Sat,Apr 26 ,2025

مخاطر الإنترنت على حماية الأطفال من العنف

2025-04-25


 شراهة الإنترنت للمعلومات الشخصية

تعمل الإنترنت على خزن واسترجاع وتحليل كميات هائلة من البيانات الشخصية التي يتم تجميعها من قبل المؤسسات والدوائر والوكالات الحكومية والشركات، ومقارنة المعلومات المخزنة في ملف مؤتمت بمعلومات في قاعدة بيانات أخرى، ويمكن نقلها عبر البلدان في ثوان بتكاليف منخفضة.

معرفة تفاصيل تحركات وهوايات واهتمامات الطفل

تضم التقنيات الحديثة كتقنيات كاميرات الفيديو، وبطاقات الهوية والتعريف الإلكترونية، وقواعد البيانات الشخصية، ووسائل اعتراض ورقابة البريد والاتصالات، ورقابة بيئة العمل وتحديد مواقع الأشخاص مقدرة كبيرة على معرفة تفاصيل وهوايات واهتمامات الطفل وتعمل على جمع ومعالجة البيانات الشخصية المتصلة بالحياة الخاصة بهم وبرغم أن التقنيات الحديثة قد يكون لها آثارا إيجابية في مجال تنظيم الدولة لشؤون الأفراد، إلا أنها قد تكون لها آثار خطيرة في حالة الاطفال.

الاعتمادية العالية للطفل على الإنترنت

مع زيادة المعلومات على الإنترنت يصبح اعتماد الطفل عليها كبير بالرغم من أن الكثير من المعلومات قد لا تكون صحيحة على بعض المواقع على الإنترنت ومع كثرة الاستخدام المتكرر للطفل لمواقع الإنترنت تقل اعتماده على الحصول على معلوماته من الكتب والمناهج والأبناء والتجربة الحياتية الخاصة به وتقل مهاراته في العلوم والحياة في حال كانت اعتماده على الإنترنت غير مخطط لها خصوصا من جانب الآباء والمدرسة.

ضعف القدرة على التحكم فيما يحصل الطفل عليه من الإنترنت

مع زيادة تأثير الإنترنت في الحياة البشرية واعتمادهم عليها في كثير من شئون الحياة قد لا يستطيع الطفل أو الأهل أو المدرسة التحكم على ما يحصل عليه الطفل من معلومات على الإنترنت تضعف ومع الاعتمادية العالية على الإنترنت وضعف الرقابة على استخدام الطفل لها قد يتضرر الطفل من الإنترنت بحيث يجعله مسلوب الإرادة في اتخاذ قراراته بوعي واستغلال، ومفرغا من شخصيته التي يفترض أن تكون فريدة، وقد تسهم الإنترنت في تقليل قدرة الأهل على السيطرة على الطفل والقدرة على توجيهه إلى المعلومات والممارسات الإيجابية.

تشويه عالم الطفل الاتصالي

مع زيادة اعتماد الطفل على الإنترنت تتزايد إعتماديته في الاتصال بأصدقائه وزملائه الدراسيين وربما أفراد العائلة البعيدين عبر الإنترنت مما يضر بقدرته على الاتصال المباشر مع الآخرين من خلال اللقاء المباشر معهم وهذا قد يقلل من قدرته على الحوار والإقناع وقدرته الشخصية على صناعة العلاقات الاجتماعية الخاصة به بعيدا عن شاشة الحاسوب، ومن جهة أخرى قد يتصل الطفل بأشخاص غير معروفين لديه من الصغار أو الكبار مما قد يشوه من علاقاته الشخصية وقد يدفع بالطفل إلى الاتصال بأشخاص آخرين يضرون به وسلامته الشخصية والجسدية والجنسية.

 تقليل استقلالية الطفل

إن زيادة استخدام الطفل للإنترنت وخصوصا في حال كانت الرقابة على ما يستخدمه فيها قليل قد تزيد من فرص تمرد الطفل على الأهل والمدرسة والمعلومات التي يقدمانها له، وزيادة استخدام الطفل للإنترنت بشكل مفرط قد تقلل من استقلاليته الشخصية بحيث يعتمد فقط على الإنترنت والمعلومات الموجودة فيها أو يعتمد على الأشخاص ممن هو على علاقة بهم على الإنترنت.

زيادة الأثر الرقمي للطفل

إن الإنترنت أكبر آلة جمع ومعالجة ونقل البيانات الشخصية بسبب تطور الحواسيب الرقمية وتكنولوجيا الشبكات، وبشكل خاص فإن الإنترنت تقوم بتخزين كل الأنشطة الاجتماعية والتجارية والسياسية والثقافية والاقتصادية والاتصالية والبحثية والعلمية مما يعني أن زيادة الاستعمال للإنترنت من قبل الطفل سيعمل على زيادة الأثر الرقمي الخاص به مما قد يزيد من خطورة انتهاك خصوصيته أو يرفع من فرص إستغلال الطفل اقتصاديا أو جنسيا أو قد يتم استعمال الأثر الرقمي الخاص به في أكثر الأحوال إيجابية لتسويق المواد التي قد يرغب بالحصول عليها دون قدرته على شرائها أو إستخدامها.

إن الإنترنت تتيح الكثير من المعلومات حول أي مستخدم لها عبر العالم وبالنسبة للطفل قد يكون لتلك المعلومات خطورة عليها خصوصا أن المواقع على الإنترنت تحفظ بشكل مستمر كل ما يقوم به مستخدموها ومن تلك المعلومات التي قد يتم إستخدامها بشكل خطر على الأطفال تلك التفاصيل الخاصة بشخصيته وحياته وهواياته وميوله والمواقع التي يتصفحها، وعنوان بروتوكول الإنترنت العائد له وأوقات استخدام الإنترنت والمواقع التي يتصفحها وتجميع بياناته الشخصية والاستفادة منها بشكل قد يضر بالطفل.

الرقابة الصارمة على مستخدمي الإنترنت

قد يشكل استخدام الطفل للإنترنت والرقابة التي تحدث على الإنترنت سواء من قبل الدول التسلطية أو من قبل المستخدمين المحترفين للإنترنت أو من قبل الشركات تهديدا على الطفل وخصوصا إن كان المستخدمين المحترفين للإنترنت والقادرين على اختراق الحاسوب الخاص بالطفل ممن يرغبون بالأطفال جنسيا، وحتى إن لم يتعرض الطفل لمثل هؤلاء فإن الرقابة الصارمة على مستخدمي الإنترنت تشكل في الأساس اعتداء على الحياة الشخصية للكبار أو للأطفال وانتهاكا لجوانب حياة الطفل التعليمية والصحية والشخصية والاجتماعية والسلوكية.

زيادة الفرص لاستخدام الطفل غير المشروع للإنترنت

قد يستخدم الطفل الإنترنت بشكل إيجابي بالرغم مما قد يتركه استخدامهم من خطورة عليه، ولكن هناك إمكانيات كبيرة خصوصا في حال تدني الرقابة من قبل الأهل على استخدام الطفل للإنترنت أن يستخدم الطفل الإنترنت بشكل غير مشروع من قبيل الإساءة إلى المستخدمين الآخرين للإنترنت من الاطفال الاخرين أو الكبار، أو التنمر على الاخرين وتتبع أثرهم الرقمي وصورهم والسخرية منها أو الاعتداء على خصوصية الآخرين على الإنترنت أو القيام بتصفح المواقع التي تضر به كالمواقع الجنسية وخصوصا للأطفال في طور البلوغ.

الإضرار بمحيط الطفل

قد لا يكون للمعلومات أو الأثر الرقمي الخاص بالطفل خطورة عليه ولكنه قد يشكل إضرار بعائلته أو المحيطين به وخصوصا في حال نشر الطفل معلومات تتعلق بالوضع المادي أو الصحي أو الاجتماعي للعائلة أو للمعارف المحيطين به مما قد يعزز من استخدام تلك المعلومات بشكل سلبي خصوصا في حالة وصول تلك المعلومات بشكل غير مأذون به أو بطريق التحايل على الطفل للحصول عليها مما يفتح المجال لإساءة استخدام تلك المعلومات أو توجيهها توجيها منحرفا أو خاطئا أو مراقبة الأفراد وتعرية خصوصياتهم أو الحكم عليهم من خلالها.

زيادة هشاشة الطفل للمخاطر الرقمية

حتى مع الاستخدام الذكي للإنترنت من قبل الأطفال الى أن الاستخدام المكثف والغير مراقب قد يقلل من قدرة الطفل أو عائلته أو المحيط الخاص به في حماية الطفل من مخاطر الإنترنت ومن جهة أخرى قد يزيد من هشاشة الطفل للمخاطر الرقمية ووقوعه في حبائل المستخدمين السلبيين والخطرين التي لا يكون لدى الطفل القدرة على اكتشافها أو التعامل معها مما يهدد من حماية حياته وشرفه وسلامته الجسدية والنفسية والجنسية.