Fri,May 09 ,2025

أولويات حقوق الطفل في اليمن - تفعيل البحوث والدراسات
2025-04-25
سابعا: تفعيل البحوث والدراسات
إن الدراسات والبحوث فيما يتعلق بالأطفال وقضاياهم وتجاربهم وخصوصياتهم وخصوصية قضاياهم وخصوصية كل فترة عمرية يمرون بها تمتلك أهمية فارقة لتطوير حقوق الطفل وحرياته وتساعد في تنميته صحيا وعقليا ونفسيا وتربويا وتعليميا وعلى مستوى المهارات والقدرات بالشكل الأفضل وبالتالي على المؤسسات الحكومية والغير حكومية الوطنية منها والدولية العمل على الاهتمام بالبحوث والدراسات الخاصة بالطفل وعالمه بشكل عام.
في الواقع فقد قامت المنظمات المحلية ووكالات الأمم المتحدة بالعديد من الدراسات العالمية والإقليمية والوطنية التي تهتم بالأطفال مما يشكل مرجعا مهما للعمل معهم ولكن ما يزال الامر بحاجة الى المزيد من الدراسات الوطنية التي تحاول فهم طبيعة الطفل اليمني وقضاياه وتجاربه وتحاول أن تفهم طبيعة المجتمع المحيط به وكيف يمكن له أن يتعامل مع الأطفال بشكل جيد ومتنامي وإيجابي ويهدف إلى تنمية الطفل وعالمه بالشكل الأمثل.
إن هناك العديد من الفرص لدراسات حول أولويات الحكومة في العمل مع الأطفال بشتى مؤسساتها ووزاراتها المختلفة، ودراسات حول دور المؤسسات الغير حكومية الوطنية وما هي تشكيلاتها وتنوعاتها وكيف يمكن الاستفادة من تنوعها لصالح الأطفال من كافة فئاتهم وأعمارهم وخصوصياتهم وجنسهم ومواقعهم الجغرافية في اليمن، والعمل أيضا على دراسة والبحث في أدوار المنظمات الدولية في حماية حقوق الطفل والعمل على تنميتها في كافة المجالات التنمية الأمثل.
إن حماية الأطفال من العنف والإساءة والإهمال والاستغلال الجسدي والجنسي يحتاج الى الكثير من الدراسات التي تبحث حول أشكالها وأسبابها وكيفية علاجها، وفي مجال تعليم الأطفال هناك فرص لدراسة ومعرفة كيف يمكن تعظيم استفادة الأطفال من التعليم وحمايتهم من العقاب في مجال التعليم ومعرفة ما هي طرق تطوير التعليم في اليمن ليستطيع الأطفال الاستفادة منه بالشكل الأمثل، ومعرفة هل الدراسات والبحوث ستعمل على معرفة ما هي الاتفاقيات التي يجب على الحكومة اليمنية العمل عليها، و التعرف على القوانين التي يمكن لليمن العمل على تصميمها وتطبيقها، ومعرفة ما هي الاستراتيجيات التي يجب أن يتم التفكير بشأنها وتصميمها وجعل تنفيها أمرا واقعا في محيط الأطفال في اليمن، وأيضا ادراك ما هي السياسات والإجراءات التي تهتم بجعل الأطفال محميين ومتفاعلين مع محيطهم الاجتماعي والتعليمي والثقافي والترفيهي.
ويمكن للدراسات أن تكون فائدتها كبيرة في معرفة أسباب وجود الأطفال في نزاع مع القانون، وأطفال الشارع والأطفال المتسولين والأطفال العاملين وما هي القوانين التي يجب أن يتم تصميمها وتنفيذها لحمايتهم وما هي أسباب وقوعهم فيما وقعوا فيه.
إن العمل على إيجاد دراسات تحاول البحث في الحلول الجيدة لحالتهم بحيث يتم القضاء على ظاهرة الأطفال في نزاع مع القانون، وأطفال الشوارع والأطفال العاملين أو المتسولين تبين سبب وجودهم والطرق الفضلى لحمايتهم منها والقضاء على الظواهر السلبية التي تحيط بالأطفال من تلك الفئات.
إن هناك إمكانيات كبيرة في حال اهتمت الجامعات ومراكز البحث العلمي في اليمن ومؤسسات المجتمع المدني المحلية والمؤسسات الدولية والحكومة اليمنية ككل على إنتاج دراسات وبحوث في الممارسات الفضلى لحماية الأطفال من العنف والإساءة والإهمال والاستغلال الجسدي أو الجنسي وتوفير معلومات إحصائية ونظرية وإنتاج نظريات وحلول لهاته المشكلات بحيث تستطيع المؤسسات الحكومية وغير الحكومية الوطنية والدولية العمل على تفعيل تلك النظريات والحلول لما فيه صالح الأطفال في اليمن.
ومن الممكن دراسة الأماكن التي يمكن أن تكون نسب العنف فيها أكبر من غيرها والتعرف على أسباب وحلول العنف ضد الأطفال في الشارع أو العنف ضد أطفال الشارع أنفسهم، وما هي أشكال الإساءة التي يمكن أن يتعرض لها الأطفال بشكل عام في البيت أو الشارع أو المؤسسات الرعائية الإيوائية والعقابية.
من ناحية أخرى يمكن العمل على دراسات تتعلق بالمشاكل التي تشتهر بها اليمن كالزواج المبكر أو الزواج القسري للأطفال أو ختان الاناث والعمل على معرفة الأسباب الاجتماعية والاقتصادية والثقافية التي تدعم ممارسات المجتمع اليمني في هاته القضايا.
وبالنسبة للأطفال العاملين يمكن العمل على إنتاج دراسات وبحوث حول أماكن العمل التي يتواجدون فيها وما هي أسوأ أشكال العمل الموجودة حولهم والتي يمكن أن يعمل بها الأطفال، وما هي القوانين التي يمكن تطويرها والعمل عليها لتصبح حامية للأطفال من أسوأ أشكال عمل الأطفال، وما هي المؤسسات التي يفترض بها أن تعمل على حماية الأطفال العاملين وما هي المؤسسات التي يمكن أن تقدم لأسر الأطفال العاملين الدعم لكي لا يعمل الأطفال من تلك الأسر، ودراسات حول ظروف العمل التي يمر بها الأطفال وهل يتعرض الأطفال فيها الى العنف أو الإساءة أو الإهمال وبالتالي ما هي المؤسسات التي يمكنها العمل على حماية الأطفال العاملين وتقديم سبل الرعاية التعليمية والصحية والنفسية لهم من تلك الظروف السيئة.
في مجال التعليم يمكن العمل على إنتاج دراسات تتعلق بالطرق الجيدة حول تفعيل عملية التعليم بالشكل الأمثل، والبحث حول أسباب التسرب من التعليم في اليمن للأطفال، والبحث خصوصا في أسباب تسرب الفتيات من التعليم في اليمن وخصوصا في الأرياف وإنتاج الحلول التي يمكن لها أن تقلل من التسرب للأطفال من الجنسين في المدارس اليمنية في الأرياف أو المدن بما فيها تلك المتعلقة بالمناهج، وطرق التدريس، وأساليب العقاب، ودور الفقر في تسرب الأطفال من التعليم، والبحث حول مدى انتشار العنف في المدارس اليمنية، وهل يتواجد التنمر فيها أو التمييز السلبي، وما هي المشاكل السلوكية لدى الأطفال في المدارس وكيف يمكن العمل عليها ومعرفة أسبابها ونتائجها وإنتاج الحلول الخاصة بها.
ومن الممكن في مجال التعليم العمل على وضع دراسات لفهم عمل التعليم في اليمن والأطر التي يمضي فيها، والسياسات التي يقوم بتطبيقها، والاستراتيجيات التي تهدف لتنمية التعليم في اليمن، والقوانين التي تحمي الحق في التعليم أو الاتفاقيات الدولية التي تحفز الدول على كفالة واحترام الحق في التعليم لكل الأطفال في كل العالم.
ومن الدراسات التي يمكن القيام بها في مجال التعليم تلك المتعلقة برياض الأطفال في اليمن ومدى جودة الخدمات المقدمة فيها ومدى تنوع الخدمات التي تقدمها واحترافيها، وهل تستفيد رياض الأطفال في اليمن من الدراسات والبحوث المحلية والوطنية والدولية التي تدرس أنماط وخصائص وأشكال رياض الأطفال والطرق الفضلى لتنميتها وتطويرها لتصبح مفيدة للأطفال في مرحلة الطفولة المبكرة، ونظل في التعليم كمساق مهم يحتاج الكثير من الدراسات والأبحاث في كل تفاصيله.
وما زلنا في التعليم والذي يحتاج المزيد من الدراسات ومنها المتعلقة بالمعلم اليمني لدراسة جودة المعلم وقدرته على تقديم الخدمة التعليمية للأطفال في كل مراحل التعليم الأساسية والثانوية وفي كل التخصصات التعليمية، ولجميع المراحل التعليمية، والاستفادة من وجهات نظر المعلمين وإدارات المدارس في تلك البحوث والدراسات التي تسعى إلى فهم طبيعة عملهم، ودرجة الرضا التي يملكونها في عملهم التعليمي وتركز على المهارات التعليمية والمهارات الادائية التي يقومون بها وتناقش معهم أسس تطويره وتنميته ليصبح التعليم جيد بما فيه الكفاية للأطفال يتلاءم مع احتياجاتهم وتطلعاتهم.
إن هناك أسس في التعليم تحتاج المزيد من البحث والدراسة حول مدى جودتها وتلبيتها للمعايير التعليمية في اليمن وتعمل على تنمية التعليم في اليمن ليقترب من التعليم في دول المنطقة ومن ضمن البحوث والدراسات المهمة المتعلقة بدراسة أهداف التعليم في اليمن وكيف يمكن تحقيق تلك الأهداف، وما هي أولويات التعليم في اليمن وهل يتم العمل عليها من قبل القيادات التعليمية والسياسية أم لا، وهل يتم البحث في أساليب التربية الجيدة للأطفال المنخرطين في العملية التعليمية، وما هي تكلفة التعليم في اليمن وكيف يمكن توفيرها على مستوى الحكومة اليمنية أو السلطات المحلية والإدارات التعليمية والمدارس والأسر نفسها.
ومن الممكن أن تفيد الدراسات فهم كيفية تمويل العملية التعليمية لتصبح جيدة ومفيدة للأطفال، وهل يركز التعليم في اليمن على تنمية المهارات الحياتية والمهنية للأطفال واليافعين، وكيف يمكن وصف تلك المهارات ودرجة الاهتمام بها من قبل السلطات التعليمية في اليمن، وكيف يتم التعامل مع المعلومات في مجال التعليم وآليات تدفق المعلومات في العملية التعليمية، وطرق المشاركة للمعلومات، وسبل تطوير المعلومات وتدفقها ومشاركتها.
بالإضافة لما سبق يفترض أن تكون هناك دراسات وبحوث تركز على دور المجتمع في العملية التعليمية ودعمها وحمايتها والمشاركة في تطويرها وتمويلها، بالإضافة إلى القيام بدراسات تعمل على مراقبة العملية التعليمية وتشير الى أماكن الخلل فيها والتي تحتاج إلى تطوير مثل الأنشطة اللاصفية والألعاب والرياضات والمختبرات والأنشطة الثقافية والفنية والأدبية وتلك المتعلقة باكتشاف المواهب وتنميتها لدى الأطفال في العملية التعليمية.
ومن ناحية تنمية الإحساس الوطني والروحي والإنساني والديني والأخلاقي لدى الأطفال يجب على الجامعات ومراكز البحث المتخصصة ومؤسسات المجتمع المدني المحلية أو الدولية أو وكالات الأمم المتحدة المهتمة بالأطفال أو المهتمة بالتعليم العمل على دراسة مدى تدخل التعليم في تنمية إحساس المواطنة لدى الأطفال المنخرطين في العملية التعليمية.
وفي مجال الاتفاقيات الدولية يمكن للدراسات أن تركز على مدى تواجد الاتفاقيات الدولية المتعلقة بحقوق الطفل في المنهج المدرسي وما هي أساليب إضافة الاتفاقيات الدولية في المنهج المدرسي بالشكل المناسب والبحث حول قدرات المعلمين للتعامل مع تلك الاتفاقيات وتقديمها للأطفال بالشكل المناسب، والعمل على تنمية الإحساس الروحي والأخلاقي للأطفال من خلال التعلم على حقوق الإنسان والديمقراطية والحريات الأساسية والعامة والخاصة، والتربية على قيم الحق والخير والجمال، وتربية الأطفال وتعليمهم حول التسامح وأهمية التنوع وسوء التمييز بين الأطفال على أساس اللون أو الجنس أو التربية أو الدين أو الطبقة الاجتماعية أو الإعاقة أو المنشأ أو أي شيء أخر قد يفهم أنه قد يسبب التمييز بين الأطفال في العملية التعليمية وفي المؤسسات التعليمية.
وضمن العملية التعليمية يجب العمل على انتاج دراسات وابحاث لتقييم العملية التعليمية في اليمن ككل وقد تشمل الدراسات تقييم التمويل المقدم للتعليم ومدى كفايته وطرق إدارته وتقييم مدى وجود النزاهة والشفافية في التعامل مع التمويلات الخاصة بالتعليم ودرجة خضوع الإدارات التعليمية والسلطات التعليمية في اليمن للمساءلة والمحاسبة، وعمل دراسات حول مدى تفشي الفساد في العملية التعليمية، وعمل دراسات تتعلق بدور السلطات التعليمية في تطوير التعليم في اليمن، وتقييم كفاءات كل من يرتبط بالتعليم بصلة من قبيل السلطات التعليمية والإدارات التعليمية المتوسطة ومدراء المدارس والموجهين والمدرسين، وتقييم الصفوف والمناهج وأساليب التعليم المتبعة وتقديم توصيات لتطوير كل ما يتعلق بالتعليم للأطفال في اليمن بشكل عام.
وبالنسبة لصحة الطفل في اليمن فهو من المجالات الثرية للباحثين للعمل على دراسات تركز على مفاهيم وطرق وأساليب وممارسات الصحة الخاصة بالأطفال في اليمن بداية من الحمل بالنسبة للنساء وما هي الممارسات التقليدية التي يمكن لها أن تضر بالحمل وكيف يمكن العمل على مناهضتها والتوعية بخطورتها على المرأة والطفل، والتركيز على الولادات ومعرفة معدلات وفيات الأطفال في الولادات وأسبابها ونتائجها وطرق علاجها، والبحث حول معرفة وفيات الأطفال الرضع وإدراك أسباب تلك الوفيات وما هي الممارسات المجتمعية أو الثقافية أو تلك التي تتم في المؤسسات الصحية والتي تسبب تلك الوفيات ودراسة سبل تقليل إعدادها بقدر الإمكان من خلال تحسين الممارسات المجتمعية الثقافية أو تطوير الخدمات الصحية في المستشفيات اليمنية المتخصصة بالعمل مع الأطفال وصحتهم العامة، وإنتاج البحوث المتعلقة بخفض معدل المرض والوفاة للأطفال وعمل البحوث والدراسات حول صحة الأسرة وصحة الأطفال في الريف أو المدن وداخل المؤسسات الرعائية والايوائية والعقابية والعمل على معرفة أنواع الأوبئة التي يمكن أن تصيب المجتمع اليمني وخصوصا في مرحلة الحرب التي يمر بها اليمن ومعرفة مدى تأثيرها على الأطفال وكيف يمكن حماية الأطفال من الأوبئة أو الامراض السارية في المجتمع اليمني.