Sat,Apr 26 ,2025

الإستفادة من الإنترنت في مناهضة العنف ضد الأطفال

2025-04-25


ماذا تعرف عن الإنترنت

بعيدا عن المعلومات النمطية المعروفة عن الإنترنت ونشأتها في أواخر القرن الماضي نستطيع القول إنها الكيان الأكثر انتشارا بعد التلفزيون، وتعمل على إتاحة الفرص للحكومات والشركات والمنظمات والأفراد للكتابة والمشاركة والتعليم والتعلم والتجوال في محيط لا نهائي من المعلومات التي تستقطب الاهتمام، وتقدم الإنترنت خدمات تفاعلية من جانب تبادل الرسائل الإلكترونية والمحادثات الصوتية ومقاطع الفيديو التي تعطي للباحث على معلومة معينة كل ما يتعلق بها من أفكار وتجارب.

إن الإنترنت خزانة عالمية للفكر الإنساني والنشاطات الإنسانية في التصوير والبحوث والدراسات والأفكار والتجارب والأخبار والمعلومات المتعلقة بالطفولة والمرأة والشباب والبيئة وحقوق الإنسان وأسواق المال والحكومات الإلكترونية والمنتديات والمدونات، وتحتوي على معظم كتب العالم فالعديد من المكتبات توجد عليها وخصوصا المكتبات الضخمة، ونفس الشيء بالنسبة للتعليم سواء كان تعليما منهجيا أو غير منهجي في مجالات العلوم والثقافة والفنون والآداب والحقوق.

هل لدى مؤسستك موقع على الإنترنت؟

إذا كانت الإجابة بنعم فهذا يعنى أنك أصبحت متاحا، وأصبحت معلوماتك التي تسعى للترويج لها متاحة بضغطة زر لأي شخص في العالم، ولكن الكثير من المؤسسات العاملة في مجال الطفولة في اليمن ومناهضة العنف ضدهم لا تملك موقعا يخدم أغراض المؤسسة، وهذا ناتج لعدم الالتفات لأهمية الإنترنت، وفى الغالب ما تكون لدى المؤسسات بريد إلكتروني يعمل على التبادل السريع للرسائل بين المؤسسة و المانحين والشركاء والفئات المستهدفة، ولكن البريد الإلكتروني لا يقدم المعلومات التي يستطيع الموقع تقديمها من معلومات واضحة وسريعة وجاهزة لكل زائر، وقد بينت بعض الدراسات الإحصائية عن مجموعة من مؤسسات المجتمع المدني في اليمن أن القليل منها وغالبا تلك الأكبر حجما هي التي تملك موقعا على الإنترنت، ويختلف الموقع من مؤسسة لأخرى ما بين مواقع ثرية ومواقع فقيرة.

هل حصلت منظمتك على عضوية شبكة عالمية في مناهضة العنف ضد الأطفال عبر الإنترنت؟

هناك الكثير من الشبكات العالمية التي تعمل في مجال مناهضة العنف ضد الأطفال والتي تقبل في عضويتها المؤسسات التي تعمل في نفس المجال من دول العالم، وقد بينت العديد من الدراسات الإحصائية في اليمن أن عدد المؤسسات التي تحظى بعضويات مع شبكات عالمية لا تتعدى الخمس فقط، وهذا يعنى أن الكثير من المؤسسات اليمنية ما زالت ذات علاقات محدودة ليس على المستوى العالمي فقط، وإنما على المستوى الإقليمي والمحلي.

وللأسف لا يوجد داخل الصفحات العربية مسمى لشبكة متخصصة في مناهضة العنف ضد الأطفال بالرغم من وجود شبكات مناهضة العنف ضد المرأة، وبالرغم من وجود العديد من الشبكات العربية التي تتيح للمنظمات الإقليمية في الوطن العربي الاشتراك في عضويتها كشبكات متعلقة بحقوق الإنسان وأخرى متعلقة بالمرأة ولكن ليس لمناهضة العنف ضد الأطفال بشكل خاص.

إن ما يعيب هذه الشبكات أنها تطلب مبالغ كرسوم اشتراك بالرغم أن الكثير من المؤسسات والشبكات العالمية لا تطلب ذلك، وهذا يجعل من المنظمات الوطنية في الدول العربية وخصوصا الدول الأشد فقرا ومنها اليمن غير قادرة على التمتع بعضوية الشبكات العربية بسبب ارتفاع أسعار العضوية، ولا تستطيع الانضمام للشبكات العالمية بسبب حاجز اللغة وحاجر الإنترنت نفسها كعالم مجهول لها، وهذا يجعل الكثير من المؤسسات العاملة في مجال الطفولة في اليمن محلية النشاط والعلاقات والتفكير والنتائج.

ومن الشبكات الوطنية المهمة في مجال مناهضة العنف ضد الطفل كانت هناك الشبكة الوطنية لمناهضة العنف ضد الأطفال كشبكة يمنية تضم مجموعة من الشركاء من الحكومة ممثلة في بعض وزاراتها المتخصصة، ومجموعة من أنشط مؤسسات المجتمع المدني والمانحين المهتمين بقضايا الطفولة، وعملت الشبكة على توحيد جهود الشركاء في سبيل خدمة قضايا الطفل ومناهضة العنف ضده، وكانت مرشحة للكثير من الإنجازات في مجال التدريب والتأهيل أو حماية الطفل والبحوث والدراسات التي تسلط الضوء على قضية مناهضة العنف ضد الأطفال.

هل مؤسستك تتمتع بشراكة وتعاون مع منظمات في مناهضة العنف ضد الأطفال عبر الإنترنت؟

هناك الكثير من المؤسسات التي تعمل بنشاط كبير في مناهضة العنف ضد الأطفال سواء كان هذا النشاط هو النشاط الرئيسي للمنظمة أو ضمن بعض مساقاتها، كاليونيسف ومنظمة رعاية الأطفال ومنظمة العفو الدولية ومنظمة مراقبة حقوق الإنسان والمئات من المنظمات التي تنشط في مجال الأطفال بشكل مباشر أو عبر أحد مساقاتها بشكل غير مباشر.

هل تغطى نشاطاتك المتعلقة بمناهضة العنف ضد الأطفال إعلاميا على الإنترنت؟

مما يؤسف له أن مؤسسات المجتمع المدني اليمنية لا تركز على فوائد الإنترنت في خدمة أغراضها و بناء قدراتها أو علاقاتها أو الترويج لنشاطاتها، وعلى الرغم أنه توجد الكثير من المواقع الإخبارية المتخصصة والمواقع التابعة لصحف ورقية محلية وعربية وعالمية إلا أنها مجهولة لدى العاملين في الطفولة، وإن الكثير من النشطين في مجال الطفولة وكذا مناهضة العنف ضد الأطفال يعتقدون أن النشاط يكون قد حاز على النجاح إعلاميا إذا ذكر في جريدة الثورة " على أهميتها "، ولكن هذا يعنى الفشل إعلاميا للمؤسسة التي لا تتعامل بتقنيات العصر.

وما يميز الإنترنت في نشاطات المؤسسات الغير حكومية هو أنها مخزن توثيقي كبير وتحت التصرف في أي وقت، وديمومة للخبر على صفحة الإنترنت بخلاف الصحف الورقية التي تنتهي بانتهاء مدتها سواء كانت يومية أو أسبوعية أو شهرية، وهذا عدا أن الأخبار في الإنترنت غالبا ما تكون متاحة للشركاء في كل مكان في العالم بخلاف الصحف الورقية التي تكون في الأغلب محلية ولا تخرج خارج الوطن إلا إلى الدول المجاورة، ومن هنا تأتى الإنترنت كوسيلة تغطية خبرية ممتازة لكل مؤسسات المجتمع المدني والمؤسسات التي تعمل في مناهضة العنف ضد الطفل، ولكن في النهاية يبقى الأمل في أن تكون للإنترنت مكان واضح في أجندة النشاط المؤسسات المجتمع المدني اليمنية.

من الذي على الإنترنت؟

الإنترنت هي العالم داخل جهاز حاسوب، وفى الفقرات السابقة تحدثنا عن بعض الشبكات والمنظمات والشركاء المحتملين في حال تجرأت المنظمات اليمنية ومدت يدها بداخل هذه الشبكة، والتي ستجد بداخلها ملايين الأيادي الراغبة في الشراكة والعمل معا، ومن المهم الإشارة أن الكثير من القضايا التي كانت لوقت قريب مجهولة للمجتمع المدني اليمنى ظهرت عبر الإنترنت كبنك الأفكار الذي يستطيع من خلاله الناشط في مجال الطفولة ومناهضة العنف ضد الأطفال الحصول على أفكار رائعة تمت تجربتها ويمكن تجربتها في اليمن سواء كان ذلك عن طرق معالجة قضايا استغلال الأطفال أو أدلة تدريبية أو كتيبات إرشادية وتقارير تعمل على معرفة أوجه الاستغلال التي تواجه الأطفال في كل دول العالم، وتتشابه مع واقع الطفل اليمني فمعرفة مشاكل العالم وكيف سعى العالم لحلها مفيد في إثراء الفرد والمؤسسة الناشطة في مجال مناهضة العنف ضد الأطفال بأفكار جديدة تزيد من قوة المؤسسة وانتشار علاقاتها مما يجعل من عملها أكثر احترافية ومهنية.

وبالنسبة للمانحين فهناك العديد منهم الذي لا نعرف عنهم شيئا ولكن بضغطة زر نجد أمامنا العديد من المؤسسات والشبكات والصناديق العالمية التي تعمل على مساعدة المؤسسات الوطنية عبر العالم في عملها عبر المنح المقدمة لها سواء كانت هذه المنح لمشاريع ستقوم بها المؤسسة في أي من المجالات المتعلقة بالطفل أو بمناهضة العنف ضد الأطفال أو ببناء قدرات هذه المنظمات عبر استضافتها في دورات تدريبية احترافية وورش عمل ومؤتمرات عالمية.

ما هو آخر كتاب قرأته عن العنف ضد الأطفال على الإنترنت؟

أن التعليم بدأ يأخذ نصيب ليس فقط لأصحاب التخصصات العملية او الشهادات ولكن للناشطين في مجال الحقوق الإنسانية، وهناك الكثير من المعاهد المتخصصة بالطفولة تخصص مساقات تعليم بالقضايا المرتبطة بهذه الفئة، ومما يميز الإنترنت عن الورق هو أن الكتاب الرقمي أو الدراسة الرقمية تنزل إلى المستفيدين قبل الكتاب الورقي، وهذه ليست سمة غالبة ولكنها مرتبطة بالمنظمات التي قد لا تستطيع طبع دراسة معينة أو بحث قامت به لما للطباعة الورقية من أثر على ميزانيتها، وهذا يستدعى أن تكون النسخة المتوفرة ذو طبيعة رقمية تجعله متاحا للملايين من دون تكلفة، وهذا ما تفعله مؤسسات المجتمع المدني في العالم بما فيها العالم العربي.

وهناك العديد من الكتب التي طبعت على هيئة ورقية مثل التقارير الخاصة ببعض المنظمات والصناديق مثل اليونيسيف ومنظمة رعاية الأطفال ولكنها قليلة الانتشار والتوزيع فالكتب التي تتوفر على الإنترنت لا نهائية التنزيل ويمكنها أن تكون في كل جهاز على سطح الكوكب وهذا عدا أن الكتب الورقية تحتمل التكلفة في النقل، ومصاعب دخولها للدول وخصوصا التسلطية منها.

وتوجد في الإنترنت العديد من التقارير الصادرة عن منظمات متخصصة بالطفولة وتضم شرح أوضاع الطفل في العالم، وكذا من المؤسسات الغير متخصصة في مجال الطفولة ولكن الطفولة تعتبر من مساقاتها المهمة مثل تقرير منظمة الصحة العالمية عن الأطفال والعنف وتقدم فيه معلومات عن العنف الموجة ضد الأطفال وأشكال العنف المعاصر، بالإضافة للعديد من التقارير التي يجدها الباحث في مواقع عالمية وعربية متعددة تعطي دراسات وتقارير وأبحاث ومقالات وطنية في مجال الطفولة.