Fri,May 09 ,2025

مساندة وصول المرأة إلى البرلمان من خلال تكنولوجيا المعلومات
2025-04-23
تتعاظم أهمية الإنترنت كل يوم، وتدخل بشكل متسارع في حياتنا العامة والخاصة فمن خدمات البريد الإلكتروني التي تسمح لنا بالتواصل بشكل أسرع إلى المواقع الإلكترونية التي أصبحت تقدم الحكومات والمؤسسات والأفراد للقراء والمهتمين، ووصولا إلى المدونات والتي أصبحت أقرب للصحف الشخصية، وتقدم الشاعر والأديب والرسام والصحفي والناشط للقراء بشكل سهل ومجاني، ووصولا للشبكات الاجتماعية والتي بدأت تصبح ذات أهمية فارقة في حياة كل شخص، وتعمل على إيصاله بالعالم من حوله، والكثير جدا من التقنيات السمعية والمرئية والمسموعة التي تمنح كل شخص الفرصة ليصبح صاحب قناة مشهورة أو إذاعة مؤثرة أو صحيفة إلكترونية مهمة.
ومن المؤسف أن هذه التقنية بكل ما تحمله من فرص ما زالت تقنية ذكورية " الذكور أكثر من يستخدمها" بينما نجد النساء ما زلن في أوائل الطريق للدخول لهذا العالم، والسؤال هنا، هل الوضع مؤهل لتزايد وجود النساء في الإنترنت وربما استثمارها لصالح قضاياها العامة مثل العنف ضدهن، ومشاركتهن في الحياة العامة والسياسية، ومناصرة قضاياهن في التعليم والصحة والإعلام وغيرها من القضايا المرتبطة بهن، ولقد كانت مشاركة المرأة السياسية ضعيفة على امتداد الانتخابات السابقة سواء في الترشح أو الانتخاب، وربما كان هذا بسبب عدم ترشيح الأحزاب لنساء كثيرات في الدوائر الانتخابية، أو لاقتناع الأحزاب بعدم فوز المرشحات أمام منافسيهن لأسباب تتعلق بالمجتمع اليمني ونظرته للنساء.
ومن الأسباب المهمة أيضا ضعف الحملات الانتخابية التي تقوم بها النساء مقارنة بالرجال في نفس المجتمع، والصفحات التالية هنا لا تستعرض الأخطاء أو العيوب أو القصور في الحملات الانتخابية الخاصة بالنساء على أرض الواقع، ولكنها تقدم بعض الأدوات والتقنيات التي يمكن لهن استخدامها في البيئة الرقمية بجانب الحملات الانتخابية في الشارع، وتركز على النساء الراغبات في المشاركة السياسية والوصول إلى البرلمان ويفكرن باستخدام هاته التقنيات الجديدة في العمل الإعلامي للوصول إلى المستهدفين من خلال النشاط المعلوماتي على الإنترنت، وأن يقمن بإطلاق حملاتهن الانتخابية من خلال الأدوات الرقمية، ومن أجل ذلك يرغبن بتعلم المزيد عن الإنترنت وكيفية استخدام الأدوات الرقمية للوصول إلى الناخبين.
إن الإنترنت، وبالرغم من كونها تقنية تكنولوجية وشيوع الظن عند بدايتها بأنها لن تؤثر إلا على بيئتها فقط ويتعامل معها المتخصصين إلا أنها بدأت بالانتشار وأصبحت يوما بعد يوم مستخدمة من أعداد متزايدة من البشر، وتؤثر على حياتهم الشخصية ومن ثم تؤثر في مسيرة المجتمعات ككل.
وعندما نتحدث عن البشر فنحن نتحدث عن الجنسين وليس الذكر فقط فمن مميزات هذه التقنية الجبارة أنها حيادية تجاه من يستخدمها ولا تطرح عراقيل أمام مستخدميها بسبب نوع الجنس، وبالتالي للنساء مثلما للرجل الحق في النفاذ، واستخدام هذه التقنية في التواصل والعمل والنشاط، وبالطبع كان هناك بعض العراقيل في استخدام التقنية للنساء في مقابل الرجال ولكن هذا لا يعود لطبيعة الإنترنت المحايدة، ولكن العراقيل مرتبطة بأسباب خارج هذه التقنية المساواتية.
لقد أصبحت الإنترنت مجال لسيطرة الذكور المسيطرين بالأساس على الموارد والفرص على أرض الواقع، وما تزال النساء حتى في الدول المتقدمة لا يحصلن على فرصتهن الكاملة في الولوج إلى الإنترنت والاستفادة منها كما الذكور، وبالتالي ما زالت الإنترنت تحتاج أن تكون أكثر ديمقراطية ومساواتية في التعامل مع النساء كما مع الذكور.
إن الأسئلة التي تطرحها الصفحات التالية سيتم محاولة الإجابة عليها في الصفحات التالية والأسئلة المطروحة من قبيل:
1- ما هي الإنترنت؟
2- ما هي مواطن القوة في هذه التقنية وخصوصا في مجال التغيير الاجتماعي والسياسي؟
3- ما هو وضع الإنترنت في اليمن من نواحي الحرية والبنية التحتية والاستعمال لها من جانب المستخدمين بشكل عام والنساء بشكل خاص؟
4- من المستفيد من الإنترنت بشكل أكبر في الوقت الحالي؟
5- ما هي العقبات التي تقلل استفادة النساء من الإنترنت في اليمن؟
6- هل تستخدم الإنترنت حتى الآن في مواضيع تتعلق بخدمة القضايا المجتمعية والنسوية أم أنها ما زالت تقنية خاصة بالنخبة من المتعلمين والمتخصصين؟
7- من هم أصحاب المصلحة لاستفادة النساء من الإنترنت وما هي الأدوار المفترضة بهم؟
8- ما هي الأدوات المتاحة على الإنترنت والتي تستطيع النساء استعمالها لصالح قضاياهن العامة وبشكل خاص وصول المرأة اليمنية إلى البرلمان؟
9- هل هناك خطة عمل لمساندة وصول المرأة الى البرلمان من خلال تكنولوجيا المعلومات؟
إن وصول النساء الى البرلمان يعني تغيير في السياسات العامة التي تخدم ملايين النساء في اليمن، وبالتالي فإن مساندة وصولهن لهذا المنصب هو أولوية قصوى.
إن الصفحات التالية تحاول أن تقدم للنساء في ضوء العملية السياسية المتنامية في اليمن بعض الأدوات والاستراتيجيات اللواتي تضمن لهن الوصول للناخبين من خلال البيئة الرقمية بجانب البيئة الواقعية في الشارع اليمني.
النساء والبيئة الرقمية في اليمن
ما هي الإنترنت ومواطن قوتها في مجال التغيير الاجتماعي والسياسي؟
استخدمت الإنترنت في الكثير من أوجه التطور في الجوانب السياسية والاجتماعية والصحية والتعليمية وكل جوانب الحياة تقريبا، وغيرت الكثير من طرق الحياة التي يعيشها البشر مع بعضهم البعض، وخصوصا في الجوانب المتعلقة بالشبكات الاجتماعية، والتي جعلت من التواصل الاجتماعي الرقمي والعلاقات الرقمية أكثر بروزا ونشاطا من التواصل الاجتماعي على أرض الواقع.
وفي الجوانب الصحية بدأت توجد مواقع ومدونات وصفحات على الشبكات الاجتماعية تعمل على التوعية في مجالات صحية عديدة مثل فيروس نقص المناعة المكتسبة /الإيدز والسرطان، ووصولا إلى الأمراض السارية أو الموسمية، وبعض قضايا المرأة الصحية مثل صحتها الإنجابية والصحة الجنسية والأمراض النسوية الخاصة مثل سرطان الثدي.
ومن جانب التعليم بدأ ظهور المواقع التي تقدم التعليم الذاتي والإلكتروني وأصبح التقديم للمنح التعليمية يتم معظمه عبر الإنترنت وظهور التعليم المفتوح والتعليم عن بعد وغيرها من أشكال التعليم الرقمية، وفي الجانب الاجتماعي ساهمت الإنترنت في تقوية التشبيك بين المستخدمين لها وخصوصا في التظاهرات والاجتماعات التي تناصر القضايا الاجتماعية المهمة.
وفي الجانب السياسي بدأت أهمية الإنترنت مع ظهور المدونات في الوقت الحالي وظهور ما يسمي بالتدوين الحكومي والذي يكون فيه صانعي القرار متاحين عبر الإنترنت من خلال مدوناتهم لترويج سياساتهم وخططهم للتنمية في المجتمع المحلي الخاص بهم، ويستلمون من خلالها تعليقات المواطنين على هذه الخطط والاستراتيجيات بالإضافة لوجود الكثير من حملات المناصرة والضغط لقضايا سياسية على مستوى العالم وعلى مستوى الإقليم العربي.
وبالنسبة للنساء في اليمن فقد ساهمت الإنترنت في الترويج لقضايا المرأة الاجتماعية والسياسية ففي الجانب الاجتماعي هناك حملات خاصة بمناهضة العنف ضد النساء ومناهضة الزواج المبكر، وأما بالنسبة للجانب السياسي فما يزال الوضع مبكرا بالنسبة لاستثمار الإنترنت في هذا المجال فالتقنية في اليمن فما زالت في بداياتها ولم يتعرف النشطاء ومن ضمنهم النساء بأهمية استثمار البيئة الرقمية لصالحهم، وتأتي الورقة هنا لتسد بعض الفراغ.
ما هي العقبات التي تعرقل استفادة النساء من تقنية الإنترنت في اليمن
من الممكن بسهولة وبالعين المجردة ودون الحاجة لإحصاءات معرفة أن النساء هن الأقل في استخدام الإنترنت والاستفادة من البيئة الرقمية المهمة لصالحهن في التعليم والصحة والقضايا النسوية المهمة في اليمن، وهذا لا يقع فقط في نوادي الإنترنت المنتشرة في المدن الرئيسية وقدرة النساء للدخول، واستخدام الحواسيب للوصول إلى الشبكة، ولكن بسبب عدم توفر الحواسيب إلا للذكور وعدد ضئيل للغاية من النساء، والعديد من العقبات التي تظهر أمام النساء ولا تظهر أمام الرجال من الراغبين في المشاركة السياسية في ظل مجتمعات تضع العراقيل أمام النساء وتدعم الرجل للوصول لمراكز صناعة القرار.
وفي موضوع الكتيب "دعم وصول المرأة الى البرلمان من خلال تكنولوجيا المعلومات" نجد أن النساء يحاربن عدد أكبر بكثير مما للرجل من عقبات ومنها:
البنية التحتية للإنترنت
تعتبر الإنترنت في اليمن الأكثر رداءة في العالم العربي والعالم حيث لا تتوفر لكافة المستفيدين على مستوى الانتشار، وتعتبر الأكثر بطأ والأقل سرعة، وقد وصلت حتى الدول التي تخوض حربا في الوقت الحالي كالصومال لمستوى إنترنت أسرع في مما هو موجود في اليمن، ولا تتوفر الإنترنت إلا في بعض المدن الرئيسية مثل صنعاء وعدن والحديدة وتعز بينما لا نجدها بنفس القوة والجودة في محافظات مثل المحويت وصعدة وذمار وغيرها من المدن.
ويزداد الأمر سواء عند الحديث عن الريف والذي لم يحصل على نصيبه من القدرة على الوصول للإنترنت، وربما يشارك المجتمع في هذا الأمر من خلال توجهه لخلق تكوينات وقرى صغيرة للغاية حيث تبلغ عدد المجمعات السكنية في بعض الإحصاءات 100000 مجموعة سكنية.
إن اليمن من الدول القليلة التي تجد فيها مساكن عددها من أربعة لعشرة تشكل قرية قائمة بذاتها، وهذا يجعل من قدرة الحكومة على تغطية هذه المجموعات السكنية متناهية الصغر بالخدمات الحكومية كالكهرباء والماء والإنترنت صعب للغاية، وخصوصا أن أغلب هذه المجموعات السكنية تتناثر بشكل عشوائي في أعالي الجبال أو تخوم الصحراء مما يجعل من تتبعها وخدمتها أمرا في غاية الصعوبة وعالي التكلفة.
ومن المهم الإشارة لشيوع وانتشار الهواتف النقالة، وهذا يجعل من القدرة على الوصول للإنترنت متاحة إلا أن ما يعيب الوصول إليها من خلال شبكات الهاتف النقال في اليمن صعبة المنال بسبب المبالغ الكبيرة التي يحتاجها الولوج للإنترنت من خلال شركات الهاتف النقال في اليمن، بالإضافة أنه ولنفس السبب الخاص بالتناثر السكاني لم تستطع الحكومة تغطية كل تلك المجاميع السكنية بالتعليم وهو يعتبر حجر الزاوية في القدرة على التعامل مع الإنترنت والهواتف النقالة والتكنولوجيا.
الفجوة في مستوى الاستفادة من الإنترنت بين الجنسين
ما زالت الإنترنت في بداياتها في اليمن، وهناك الكثير من الجمهور اليمني لم يلتفت لمدى أهميتها في الشأن العام والخاص، وغالبا ما يستفيد من الإنترنت الشباب، وخصوصا المتعلمين منهم والذين يعيشون في المدن الكبيرة مثل صنعاء والحديدة وعدن وتعز، وللنساء يزداد الأمر صعوبة بالنسبة للنفاذ إلى الإنترنت بسبب أن تعليم الفتاة في اليمن هو في أدنى مستوياته مما يجعلهن غير قادرات على الاستفادة بالشكل الملائم من التقنية في حياتهن العامة.
ومن نافل القول أن استخدامه النساء الإنترنت كداعم وصول النساء إلى البرلمان فيه صعوبة عالية وتوقع عالي وطموح في الوقت الحالي، وبالنسبة لدعم النساء في الأرياف لهذا الهدف فهذا يصبح ضرب من الخيال، وللأسف فحتى بالنسبة للمتعلمات من النساء واللواتي لديهن الرغبة والقدرة بالحصول على الخدمات التي تتيحها البيئة الرقمية إلا أن تواجدهن في مقاهي الإنترنت ضئيل للغاية بسبب أن انتشار هذه المقاهي في اليمن واكبه دخول واسع على المواقع الإباحية من قبل الشباب مما ساهم في شيطنة الإنترنت أمام الجمهور كما تم شيطنة السينما من قبل حتى أقفلت جميع دور السينما، وهذا مما ساهم في عدم قدرة الكثير من الفتيات رغم قدرتهن على التعامل مع الإنترنت بالدخول لمقاهي الإنترنت والاستفادة منها فالنساء في اليمن هن الأقل نسبة مقارنة بالذكور في الدخول إلى الإنترنت والاستفادة من البيئة الرقمية المتزايدة الأهمية بالرغم من حاجتهن الكبيرة لها.
وفي موضوع مساندة وصول النساء إلى البرلمان من خلال تكنولوجيا المعلومات فإن من المقبول أن نقول إن وصولهن إلى هذا المنصب يحتاج النساء النشطات في التعامل مع الأدوات الرقمية في الترويج والتوعية بأهمية هذا الأمر، ولكن للأسف حتى الأن ما زال أمام النساء الكثير من الوقت حتى تتطور البنية التحتية للإنترنت ويصبح لديهن القدرة على النفاذ ومن ثم مساعدة النساء الأخريات إلى الوصول لأماكن صناعة القرار.
الفجوة في الموارد والقوة
مما يميز هذه الفجوة أنها فجوة تاريخية وقديمة للغاية فالرجال هم من يسيطرون على الموارد المجتمعية والثروات في العالم أجمع، ولا وجود إلا لعدد قليل للغاية كسيدات الأعمال أو الموظفات في مراكز عليا، وينسحب الأمر على النساء والرجال من متوسطي الدخل أو الفقراء فسيطرة الرجال على الموارد والقوة هو إحدى خصائص الحياة المجتمعية بكافة طبقاتها.
إن عدم حصول النساء على الموارد والقوة يجعلهن غير قادرات على ممارسة الحق في القرار بمواصلة التعليم أو الدخول للإنترنت والاستفادة منها خصوصا أن ممارسة الرجال للقوة وهي هنا حق القرار في مسيرة الأسرة يجعل من الرفض لدخول النساء الإنترنت صعب مع رفض الرجال لأسباب يعدونها أخلاقية ومن ضمنها انتشار الإباحية، وإمكانية التحرش بالنساء عبر مواقع التواصل الاجتماعي وهذا ما سنناقشه لاحقا كإحدى أهم العقبات التي تواجه النساء للاستفادة من الإنترنت في اليمن.
العقبات الاجتماعية
تتراجع النسب الخاصة باستفادة النساء من الإنترنت بسبب العقبة الاجتماعية الخاصة بالمجتمع اليمني كمجتمع محافظ وتقليدي للغاية فيما يخصهن وحمايتهن من الممارسات الاجتماعية السيئة التي يمكن أن تواجههن في الشارع كالتحرش، وهذا من أهم الأسباب التي يرتكز عليها الرجل في اليمن لمنع المرأة من ممارسة حقوق أصلية لها كالحق في التعليم والعمل ناهيك عن ممارسة النساء الدخول للإنترنت والاستفادة منها.
ويرتكز الرجل في رفض دخول النساء الإنترنت على عقبات اجتماعية متأصلة مثل الأمية وعدم قدرة النساء على التعامل مع العالم الرقمي الجديد على الرجل اليمني ناهيك عن المرأة.
العقبات الثقافية
تأتي العقبة الثقافية الأولى في اللغة فالإنترنت يسيطر على جزء كبير منها اللغة الإنجليزية والتي تعمل على وجود عقبة عند المستخدمين في اليمن من الرجال والنساء من الاستفادة منها.
والعقبة الثانية هي التكنولوجية، ويعيب الغالبية من الرجال والنساء عدم قدرتهم على التعامل مع الأجهزة مثل الحواسيب والهواتف المتطورة والقادرة على إدخالهم عالم الإنترنت، وبالتالي تقل استفادتهم، وربما مع الوقت تتطور قدرة الجمهور على التعامل مع هذه الأجهزة ليرتفع عدد مستخدميها من الذكور والإناث مع التطور التقني والاجتماعي.
والسبب الثقافي الثالث في محتوى الإنترنت نفسها والتي أصبحت إحدى النوافذ المهمة لعرض الجنس والوصول السريع والرخيص له ما جعلها شيء معيب مجتمعيا ودفع باتجاه عدم قدرة النساء على الدخول الى مقاهي الإنترنت إلا في النادر.
وإجمالا فإن استفادة النساء في اليمن من الإنترنت ما يزال دون المستوى بكثير وذلك لأسباب كثيرة أولها تدني تطور البنية التحتية الكافية للوصول إلى الإنترنت في كل مدن اليمن فيما عدا المدن الكبيرة، وندرة وجود الإنترنت في القرى والأرياف بسبب التناثر الكبير للمجتمعات السكنية اليمنية، وعدم قدرة النساء على الحصول على الأجهزة الخاصة بالوصول إلى الإنترنت بسبب تفاوت الحصول على الموارد والقوة بين الرجال والنساء، وتعريف الإنترنت عند الغالبية من اليمنيين كوسيط لنشر الإباحية والتحرش بالنساء بالإضافة الى الأمية المنتشرة في النساء في اليمن بمعدلات أكبر من معظم دول العالم.
أصحاب المصلحة في دعم استفادة النساء من الإنترنت
النساء
لقد مرت الحركة النسوية العالمية بالعديد من العقبات التي ما زالت موجودة أمام النساء في اليمن، والتجربة النسوية العالمية كانت وما زالت قوية في المظاهرات، والمحافل الوطنية والمحلية ذات الصلة، وما يزال هناك مساحات للتطور في مجال حقوق النساء ومشاركة النساء في الشأن السياسي والاجتماعي والعلمي وغير ذلك من أوجه الحياة في المجتمعات العالمية.
وفي اليمن تحتاج النساء اللواتي يهدفن لدخول البرلمان لتحريك النساء في المجتمعات المحلية كي يساهمن في وصولهن نجو هدفهن، ويدرك الجميع أن هناك معوقات بالنسبة للنساء حيث يسيطر الرجل على الصوت الانتخابي للنساء وخصوصا في الأحياء الفقيرة والأرياف والتي تنتشر فيها الأمية والعنف ضد النساء والتعامل معهن كتابع لقرارات الرجل.
ويحتاج الأمر لنشاط مضاعف من قبل النساء المهتمات بالتطور السياسي للنساء للعمل مع النساء في المجتمعات المحلية واللواتي يشكلن قطاع سكاني هائل العدد وقادر على تغيير المعادلة الانتخابية لصالحهن.
وفي موضوع وصول النساء للبرلمان من خلال تكنولوجيا المعلومات فيجب على الناشطات الوصول من خلال النشر عبر الأدوات الرقمية للنساء المتفاعلات و القادرات على النفاذ للإنترنت وجذبهن للمساهمة في الوصول.
الحكومات
يجب على الحكومة أن تكون داعمة لوصول المرأة إلى البرلمان لتستطيع بذلك أن تثبت للعالم مدى ديمقراطيتها، ورغبتها في مشاركة النساء في صناعة القرار السياسي والاقتصادي والاجتماعي كمؤشر مهم للتنمية والحرية واحترام الحقوق الإنسانية.
ومن جهة أخرى فمن المهم للحكومة أن تبدأ بالاستماع إلى صوت مغاير يقدم رؤية النساء في قضايا التنمية لما لهذا الأمر من إثراء مسيرة المجتمع نحو التطور، ومن جهة ثالثة فإن مساعدة النساء للنفاذ للإنترنت سيعمل على رفع القدرة الاقتصادية للدولة بإضافة نصف المجتمع الخامل على البيئة الرقمية ليصبحن مستهلكات للخدمة التي تقدمها الدولة والقطاع الخاص.
وبعيدا عن النظرة البراغماتية والاقتصادية فمن واجب الدولة أصلا أن تعمل على سد الفجوة الرقمية ما بين النساء والرجال وأن تحفزهن لمناقشة قضاياهن على هذه المنصات الرقمية كي يستطعن استعمال الإنترنت لصالحهن وصالح قضاياهن.
إن وصول النساء لمواقع صناعة القرار سيعمل على الحل السريع لمعظم القضايا التي ترتبط بهن وتشغل بال الحكومة ومن ضمنها قضايا مستعصية على الحل مثل الصحة الإنجابية والمساواة بين الجنسين والترويج لحقوق النساء، وخصوصا تلك التي تضمنتها اتفاقية القضاء على كافة أشكال التمييز ضد المرأة أو الاتفاقيات التي احتوت على حقوق كل البشر بمن فيهم النساء كالاعلان العالمي لحقوق الإنسان والعهود والاتفاقيات الحقوقية الدولية.
القطاع الخاص
هنا يجب أن تكون المقاربة براغماتية ويجب القول أن إضافة نصف المجتمع اليمني إلى البيئة الرقمية سيضاعف أرباح القطاع الخاص بسبب زيادة عدد المستخدمين والمستهلكين للخدمة وبالتالي يفترض بالقطاع الخاص وخصوصا العامل في مجال الاتصالات وتقديم خدمة الإنترنت أن تصبح قضية نفاذ النساء إلى البيئة الرقمية أحد أولوياتها بصفته تنمية لعدد مستخدميها ومستهلكي خدماتها.
إن القطاع الخاص مؤهل للعمل ليس فقط على دعم أنشطة المجتمع المدني في تدريب النساء على التعامل مع البيئة الرقمية، ولكن في تقديم الدعم لإنشاء نوادي نسوية تستطيع منها النساء الدخول للإنترنت بأمان، والعمل على زيادة حجم التغطية في الاتصالات لتشمل الريف اليمني والمدن البعيدة ليصبح الوصول للإنترنت سهلا ومتوفرا للجمهور في أي مكان في اليمن، وبالإضافة لذلك يجب على القطاع الخاص العمل على الابتكار والتفكير في الحلول للوصول لجمهوره وتذليل الصعوبات للنفاذ للإنترنت للنساء والرجال على حد سواء
المنظمات الدولية
تهتم المنظمات الدولية بالنساء، والدفاع عن حقوقهن المحتفلة، وبناء قدراتهن ليصبحن مشاركات حقيقيات في التنمية، كما تدعم مشاريع حماية النساء من العنف وذلك بسبب ارتباط هذه المنظمات بالاتفاقيات الدولية الخاصة بحقوق الإنسان مثل الاتفاقية الدولية للقضاء على كافة أشكال التمييز ضد المرأة، والمنظمات الدولية العاملة في اليمن، والنشطة في حقوق النساء مؤهلات أن يعملن على بناء قدرات النساء في التعامل مع التقنية الرقمية، والتعامل مع أدواتها لمناقشة قضاياهن.
وما يميز المنظمات الدولية أنها كثيرة ومتنوعة الاهتمامات والتدخلات والفئات الإنسانية التي تستهدفها من أنشطتها ومشاريعها فهناك عدد مقبول من المنظمات الدولية ووكالات الأمم المتحدة مهتمة بالمرأة كفئة إنسانية مهمة في أي مجتمع، وهناك منظمات ووكالات الأمم المتحدة مهتمة بالتنمية في مجال المعلومات والاتصال والإنترنت.
وهناك فرص للعمل على مساندة وصول النساء الى البرلمان عبر دعم الحكومة اليمنية ومنظمات المجتمع المدني اليمنية والجمعيات النسوية في تدريب وبناء قدرات النساء وتشكيل مشاريع ضغط ومناصرة على الواقع والبيئة الرقمية توصل المرأة اليمنية إلى البرلمان بالإضافة لبناء قدرات الدولة في البنية التحتية الرقمية، وتصميم قوانين وسياسات تحفز الجمهور للتعامل مع البيئة الرقمية، وتحمي حقوقه في هذه البيئة وعلى رأسها الحق في التعبير، وحرية الرأي والحق في التجمع، و التنظيم، والحق في المشاركة السياسية.
منظمات المجتمع المدني المحلية
لها الدور الأكبر في العمل لأجل النساء لاستخدام بيئة العمل الرقمية، وذلك من خلال النشاط لتمكين النساء من التعامل معها، واستثمارها لصالحهن، ولصالح إجراء تغييرات في حياتهن بشكل خاص، وفي المجتمعات بشكل عام، وهناك أدوار كثيرة تقوم بها المؤسسات المحلية لأجل مساعدة النساء للوصول إلى البرلمان من خلال تكنولوجيا المعلومات.
وتتنوع هذه الأدوار بسبب تنوع هذه المنظمات ففي البدء يمكن للمنظمات المحلية ذات التوجه الرقمي العمل على صناعة مشاريع لبناء قدرات النساء في النفاذ للإنترنت، ومواضيع الأمن الرقمي، وبناء الحملات على الإنترنت، وبناء واستخدام المدونات وصناعة الحملات على الشبكات الاجتماعية وغيرها.
ويمكن استثمار الرجال المناصرين لهذه القضية في العمل لأجل حقوق النساء في المستقبل، وفي سياق آخر يمكن للمنظمات المحلية التي تعمل في مجال النساء وحقوقهن العمل على صناعة مشاريع لمناصرة وصول النساء للإنترنت، ومشاريع مناصرة لدعم وصول النساء إلى البرلمان على أرض الواقع، وفي البيئة الرقمية، كما يمكن لبعض المؤسسات ذات التوجه القانوني والسياسي العمل على اقتراح السياسات العامة التي تحفز على الاستخدام الجيد للإنترنت.
وتعطي النساء الأولوية في استخدام التقنية، والمنظمات العاملة في مجال الإعلام لديها دور في صناعة مشاريع إعلامية تروج لحق النساء في النفاذ للإنترنت، وحق النساء في المشاركة السياسية ووصولهن إلى البرلمان ككيان سياسي ذو أهمية فريدة في مؤسسات الدولة.
ومن الممكن للحركات النقابية العمل على الضغط على المؤسسات التي تتبعها كل نقابة لتعطي الأولوية للنساء في كل مؤسسة حكومية أو من القطاع الخاص في بناء القدرات والتعامل مع البيئة الرقمية، كما أن للجامعات والمعاهد التقنية والمجتمع الأكاديمي دور كبير في تصميم مساقات تدريبية جيدة للنساء تجعلهن قادرات على النفاذ بسهولة ويسر للإنترنت، ووضع الدراسات التي تبين أهمية تواجد النساء على الإنترنت، وأهمية تواجد النساء في أماكن صناعة القرار مثل البرلمان، ومنظمات المجتمع المدني المحلية بسبب من تنوعها وانتشارها ورغبتها في التطوير هي الرافعة والمحقق الأساسي لمساندة وصول المرأة إلى البرلمان من خلال تكنولوجيا المعلومات.
المجتمع المحلي
إن دعم نفاذ النساء للإنترنت كمرحلة أولى تتطلب من قطاعات مجتمعية عديدة العمل على الترويج لمدى الفائدة المرتقبة من هذا النفاذ، والعمل على الترويج لقيمة الإنترنت في التنمية وتقليل مستوى التخوف من المجتمعات منها كبيئة مليئة بالإباحية والتحرش وهذا يقع على صناع القرار في المجتمعات المحلية الصغيرة مثل القرى والحارات، وكذا خطباء الجوامع كأحد المؤثرين في الفكر الاجتماعي في المجتمعات الصغيرة، وهذا بالإضافة الى المسئولين المحليين على مستوى السلطات المحلية، والصحف المحلية، والعاملون في قطاعات فكرية بداخل المجتمع المحلي مثل المعلمين والمعلمات والجمعيات المحلية والنساء من القيادات المحلية، ومن ثم يمكن الحديث عن وصول المرأة إلى البرلمان من خلال تكنولوجيا المعلومات والنجاح في تحقيق هذا الهدف.
خطة عمل مساندة وصول المرأة إلى البرلمان من خلال تكنولوجيا المعلومات
تحدثنا في الأبواب السابقة عن حق النفاذ للنساء للإنترنت كخطوة أولى تجعل من النساء قادرات على التمتع بالبيئة الرقمية وأدواتها لصالحها، بالإضافة إلى الحق في المشاركة السياسية، ولكن في هذا الباب سنحاول التخصص أكثر في الطريقة الرقمية لمساندة وصول النساء إلى البرلمان من خلال خطة عمل رقمية.
ولنأخذ السيدة "س" كمرشحة لديها نفس هدف هذه الورقة، فما الذي يمكن أن تقوم به لتحقيق هدفها من خلال خطوات عملية، وصناعة حملة على الإنترنت لا تختلف عن صناعة حملة على أرض الواقع، وما يختلف هو الأدوات، وسنقدم بعض الخطوات العملية في إنشاء الحملات، ومن ثم سنقدم بعض الأدوات الرقمية التي يمكن استخدامها والاستفادة منها، وفي موضوع صناعة الحملات فإن أي حملة تمر بالخطوات التالية:
أولا: الخطوات العملية
الجمهور
يجب على المرشحة" س" العمل في البدء على التعرف على الجمهور الخاص بها، وهم في الغالب أصحاب المصلحة الذي تم التحدث عنهم في الباب الثاني ونقصد النساء والحكومة والقطاع الخاص والمنظمات الدولية ووكالات الأمم المتحدة والمنظمات المحلية غير الحكومية والمجتمع المحلي.
وفي الحملات ينقسم أصحاب المصلحة لثلاث أنواع من المتفاعلين مع القضية محل اهتمام السيدة " س" وهي مساندة وصول المرأة إلى البرلمان من خلال تكنولوجيا المعلومات وهم:
1. المتفاعلين الإيجابيين مع القضية وهؤلاء يمكن للسيدة " س" العمل على تعريفهم أكثر بالقضية ودعوتهم لمناصرتها، والتعاون معها للوصول إلى الهدف الذي ترغب به.
2. المحايدين وهم غير الراغبين بالتفاعل مع القضية وهؤلاء يستحقون الكثير من الجهد لجذبهم باتجاه التفاعل الإيجابي للقضية والعمل عليها.
3. المتفاعلين السلبيون وهم من يعارضوا قضية السيدة "س" وهؤلاء يجب النقاش معهم والتعرف على وجهة نظرهم، ومحاولة الوصول معهم أن يكونوا متفاعلين إيجابيين مع القضية أو على الأقل تحييدهم عن التأثير السلبي على الهدف المنشود.
ومن الأهمية بمكان تحديد كل قسم من أقسام الجمهور الذي تستهدفه السيدة " س"، ووضع حملة إعلامية لكل منهم، ما بين إثرائية للإيجابيين، وتعريفية للمحايدين، وحملات لإقناع المتفاعلين السلبيين وفهمهم وتصميم المحتوى الخاص بكل منهم.
المحتوى
هو العصير "إن صح التعبير" والذي يشكل الأفكار، والمفاهيم، والتجارب، والخبرات، التي تحتويها الحملة التي تقوم بها السيدة "س" ويقدم حقائق وأدلة إقناعية حول أهمية وصول النساء إلى البرلمان، ويمكن أن يكون، نصوص علمية وإخبارية، وقصص سردية، وأشعار، ورسوم كاريكاتير، وفنون تشكيلية، وغيرها من وسائط تقديم المحتوى, ويمكن العمل على البيئة الرقمية من خلال تقديم تلك النصوص عبر موقع مخصص للحملة أو مدونة مجانية أو صفحات على الشبكات الاجتماعية أو قنوات مرئية، ويجب التركيز عبر كل هذه الأدوات على الرسالة الرئيسية للحملة والتي ترغب السيدة " س" في إيصالها للجمهور.
الرسالة
هي العنوان الرئيسي للحملة والتي تبرز الهدف الخاص بالسيدة "س"، والتي يجب أن تكون بسيطة وجميلة ومركزة وإقناعيه وتقدم القضية بشكل مفهوم، وتعطي معلومات حول أهمية القضية ومثيرة للاهتمام، وقابلة للتداول في محيط الجمهور بشكل سريع.
التشبيك
لا أحد يعمل وحيدا، ومن قام بالعمل وحيدا مصيره الفشل، فالعمل مع الناس يحتاج لقدرات وموارد بشرية هائلة، وخصوصا في القضايا الوطنية والتي تمس حياة جزء كبير من المواطنين كالنساء، وبالتالي فيجب على السيدة "س" التشبيك مع أصحاب المصلحة، وخصوصا المتفاعلين إيجابيا مع قضيتها، والاستفادة من خبراتهم، وتجاربهم، ومواردهم للوصول للجمهور، وبالأخص المنظمات الدولية، ووكالات الأمم المتحدة، ومنظمات المجتمع المدني المحلية، ووسائل الإعلام المحلية التقليدية، وبما أننا نتحدث على البيئة الرقمية فيمكنها أن تعمل على التشبيك مع الفاعلين والمؤثرين في هذه البيئة من المفكرين والصحفيين والنشطاء ومشاهير الإنترنت من المدونين وأصحاب المواقع الشخصية أو الإخبارية.
المشاركة
يحتاج التشبيك مع كل من ذكر لمشاركتهم المعلومات والخبرات والأخبار والقصص التي تواكب الحملة بما فيها القصص الإنسانية التي تدعم هدف الحملة أو التغطية الإعلامية الكاشفة حول أهميتها وهدفها بالنسبة للنساء في اليمن، ومشاركة أي حدث في الحملة من ندوات وورش العمل ومؤتمرات صحفية ولقاءات مع جميع الشركاء ليكونوا على إطلاع بكل مجريات الحملة ومتى وأين يمكنهم المشاركة في تحقيق هدفها.
المراقبة
تحتاج السيدة "س" أن تكون هي وفريقها مراقبين لكل تفصيله من تفاصيل الحملة بحيث يستطيع الجميع معرفة الجوانب الإيجابية والتفكير في إمكانيات تكثيفها، والجوانب السلبية والتفكير في كيفية الحذر من الوقوع فيها أو تكرارها، والتعرف على أي إنحراف في مسار الحملة نحو هدفها النهائي.
التقييم
وفيه يتم العمل من خلال السيدة" س" وفريقها على تقييم جميع الأنشطة والفعاليات التي تمت في سبيل تحقيق هدف الحملة والتعرف على جوانب القصور في الحملة وكيفية إيجاد الحلول لهذه الجوانب ومن ثم العمل على إعادة الحملة إلى مسارها الصحيح.
التحليل
إن أي عمل مهم يتعامل فيه الفرد أو المؤسسة مع الجمهور يحتاج للمعلومات والبيانات لتحليل الاتجاهات والتغيرات في أفكار الجمهور باتجاه تحقيق هدف الحملة التي تقوم بها السيدة "س" وبالتالي لا بد في جميع مراحل الحملة وفي نهايتها من القيام بتحليل جميع ما رافق الحملة من معلومات وبيانات وخبرات للتعرف على كيفية استثمارها لصالح الحملة.
الأدوات الرقمية التي تسهم في مساندة وصول النساء إلى البرلمان
بالطبع ما يزال هناك حاجة ماسة و كبيرة للأدوات التقليدية للوصول للجمهور للترويج لقضية السيدة " س" في ماراثون وصولها إلى البرلمان اليمني من قبيل التلفزيون والإذاعة الحكومية منها، وغير الحكومية، والصحافة الورقية الرسمية والخاصة والحزبية، بالإضافة للفعاليات الواقعية كورش العمل والندوات واللقاءات والمؤتمرات، مع أهمية الإشارة لبعض الأدوات الإعلامية الملموسة مثل النشرات والمجلات والقمصان واللواصق والكتب واللوحات والتقارير والبيانات الصحفية وغيرها، وسوف نركز على بعض الأدوات الرقمية التي يمكن للسيدة " س" أن تستفيد منها في حملتها للوصول إلى البرلمان وهذه الأدوات الرقمية هي:
المواقع
ونقصد به موقع الحملة والذي يجب أن يحتوى على كل منتجات الحملة الورقية بشكل إلكتروني قابل للتنزيل والمشاركة من قبل المستخدمين، والمواقع الخاصة بالشركاء الذي تم التشبيك معهم والذين يتشاركون المعلومات الخاصة بالحملة ليسمح لهذه المعلومات بالانتشار من خلال وجودها في أكثر من موقع، وكذا المواقع الإخبارية وهي متواجدة بقوة في الإنترنت، و تعتبر منصة لنشر أخبار الحملة وتفاصيلها لضمان وصولها لأكبر عدد من الجمهور والتأثير فيهم، وبالتالي يجب على السيدة "س" وفريقها الاهتمام ببناء موقع جميل وجذاب وفيه كل ما تحتويه الحملة من معلومات وأخبار وقصص وصور وفعاليات والتشبيك أيضا مع المواقع الشريكة والمواقع الإخبارية المشهورة.
المدونات
بدأت المدونات في الوقت الحالي تتزايد أهميتها بسبب سهولة استخدامها من قبل الأفراد وتعبئتها بالمحتوى، وأصبح هناك تشبيك بين المدونين أنفسهم للتفاعل مع أي قضية حقوقية أو اجتماعية والتأثير فيها بالكتابة والرصد والتفاعل، وبالتالي يمكن العمل مع المدونين خصوصا المتفاعلين إيجابيا مع الحملة التي تقوم بها السيدة "س" للكتابة حول حملتها وأهدافها ونتائجها وأهميتها والترويج للحملة على مدوناتهم المجانية في محيط القراء الذين يتفاعلون مع ما يكتبونه على مدوناتهم، ويمكن التشبيك مع المدونين أو حتى صناعة شبكة من المدونين أنفسهم يقدمون أنفسهم كشركاء في الحملة ونجاحها.
قنوات الإنترنت
قد يحدث أن يصبح الظهور على القنوات التلفزيونية التقليدية صعب بسبب تكلفة الإنتاج التلفزيوني أو عدم رغبة القنوات في التفاعل مع الحملة التي تقوم بها السيدة "س" لمساندة وصولها أو وصول النساء إلى البرلمان، ومن المعروف أن اللقاء الشخصي مع الجمهور عبر الشاشة له تأثير كبير على اهتماماتهم وقناعاتهم، وخصوصا أن بعض الوسائل الطباعية مثل المجلات والبروشورات قد لا تصل للجمهور بسبب تكلفتها الطباعية أو انتشار الأمية، وبالتالي فالتواجد على الشاشات يضمن وصول السيدة " س" للجمهور وتقديم القصص والمعلومات بشكل شفوي لهم من خلال الشاشات، ولقد وفرت الإنترنت القدرة لكل شخص على فتح قناة خاصة به من خلال المواقع المرئية والتي تقدم خدمة رفع ملفات الفيديو ومشاركتها مجانا وبالتالي يجب أن تكون هذه الأداة المرئية إحدى أهم الأدوات التي يتم العمل على تطويرها والظهور من خلالها على الجمهور.
إذاعات الإنترنت
وعلى نفس النسق قد لا تجد السيدة" س" التفاعل المطلوب من الإذاعات الرسمية وغير الرسمية للتواجد على أثيرها والتحدث مع الجمهور، وهذا ما وفرته الإنترنت من خلال المواقع التي تقبل الملفات الصوتية ورفعها ومشاركتها على المواقع الأخرى، والشبكات الاجتماعية، وبالتالي يجب أن يكون هناك حساب رسمي للحملة على أي موقع من المواقع التي تتيح رفع الملفات الصوتية ومشاركتها لتصبح إذاعة الحملة على الإنترنت والتي تصل من خلالها السيدة " س" لجمهورها.
الشبكات الاجتماعية
بدأت الشبكات الاجتماعية تأخذ حيزا كبيرا من اهتمام الجمهور في اليمن والعالم فهي مواقع تتيح مشاركة الأخبار، والاهتمامات، والصور، والفيديوهات، والتسجيلات الصوتية بين الشخص وأصدقائه أو متابعينه لتحظى مشاركاته بالتفاعل والمشاركة من قبل المستخدمين للشبكات الاجتماعية مما جعل من تكوين الحملات عليها مجديا، ومن أشهر هذه الشبكات موقع فيسبوك، وبالتالي يجب على السيدة "س " العمل على تكوين صفحة خاصة بالحملة في الشبكات الاجتماعية الرائجة في اليمن، ومشاركة أخبار وصور وفيديوهات وتسجيلات وفعاليات الحملة مع الجمهور ليستطيعوا المشاركة في نجاح حملتها على الإنترنت بالتوازي مع نجاح حملتها على أرض الواقع.
خاتمة
بالطبع هناك الكثير من الأدوات الرقمية التي يمكن من خلالها للراغبة يتكوين حملات على الإنترنت استثمارها للوصول للجمهور، ولكن تم التركيز هنا على الأدوات الرقمية الرئيسية و الرائجة في المجتمع اليمني وخصوصا تلك المتعلقة بمواقع مشاركة الفيديو أو الشبكات الاجتماعية كأهم أداتين في نجاح الحملات في اليمن، وبالطبع ما يزال تأثير الإنترنت ضعيف مقارنة بتأثيره في المجتمعات المتطورة في العالم، ولكن هذه الورقة حاولت أن تقدم بعض الأفكار المبدئية، ولا بد أن أدوات الإنترنت ستتطور كثيرا من جانب، وعدد المستخدمين لها واحترافيهم في التعامل معها كي يتطور من جانب آخر.
إن الكتيب يمكن أن يستخدم للتعرف على خطوات أي حملة على الإنترنت يقوم بها فرد أو مجموعة أفراد أو مؤسسات وتقريبا كل الحملات متشابهة في الطرق والأدوات ولكنها تختلف في الأهداف التي تخدمها وهذا ما يعنون الكتيب بمساندة وصول المرأة إلى البرلمان من خلال تكنولوجيا المعلومات.