستجابة الإنسانية التي يقوم بها المجتمع المحلي أو المنظمات الإنسانية العاملة في الميدان.
إن التعليم في حالات النزاع بسبب أنه:
1- حق أساس من حقوق الإنسان، وهو حق لجميع الأطفال في حالات السلم أو الصراع.
2- له أهمية بالغة في تنمية الأطفال ونموهم بشكل طبيعي.
3- مهم لخلق الشعور لدى الاطفال بأهمية الحياة الطبيعية لهم ولمجتمعهم.
4- توفير بيئة أمنه لهم في مراحل الصراع تجعلهم قادرين على التعامل مع الصراع بإيجابية، وتقلل من تأثرهم بسلبياته.
5- من خلاله يتم تعزيز مفاهيم السلام، والتسامح، وحقوق الإنسان.
6- أهميته اللاحقة لمرحلة الصراع في الانتعاش الاقتصادي، وإعادة الإعمار، وتنمية السلام المجتمعي، وإيمان المجتمع بأهمية الديمقراطية، والتنمية، وخطورة الصراع على المجتمعات.
7- دور مهم في بناء القدرات للأطفال، والعاملين معهم، وأسرهم في مجال الممارسات الصحية اللازمة لمكافحة الأمراض التي يمكن أن تنتشر في وضع الصراعات، وتدني خدمات المياه النقية، وخدمات الصرف الصحي.
8- بناء القدرات للأطفال في مجال المهارات الحياتية المتعلقة بهم وحياتهم أثناء وبعد الصراع، وتحسين التغذية للأطفال من خلال توفير الوجبات خلال الدراسة.
9- مساهمته في الحفاظ على حياة الأطفال، وحمايتهم من الأذى، والعنف، والإساءة، والإهمال، والاستغلال الجسدي أو الجنسي الذي تزداد ضراوته وانتشاره في مراحل الصراع.
10- تحقيق مبدأ المشاركة للأطفال ذوى الإعاقة في العملية التعليمية.
11- زيادة مخزون الأطفال العلمي والمعرفي.
12- زيادة صحة الاطفال النفسية والجسدية والاجتماعية، وحمايتهم من المشاكل التي يمكن أن تنال منهم كتجنيد الأطفال، وخروجهم الى العمل، وتكوين ظاهرة عمالة الأطفال، وزيادة عدد أطفال الشارع، وزيادة مشاركة الأطفال في الجريمة في المجتمع المتضرر أصلا من الصراع.
وعملت المنظمات على التدخل لصالح التعليم في مرحلة الصراع في البلدان التي تعيشه، وساهمت في تكوين معايير التعليم في وضع الصراع مجموعة كبيرة من المنظمات المتخصصة، والتي نسقت، وجمعت خبراتها، وأطلقتها كمعايير دولية شبكة أيني الدولية، والمتخصصة بالتعليم في مرحلة الصراعات من خلال المعايير الدنيا للتعليم في الطوارئ والتي سيتم التركيز عليها في الصفحات القادمة كأساس لتحقيق الحق في التعليم للأطفال في المجتمعات التي تعيش الصراعات.