Fri,May 09 ,2025

أولويات حقوق الطفل في اليمن - التفعيل الإيجابي للوسائل الإعلامية
2025-04-25
الثالث عشر: التفعيل الإيجابي للوسائل الإعلامية
تعتبر وسائل الإعلام من الأدوات المهمة في تفعيل وتعزيز حقوق الطفل في اليمن وبالتالي يجب العمل على ألا تكون وسائل الإعلام في اليمن معززة للنزاعات بقدر ما هي معززة لحقوق الإنسان والديمقراطية وحقوق الطفل وناشرة لقيم الحق والخير والجمال.
إن على وسائل الإعلام أن تعمل على تكوين المواقف والاتجاهات الايجابية وتكريس الرسالة الإعلامية الهادفة لتعميق تعاضد واجب ومسؤولية الدولة والمجتمع بحماية الحقوق الخاصة بالنسبة للطفولة والاطفال والتجديد المستمر لإثراء مضامين البرامج موضوعياً وفنياً والتعامل معها أولويات في الرسالة الإعلامية الخاصة بها.
ويمكن لوسائل الإعلام رفع الوعي بحقوق الطفل وأهمية حماية الطفل من العنف والإساءة والإهمال والاستغلال الجسدي والجنسي وتنمية الوعي بحقوق الإنسان وتعريف الأطفال والمجتمع اليمني بتلك الحقوق عبر أوعية وقوالب برامجية إذاعية وتلفزيونية متنوعة تتركز أهدافها حول تربية الأطفال والعناية بهم وتعليمهم وتوفير سبل الرعاية الاجتماعية والصحية منها قضايا غذائية وصحية من خلال التطعيم ضد أمراض الطفولة ورفع الوعي بدور الأسرة في مساحة البرامج المخصصة لفئات الأطفال والأسرة وتمكينهم من إيصال مقترحاتهم وآرائهم عبر الوسائل الإعلامية المختلفة فيما يتعلق بالاتجاهات الداعمة لترسيخ سيادة القانون، وترويج كل ما سبق لكافة شرائح المجتمع، وأن تواكب الجهود المبذولة المؤسسات الرسمية والمدنية في حماية حقوق الطفل من الانتهاكات، و إرساء الإعلام المتخصص والمهتم بحقوق الطفل.
إن على وسائل الاعلام سواء كانت تلفزيونية أو إذاعية او رقمية أو مكتوبة وسواء كانت تابعة للدولة أو تابعة للقطاع الخاص العمل على تعزيز الايجابيات في مجتمعنا اليمني وتغيير المجتمع والإسهام الفاعل مع الجهات المعنية لإيجاد المعالجات الممكنة لها وخصوصا في مجال الرعاية وحماية حقوق الطفل وقضاياهم وتطلعاتهم.
إن من المهم مساعدة وسائل الإعلام على محاكاة عيش كل فئات الطفولة لكي تتناولها بعيداً عن المبالغة مع الأخذ بعين الاعتبار تطوير مهمات وأهداف الرسالة الإعلامية كي تتضمن التوعية الإعلامية للأطفال والأسرة يكون بمقدورها الاستئثار والجذب لأكبر عدد ممكن من جمهور الأطفال.
ويجب أن تعمل وسائل الإعلام على تأمين المواد البرامجية المكرسة للأطفال والأسرة التي تلبي حاجاتهم المعرفية بوضع مؤشرات توزيع ساعات الإرسال اليومي والأسبوعي والسنوي لتلك البرامج بما يتوافق وحاجات كافة شرائح المتلقي وتستوعب خصائصه النوعية والعمرية والثقافية والتوزيع الجغرافي وتتضمن التوعية والإسهام بدور فاعل لحماية ومساعدة الأسرة وتعديل المعايير الاجتماعية المتحيزة ضد المرأة وتكوين الاتجاهات الداعمة لخفض معدل الإنجاب ودعم رعاية الأسرة باعتبارها النواة المجسدة الطبيعية والأساسية في المجتمع.
ومن الممكن لوسائل الإعلام التركيز على قضايا قد لا ترتبط بشكل مباشر بالأطفال ولكن يكون لها تأثير غير مباشر على حقوق الطفل من قبيل تغيير النظرة الدونية للمرأة لتظل شريكاً فاعلاً في التنمية الشاملة، وإبراز تداعيات المشكلة السكانية والتي بفعلها تتسع دائرة الفقر وبما يعزز من ترسيخ قناعة المواطنين بالقبول بأسرة قليلة العدد، ومواكبة اهتمامات الدولة لتحسين الظروف المعيشية للسكان ومكافحة الفقر وتعزيز نطاق الأمان الاجتماعي، وإيلاء الاهتمام بتمتع الأسرة بالصحة الجسمية و العقلية وبحماية صحة البيئة وتكثيف التوعية الهادفة إلى رفع الوعي للوقاية من الأمراض الوبائية والمتوطنة والأمراض المنقولة وبالأخص طاعون العصر والكبد الوبائي وغرس القيم الدينية والأخلاقية والحضارية التي تعزز من حماية الإصحاح البيئي لبلادنا وغرس واجب ومسؤولية أفراد المجتمع لتجنب التطرف والإرهاب بكافة أشكاله وصوره.
ومن المهم أن تعمل وسائل الإعلام على تصنيف أنواع القضايا والموضوعات التي تناولتها برامج الأطفال ومدى التوافق في علاقة تلك المهام مع القضايا التي تهم الأطفال وتنمية الوعي الثقافي والمعلومات تتنوع المعلومات لتشمل إلمامهم بالمعلومات التي تتصل بوطنهم بالإضافة إلى توثيق الألعاب للأطفال إلى جانب استيعاب البرامج قضايا وآراء الأطفال والتعريف بهوياتهم واستعداداتهم المختلفة ونشر إرشادات التوعية للتغذية السليمة والكاملة للأمومة والطفولة أثناء الحمل والولادة ورفع الوعي الوقائي والتفاعل مع الحملات الوطنية، وتشجيع الفتاة على التعليم ومحو الأمية والإرشادات الصحية والغذائية والبيئية، وتنمية الفضائل الدينية.
وفي مجال الاتفاقيات الخاصة بحقوق الطفل يمكن لوسائل الإعلام العمل على نشر اتفاقية حقوق الطفل والتقارير الخاصة بتطبيق الاتفاقية وأيضا العمل على نشر التوصيات الصادرة عن اللجنة الدولية لحقوق الطفل ونشر نشاطات المنظمات غير الحكومية اليمنية والدولية، ونشر نصوص توعوية حول حقوق الطفل عبر وسائلها المختلفة في الإذاعة والتلفزيون والصحف وعلى الانترنت عبر حزمة من الأدوات مثل اللقاءات والتغطيات الاخبارية و الفلاشات والملصقات والمطويات والبروشورات التي تتعلق بكل قضايا الأطفال وإنتاج مواد توعوية حول حقوق الطفل وحمايته ورعايته. وإنتاج برامج تلفزيونية وإذاعية، وتثقيف مباشر عن طريق المحاضرات حول أثر العنف على الأطفال في الأسرة، وصناعة أفلام درامية ووثائقية وكرتونية وإصدار ادلة ارشادية بما يؤكد على اهتمام الدولة وتبنيها لحقوق الطفل.