تاسعا: توفير الموازنات والتدريب وبناء القدرات التي تحتاجها أولويات حقوق الطفل

يشكل الأطفال الجزء الأكبر من الفئة السكانية في اليمن وبالتالي يجب أن تحصل على موازنات توازي حجمها في المجتمع وبما يضمن أن تتوفر تلك الموازنات وأن يتم استثمارها بشكل جيد لتحقيق أكبر قدر من التأثير الإيجابي للأطفال في اليمن.

ويمكن أن تتوجه تلك الموازنات الخاصة بالأطفال في اليمن الى دعم التعليم والصحة والحماية الاجتماعية للأطفال، وتفعيل مشاركة الأطفال في الشئون الخاصة بهم، والعمل على الاستثمار في مجال ترفيه الأطفال من نواحي الحدائق والألعاب وتعزيز غذاء الطفل الصحي والعمل على تطوير المؤسسات الحكومية وغير الحكومية العاملة مع الأطفال لتكون مساهمة بشكل إيجابي ومؤثر في تنمية حقوق الطفل اليمني وتطوير قطاعات الدولية الخدمية في مجال الطاقة والمياه والبناء المؤسسي الذي يمكن أن يكون له دور إيجابي في تنمية حقوق الطفل اليمني.

وإن ضمان التدريب المتنوع والمستمر و المتنامي والمحترف والشمولي لكل من يتعامل مع الأطفال هو أحد أهم السبل لتقديم خدمات جيدة وشاملة لكل طفل يعيش في اليمن، وبالتالي يجب أن يتم التركيز على التدريب وبناء القدرات لجميع من يتعامل مع الأطفال ابتداء بالحكومة والوزارات التي تركز في عملها مع الأطفال وجميع المؤسسات والمرافق الحكومية التي لديها ارتباط بالأطفال و قضاياهم واهتماماتهم و تعليمهم وصحتهم ورفاههم وتنميتهم من المؤسسات الحكومية كافة، ومن ثم العمل على مؤسسات المجتمع المدني التي تعمل مع الأطفال بشكل مباشر أو غير مباشر وتلك المتخصصة فقط في الأطفال أو تلك المؤسسات التي تعمل مع الأسر والمجتمعات ومن ضمنها فئة الطفولة، مرورا بالمؤسسات الأمنية والإعلامية والدينية والاجتماعية والسياسية، والأسر الخاصة بالأطفال، ويمكن القول ان مكون التدريب وبناء القدرات هو مكون يشمل المجتمع بشكل عام بكل مؤسساته، يجب في البداية العمل مع كل مؤسسات الدولة والقطاع الخاص ومؤسسات المجتمع المدني وبناء قدراتها في حقوق الطفل.

وكتفصيل لبعض المؤسسات التي تعمل مع الأطفال أو التدريب وبناء القدرات التي يفترض بتلك المؤسسات الحصول عليه يمكن ذكر التالي:

1.             المؤسسات العاملة مع الطفولة المبكرة: يمكن العمل على تأهيل العاملين مع الأطفال في مراحل الطفولة المبكرة على طرق تنمية الطفولة المبكرة واحتياجاتها وخصائصها وطرق التعامل معها ويشمل التدريب الخاص بالطفولة المبكرة رياض الأطفال والحضانات الخاصة بهم ومؤسسات المجتمع المدني التي تعمل مع الأطفال في مرحلة الطفولة المبكرة بالإضافة الى المهتمين بالأطفال في مرحلته العمرية المبكرة من المؤسسات الحكومية.

2.             المؤسسات الأمنية والقضائية التي لديها تقاطع مع فئة الأطفال في اليمن: ويمكن العمل على ذلك من خلال دورات خاصة بحقوق الطفل وطرق حمايته من العنف والاستغلال والإساءة والإهمال للقضاة والمحامين وأفراد الشرطة والنيابة والعاملين في مؤسسات الأحداث التي يقضي فيها الأطفال في خلاف مع القانون عقوبتهم بالإضافة الى تطوير مهارات العاملين مع الأحداث في مجالات الخدمة الاجتماعية وتقديم الدعم النفسي والاجتماعي، وتشجيع العمل بالتدابير غير الاحتجازية والتدابير المجتمعية وتنمية مهارات الإدارة والتوثيق والتخطيط والتنسيق للعاملين مع الأحداث والجهات المتعاملة مع قضاياهم وحلقات وندوات توعية بحقوق الطفل وفق التشريعات المحلية والمواثيق الدولية للعاملين مع الأحداث، ومشاركات خارجية وزيارات استطلاعية لتجارب دول أخرى في مجال حماية ورعاية الأحداث.

3.             المؤسسات التعليمية: يمكن العمل مع المؤسسات التعليمية من أعلى السلم إلى أسفله ونقصد بهذا العمل مع الوزارات التي تعمل في مجال التعليم وجميع مؤسساتها ومصالحها المنتشرة في جميع مناطق اليمن وتكون تلك الدورات من قبيل الطرق الفضلى في تعليم الأطفال وطرق التعامل الجيد معاهم وأساليب العقاب البديل على الأطفال وطرق تقديم الدعم النفسي والصحي للأطفال وبناء قدرات مجالس الآباء والأمهات في تلك المدارس.

4.             المؤسسات الصحية: يمكن العمل مع تلك المؤسسات لبناء استجابة جيدة لقضايا الأطفال الصحية بما فيها الصحة الجسدية والنفسية والعقلية ومكافحة الايدز وبناء القدرات للمؤسسات الصحية في مجال التطعيمات المختلفة بالإضافة الى بناء قدراتهم في مجال اكتشاف العنف الموجه ضد الأطفال وطريقة معالجته والتبليغ عنه واحالته الى الجهات المختصة.

5.             المؤسسات الدينية: والعمل على إثراء القيادات الدينية بالمفاهيم الحديثة لحقوق الطفل ومحاولة دمج تلك المفاهيم مع القيادات الدينية في أنشطتهم الدينية في المجتمعات المحلية وزيادة دور تلك القيادات الدينية في الترويج لحقوق الطفل ومناصرة حماية الأطفال في اليمن من العنف والإساءة والاستغلال والإهمال.

6.             مصلحة الأحوال المدنية: وفيها يتم التأكيد على أفراد تلك المصالح أن حق الطفل في الجنسية وحق الطفل في الحصول على أوراق ثبوتية من أهم الحقوق الخاصة به وبالتالي بناء قدراتهم في مجال تسجيل الأطفال ومناصرة تسجيل الأطفال وحصولهم على الأوراق الثبوتية الخاصة بهم في جميع المجتمعات اليمنية المحلية التي يعملون فيها.

7.             مؤسسات القطاع الخاص: وفيها يتم العمل مع البيوت التجارية والشركات الاقتصادية اليمنية وخصوصا تلك التي تقوم بتصنيع او استيراد أي منتجات تتعلق بالأطفال أو يستخدمها الأطفال لضمان أن تكون مؤسسات القطاع الخاص مدركة لحقوق الطفل كافة وحقوق الطفل في الحصول على منتجات جيدة سواء تلك التي تتعلق بغذائه أو ألعابه أو تعليمه أو صحته.

8.             المؤسسات الاجتماعية: ونقصد بها تلك التي تعمل مع الأطفال الأيتام والأطفال العاملين وأطفال الشوارع والأطفال الأحداث بما يضمن معرفة كل من يعمل في تلك المؤسسات بشكل مفصل كل حقوق الطفل وكل الطرق التي تحمي الأطفال من العنف والإساءة والإهمال والاستغلال وكل الطرق الخاصة بتنمية الأطفال الذين يعملون معهم.

9.             المؤسسات المجتمعية: ونقصد بها كل تلك المؤسسات التي تحيط بالطفل بشكل كبير وهي مؤسسة الاسرة وعقال الحارات والجمعيات المحلية وأعضاء المجالس المحلية ويمكن إثراء كل تلك المؤسسات المجتمعية بكل مواد بناء القدرات الخاصة بالأطفال سواء في مجال حقوق الطفل أو في حماية الأطفال أو في مجال تنميتهم أو تفعيل مشاركتهم في المجتمع المحلي أو في زيادة أدوات ومناطق الترفيه لهم في المجتمع المحلي كـ الحدائق والنوادي والمسطحات الخضراء، ويمكن أ، تشتمل الدورات التدريبية الخاصة بالمؤسسات المجتمعية الدورات التدريبية الخاصة بمناهضة العنف ضد الأطفال وتعزيز معارفهم حول الاتفاقية الدولية لحقوق الطفل والأدوات الدولية الأخرى ذات الصلة وبناء قدراتهم في فهم وتطبيق القوانين الوطنية، كما يمكن تأهيلهم في مجالات العمل المهنية المتخصصة القانونية والاجتماعية والنفسية بما يضمن جودة إيجابية في تحقيق حقوق الطفل.

10.           التدريب المختص أو المتخصص: ونقصد به التدريب الذي تحتاجه بعض الفئات الإنسانية المحيطة بالأطفال ولا تنسحب دورات بناء القدرات تلك الى باقي أفراد المجتمع من قبيل بناء القدرات للأخصائيين الاجتماعيين العاملين مع الأطفال أو الأطباء المتخصصين في مجال صحة الأطفال أو المدرسين ممن تدفعهم نوعية أعمالهم الى الاحتكاك المباشر مع الأطفال وقضاياهم المختلفة.

11.           بناء القدرات العام: وهو نوع من بناء القدرات الشمولي والذي يجب أن يحصل عليه كل أفراد المجتمع المحيطين بالطفل وبعضها يتعلق بالمهارات الشخصية الخاصة بمن يحيط بالطفل في البيت والشارع والمدرسة والحديقة والمؤسسات الرعائية والايوائية والعقابية من قبيل المعرفة العميقة باتفاقيات حقوق الطفل والقوانين المرتبطة بحقوق الطفل وبناء القدرات في مجال تصميم المشاريع والرقابة والمتابعة والتقييم وطرق تحليل المشكلات وطرق إعداد الخطط وتنفيذها وبناء قدرات كل من يحيط بالطفل في أساليب الاتصال الفعال ومهارات الاحتواء والإقناع والتفاوض، وأساليب ومهارات التدريب، والتمكين والمشاركة، والمهارات الحياتية والأنشطة المدرسية والترفيهية، وغيرها الكثير من أنواع بناء القدرات في المجالات الادارية و التنظيمية والتنسيقية والاجرائية والقانونية والمالية وغيرها الكثير.