Fri,May 09 ,2025

دعم الفنانين والشباب وسكان المجتمع ثقافيا

2025-04-23


لم يتضرر الكثير من اليمنيين من الصراع والحرب في اليمن كما تضرر المبدعين من قبيل الرسامين والمؤلفين والنشطاء الثقافيين فالجمهور في اليمن وخصوصا في الأرياف تم الوصول إليهم عبر العديد من برامج الاستجابة الإنسانية وخصوصا البرامج المتخصصة بالأمن الغذائي حيث تم الوصول الى الملايين من اليمنيين بالمعونات الغذائية أو بالتوزيعات المباشرة للنقد سواء النقد المباشر أو النقد مقابل العمل للدرجة التي أصبحت فيها أنشطة التحقق جزء لا يتجزأ من عملية الاستجابة الإنسانية حيث قد يحصل المستفيد على معونة غذائية من برنامج الغذاء العالمي ومساعدة نقدية من منظمة دولية عاملة في الاستجابة الإنسانية في المنطقة وهذا يحدث كثيرا وخصوصا في الأرياف بينما نجد أن المشكلة في المدن أقل ونجد أن التوزيع لبعض الفئات المجتمعية مثل المبدعين على سبيل المثال غير موجودة ولنقس على ذلك كل برامج الاستجابة الإنسانية في اليمن.

إن ما حدث في الاستجابة الإنسانية والتجاهل الغريب للمبدعين اليمنيين بالرغم من حاجتهم للمساعدة الإنسانية جعل الكثير من المبدعين يتوقفوا عن الإبداع أو يخرجون الى خارج اليمن للبحث عن فرص رزق جديدة، ومن هنا تأتي أهمية برامج من نوعية الإغاثة الثقافية وأهمية وجودها ضمن الاستجابة الإنسانية في اليمن.

إن على شركاء الاستجابة الإنسانية في اليمن وخصوصا في حال إدماج الإغاثة الثقافية ضمن برامج الاستجابة الإنسانية العمل على الكثير من المشاريع والأمور الملحة لضمان دعم الفنانين والمثقفين والمبدعين اليمنيين ومن البرامج التي يمكن اقتراحها العمل على دعم الفنانين والمهنيين الثقافيين عبر دعم مباشر مالي وتدريبي والتعويض عن فقدان الدخل لهم وضمان أمنهم واستمرار أعمالهم وتوسيع قدراتهم وزيادة الرؤية الثقافية والحيوية لهم ودعم الفرص الفريدة لهم لتجربة الفنون والثقافة المبتكرة ودعم أي تعبير فني أو ثقافي، بما في ذلك الفنون المرئية والرقمية والفنون الشعبية والتقليدية والأفلام و الفيديو و الوسائط والفنون الأدبية والعاملين في المعارض الفنية والمتاحف والعلوم الإنسانية والموسيقى والمسرح وفنون الأداء والتاريخ والتراث.

وعلى نفس النسق من المهم العمل على دعم للفنانين والقيمين والعلماء للقيام بالبحوث وورش العمل والتصميم والإنتاج النشر والتوثيق؛ ودعم التطوير المهني لهم مع ربط عملهم الإبداعي بالقضايا المهمة في مجتمعاتهم بما يدعم فرص التواصل لهم وتوفير المنح والمنح الدراسية للمبدعين ودعم مجتمع الفنون والثقافة والعمل على تعافي الفنون والثقافة والعاملين فيها بمن فيهم المعماريين والمهنيين والفنانين والمنتجين والخبراء والمفكرين سواء كانوا يسكنون في المدن أو الأرياف وسواء كانوا من اللاجئين أو النازحين والمهمشين وسواء كانوا من الذكور أو الإناث.

ويمكن لشركاء العمل الإنساني وخصوصا العاملين في مجال الإغاثة الثقافية العمل أيضا على حماية الفنانين والمبدعين في اليمن من انتهاك حقوقهم في التعبير أو حمايتهم من الإقصاء والتهميش وحمايتهم من النزاع والصراع والحرب في اليمن.

وفي اتجاه آخر يمكن لشركاء العمل الإنساني في اليمن والمتخصصين في مجال الإغاثة الثقافية الاستثمار في الفنانين والمبدعين في اليمن من خلال مشاريع تمويلية تساعد المبدعين على العيش وفي نفس الوقت تستثمر مواهبهم لمعالجة قضايا المجتمع اليمني والترويج لقيم التنافس والإنتاج والتوظيف والتعبير والمساواة والتنوع والشمول وتعزيز الشراكات والتواصل والقيادة الثقافية وقيم التعاون والتبادل والحوار والترويج للتقنيات الجديدة واستثمارها في مناهضة العنف والكراهية والخوف والتطرف والعنف والإرهاب.

وفي اتجاه آخر يمكن العمل على دعم المهن الخاصة بالمبدعين وترسيخ تجربتهم الإبداعية ووضع برامج إقامة لهم في اليمن وخارج اليمن لتمويل أنشطتهم الإبداعية أو مطبوعاتهم ودعم وصولهم إلى الغذاء والتعليم والمياه والخدمات الصحية ودعم القطاع الثقافي والإبداعي بمجموعة من التدابير والمبادرات وضمان نمو الأصوات الإبداعية للشباب واستثمار المبدعين اليمنيين في ضمان ديناميكية الفنون والثقافة في اليمن وحماية الفنانين والحد من عدم المساواة بين الجنسين وضمان التوزيع العادل للدخل بين المنصات والمبدعين والأفكار وإنعاش للفنون والصناعات الثقافية وخلق وعي لديهم بشأن عواقب الشرور العنف والكراهية والتطرف العنيف.

وعلى مستوى الاستثمار للمبدعين في اليمن يمكن لشركاء العمل الإنساني وخصوصا في حال قاموا بإدماج الإغاثة الإنسانية في العمل الإنساني في اليمن استثمار المبدعين في مجالات رئيسية مثل الإبداع والابتكار والتغيير الاجتماعي وتمكين المواهب الإبداعية للتأثير والمساهمة في أجندة التطوير الجديدة والإبداعية بأفكار وإجراءات مبتكرة لتحقيق ذلك النتيجة ودعم المبدعين اليمنيين في تعزيز الإبداع والثقافة والابتكار وتشكيل التطلعات الفردية والمجتمعية وقادة التحول الاجتماعي نحو السلام واستعادة سبل العيش وترميم التراث والحفاظ على التماسك الاجتماعي وزيادة القدرة على الصمود وزيادة فرص التعليم والتدريب وتزويدهم بالمهارات والكفاءات واعتبار الفنانين والمثقفين والمبدعين محرك للتمكين والتنمية والسلام والتدريب والقيادة وتعزيز الصناعات الإبداعية والثقافية في اليمن.

وعلى مستوى العمل يمكن توفير فرص عمل كثيرة للمتضررين من المبدعين بسبب الصراع والحرب في اليمن ومن ذلك استثمارهم كمعلمين في المدارس للمناهج الإبداعية أو مساعدتهم في الدعم النفسي والاجتماعي للأطفال المتضررين من الحرب عبر المراكز الصديقة للطفل عبر برامج ثقافية وابداعية وفنية وأن يكونوا مدربين في مجال الثقافة والإبداع والقيادة والتمكين للعديد من الفئات المجتمعية كالنساء والشباب والأطفال والإعلاميين والنشطاء الثقافيين والمؤسسات الثقافية والفنية والإبداعية والعاملين في مجال الصناعات الإبداعية وتوفير فرص عمل لهم في تفعيل الفنون الخاصة بالأطفال.

ومن ناحية توفير فرص العمل يمكن تحفيز المبدعين على المشاركة في مجال وضع برامج ومناهج تعليمية سواء للتعليم الأساسي أو التعليم المستقل وسواء كان للأطفال او الشباب أو كبار السن او موظفي الدولة وموظفي القطاع الخاص أو العمل في منظمات المجتمع المدني والجمعيات المجتمعية والعمل على توفير فرص عمل للمبدعين كلا حسب تخصصه في مجال المساهمة في الاقتصاد اليمني بما يضم قطاعات السياسة والسياحة والترفيه والخدمات والصناعات بشكل عام والصناعات الإبداعية بشكل خاص.

وهناك إمكانيات توفير فرص عمل للمبدعين اليمنيين في مجال حماية التراث والمواقع التراثية اليمنية والأماكن الثقافية الفن والصناعات الإبداعية ودور السينما وصالات العرض والمسارح والمتاحف والاستديوهات والمساحات الثقافية والموسيقى والأعمال الحرفية وتشجيع المبدعين على البقاء والاستمرار في الإبداع ومساعدة الناس على إعادة اكتشاف الإحساس بالحياة الطبيعية، والإبداعية، وضمان عمل المبدعين في الفنون والتعبير الإبداعي والمرونة وتشكيل المستقبل وتنمية رأس المال الإبداعي وإعادة تنشيط المعرفة و توثيق التراث الثقافي غير المادي وتنمية ومشاركة المعرفة والعمل على استثمار المبدعين في مجال عرض الثقافة والفنون على الجماهير وضمان مساهمتهم في التنمية.

إن هناك إمكانيات كبيرة لأن يعمل شركاء العمل الإنساني على تفعيل المبدعين في المراحل الانتقالية لما بعد الصراع وفي مرحلة التعافي وإعادة الإعمار والعمل على مواجهة التحديات ومواطن الضعف لدى الفنانين والمجتمعات التي تأثروا بالصراع واستثمارها في بناء وتصميم الموارد وتفعيل المراكز الثقافية والفضاءات الإبداعية.

إن من المهم أن يتم العمل مع المبدعين على إنتاج محتويات تعمل على توطيد السلام وتعزيز التعددية الثقافية والعيش المتناغم والتعددية الثقافية والتماسك الاجتماعي وإيجاد دعم وفرص عمل لهم لإنتاج منتجات سمعية بصرية مبتكر و اسكتشات و افلام درامية قصيرة وبرامج حوارية وتنفيذ ورش عمل في مجال المسرح الموسيقي والفنون الجميلة والمشاركة في أنشطة وأعمال تقديم الدعم النفسي والاجتماعي المستهدف للشباب والأطفال المصابين بصدمات نفسية جراء الصراع والحرب في اليمن ومنحهم الفرصة للمشاركة في أنشطة تفاعلية والتعبير عن أنفسهم وبناء قدراتهم واكسابهم كفاءات التربية الفنية والثقافية والإبداعية والإعلامية والمعلوماتية وتكثيف دورهم في برامج مجال الإغاثة الثقافية.