Fri,May 09 ,2025

أطفال الشارع والأطفال المتسولين

2025-04-23


كيف بدأ العنف بعامة.. هذا هو السؤال الذي يتبادر إلى الذهن عند أول احتكاك بمفهوم العنف بعامة أهو عند بداية أول عملية قتل في التاريخ.. أهو عند أول لحظة احتياج للطعام والبحث عن فريسة لالتهامها من قبل الإنسان.

وإذا كان العنف قد يعتبر مفهوما في سبيل البحث عن الغذاء في إطار الحفاظ على الحياة والحرب في إطار الدفاع عن النفس فأين يكمن الفهم والقبول في العنف ضد الأطفال.

إن الأطفال بما هم كذلك يجعل من المفترض أن يكون العمل على حمايتهم من العنف والاستغلال والإساءة من الأولويات ضمن أي نطاق سواء كان نطاق الأسرة أو نطاق الشارع والمدرسة أو نطاق المجتمع بشكل عام.

ويعاني الأطفال من الكثير من أوجه العنف الموجه ضدهم والناتج عن قيم ثقافية وسلوكية واجتماعية وحتى سياسية واقتصادية.

فكل هذه القضايا أو المشاكل أو السمات الاجتماعية تساهم بشكل كبير إما في تفشى العنف أو في مناهضتها.

وبالنسبة لأطفال الشارع فإن هناك العديد من أوجه العنف الموجه ضدهم سواء كان ذلك من المجتمع المحيط بهم وخصوصا في نطاق الأسرة أو من حلال الشارع وعنف الأقران أو حتى من خلال المدرسة وكذا المؤسسات الرعائية والعقابية التي تحتضن هؤلاء الأطفال لتحميهم ولكنها تقع في نفس المحظور الذي تناهضه وهو العنف ضد الأطفال.

إن العنف ضد الأطفال بعامة والعنف ضد الأطفال في الشارع والأطفال المتسولين يقع بشكل كبير في الكثير من الجهات التي يفترض بها أن تقدم الرعاية والحماية للأطفال وهذا ما يشكل مشكلة حقيقية تستدعي الحلول الفورية.

وبالنسبة لأطفال الشارع فإن أنماط العنف الموجه ضدهم تتمثل أول ما تتمثل في بقائهم في الشارع أساسا بما يشكله الشارع من قيم وعادات قد تصيب الطفل بأشكال متنوعة من الإصابات النفسية والجسدية وحتى السلوكية والعقلية وكذا فإن عدم ذهاب أغلب أطفال الشارع إلى المدرسة يعتبر في شكل من أشكاله عنفا يترتب عليه ضياع مستقبل الطفل ويمكن اعتباره من أنواع العنف المتمثل في المعاملة بإهمال أو بمعاملة تنطوي على إهمال.

وكذا فإن ما يقع من عنف على أطفال الشارع متمثلا في الاستغلال من قبل الكبار سواء كان هذا الاستغلال اقتصاديا من عبر العمل في مهن هامشية أو ذات خطورة على الطفل ولساعات عمل طويلة يعتبر وبشكل كبير عنف موجه ضد الأطفال.

ويصبح الاستغلال أكثر خطورة على حياة الطفل ومستقبله إذا كان موجها نحو جنس الطفل واستغلال جسده من قبل بعض الكبار والذين يعتقدون بسهولة انتهاك جسد الطفل فقط لأنه بلا حماية مدركة من قبلهم وهذا من الممكن أن يكثف من تكرارات الانتهاك وديمومته وتكثيف خطورته على الطفل.

وإن العمل على حماية الطفل يعتبر من الأولويات التي يجب أن تعتمدها كل دولة وكل مجتمع بما فيه مؤسسات المجتمع المدني وعلى رأسها مؤسسات المجتمع المدني الخاصة بالطفولة.

وإن العنف ضد الأطفال في الشارع والأطفال المتسولين يأتي أيضا من خلال المشكلات الصحية ومدى تفاقمها على الطفل وإهمال صحة الطفل في الشارع وكذا إحداث عاهات في بعض الأحيان للطفل وخصوصا إذا كان سيعمل في التسول لاستدرار عطف المجتمع وهذا يعتبر من ناحية من أفظع الانتهاكات والعنف الموجه ضد الأطفال.

إن أطفال الشارع يجب أن يتمتعوا بأقصى قدر يمكن بلوغه من الحماية لأجل حياتهم ولأجل أن لا يكونوا في المستقبل عاهة مجتمعية ومجرمين يعيثون في الأرض فسادا وهذا هو جزاء التجاهل والإهمال للطفل في الشارع والأطفال المتسولين.

حماية أطفال الشارع والأطفال المتسولين من العنف والانتهاك والاستغلال وسوء المعاملة والإهمال.

يعتبر أطفال الشارع والأطفال المتسولين من أهم الفئات التي تحتويها قضايا الطفولة وتهم النشطين في مجال حقوق الطفل وهي الفئة التي تتعرض لكم كبير من الانتهاك والعنف والاستغلال وذلك لظروفها التي دفعتها إلى الشارع وإلى كونها تعنى بأطفال مما يزالون دون السن الذي تتيح لهم معرفة جوانب الخير والشر كما أنهم في سن لا تتيح لهم معرفة ما يضر وما ينفع بشكل دقيق وذلك بالنسبة لمستقبلهم بشكل كبير.

وندرك ذلك من خلال استعمال أو استغلال الأطفال في العديد من الأنشطة التي تعرضهم للمرض والجهل والفقر كـ جوانب تساهم في تقديم فرد فاسد إلى المجتمع على المستويين المتوسط والبعيد.

ويتكاثر أطفال الشارع بأعداد متزايدة كل يوم تدفعهم إلى ذلك الفقر والهجرة من الريف إلى المدينة وشدة الازدحام في البيت أو حتى التمرد على بعض قيم وأوامر البيت وصولا إلى المعاملة العنيفة أو المعاملة بإهمال أو حتى المنطوية على إهمال التي تمارس ضدهم في البيت.

وتعتبر المدرسة أيضا من الأماكن التي تساهم في نشوء هذه الظاهرة إلى حد بعيد وذلك عبر الكثير من المدارس ما زالت تأخذ رسوما على خدماتها التعليمية حتى مع مجانية التعليم وكذا بسبب العنف في المدارس سواء من قبل المدرسين أو القائمين على العملية التعليمية في المدرسة وصولا إلى العنف بين الأقران وانتهاء بالزحام الشديد في المدارس وسوء المنهج التعليمي بحيث تكون المدرسة بيئة طاردة للطفل ويتكون لدينا طفل شارع حتى من دون علم أهله الذين يعاملون قضية تواجد الطفل في المدرسة أو عدمها بإهمال ولا يوجد متابعة للأطفال خصوصا في السن التي تمتد ما بين الثانية عشرة والثامنة عشرة عاما.

ويوجد الأطفال في الشارع إما بغرض اللعب والترفيه بعيدا عن رقابة الأهل وبعيدا عن العنف في المدرسة في ظاهرة هي أقرب إلى التسرب من التعليم ولكنه تسرب بقرار فردي من الطفل وهو تسرب غير منهجي بالضرورة إلا إذا تحول إلى قرار نهائي من قبل الطفل أو من قبل الأهل الذين يبعدون الطفل عن المدرسة ودفعه إلى العمل أو التسول الخ..

وغالبا ما يعمل الأطفال في الشارع بسبب من الأهل أو حتى من قبل الكبار بعامة وذلك لرخص تكلفة عمالة الأطفال وعدم وجود آليات لحماية حقوق الطفل العامل وضعف بنية الرقابة في هذا المجال ورغم أننا تحدثنا على أن ورقة العمل ستتخصص في أطفال الشارع والأطفال المتسولين إلا أننا عرجنا رويدا رويدا إلى عمالة الأطفال وحقوق الطفل في التعليم والرفاه والحماية لما لكل هذه القضايا من ارتباط يجعلها تتمركز في نقطة بؤرية واحدة وهى الطفل فـ العنف ضد الأطفال يوجد في كل تصنيفات الطفولة الحالية ابتداء من الأطفال في النزاعات المسلحة وانتهاء بالأطفال في البيت أو الشارع أو المدرسة بما بينهما من عمالة الأطفال وتهريب الأطفال الخ.

إن كل قضايا الطفولة مترابطة وإن كان لكل قضية خصوصياتها إلا أن هذا لا ينفى أن كل هذه القضايا يربطها خيط واحد وهو في نظري يعنى الثقافة وإن كان يعنى في نظر آخرين ربما الاقتصاد أو الحالة السياسية للبلاد الخ إلا أنه ومن وجهة نظري تعتبر الثقافة المجتمعية هي عقدة المشكلة والتي أن فكت تنفك المشاكل التي ترتبط بالطفولة ويأتي هذا ضمن محاور الورقة.

إن الثقافة هي كما قلنا الحل الجذري لمشاكل الطفولة والمجتمع بعامة والتي يجب العمل على أن تعطى الكثير من البحث والدراسة ليس لواقع الطفل فقط أو واقع أطفال الشوارع بمعنى أكثر خصوصية ولكن بمعنى المجتمع ككل.

ومن هنا سيكون المدخل إلى محور هذه الورقة والتي تحاول معالجة قضية حماية أطفال الشارع والأطفال المتسولين من العنف والانتهاك والاستغلال وسوء المعاملة والإهمال.

إن تفعيل طرق ومفاهيم الحماية وكذا التوعية بأساليب وطرق الانتهاك والاستغلال والعنف في المحيط الخاص بالطفل (الآباء – الأمهات – المدرسة – الشارع) هو حراك ثقافي في الأساس يستلهم من القيم الإسلامية والعالمية بنوده ومواضيعه وعناصره ومفاهيمه وإن تفكيك الثقافة المسيطرة وخصوصا الثقافة المرتبطة بالأساليب العنيفة في التنشئة والتأديب والتربية هو أيضا تفكيك لقيم ثقافية سلبية تحيط بالمجتمع وتلقى قبولا كبيرا.

وإن وجود تقارير ودراسات وأبحاث إحصائية ونظرية وتاريخية عن العنف وعن نشوء ظاهرة وقضية أطفال الشارع يدخل من باب التثقيف لكل من يحيط بالطفل فالحماية أولا والثقافة هي الأداة الرئيسية في الحماية إما عن مفاهيم العنف والثقافة فسوف نفصلها في المحاور التالية ولكن من المهم الإشارة إلى دور الثقافة في حماية الطفل وخصوصا حماية طفل الشارع مع الأخذ في الاعتبار إن الكثير من القيم الثقافية المستوردة في مجال انتهاك الطفل يجب أن تحاط بالدراسة والتفكيك والبحث عن حلول جذرية لها وإن الماضي ومفاهيمه وثقافته وإن المستقبل وتنبؤاته وثقافته يحويان الكثير من أشكال العنف والانتهاك والاستغلال ضد الأطفال وإن العمل على أن يكون للثقافة الدور الأكبر في حماية الطفولة بعامة وحماية أطفال الشارع بخاصة والأطفال المتسولين هو العمل الأكثر جدوى.

العنف الممارس ضد الأطفال في الشارع والمتسولين عبر معرفة مفهوم العنف كعنف.

ما هو العنف وما هو الاستغلال وما هو الانتهاك كلمات ارتبطت بقضايا الطفولة وقضايا أطفال الشارع بعامة ونحاول هنا أن نجد بعضا من التعاريف والشروحات الخاصة بهذا المفهوم والعنف كلمة ارتبطت بالكثير من التعريفات التي تحاول أن تفسر هذه الظاهرة إن صح التعبير وتقدم لها حلولا.. حتى وأن كانت نظرية إلا أنه تدعم من مفهوم حماية الطفل فـ العنف في التعاريف هو كما عرفت الاتفاقية الدولية لحقوق الطفل العنف الموجة ضد الأطفال ب" كافة أشكال العنف أو الضرر أو الإساءة البدنية أو العقلية أو الإهمال أو المعاملة المنطوية على إهمال أو إساءة المعاملة أو الاستغلال بما في ذلك الإساءة الجنسية " كما أن للعنف تعريفات أكثر في العديد من الأدبيات المعاصرة والتي حاولت أن تكشف عن مفهوم العنف من جوانب مختلفة ومن هذه التعاريف أيضا تعريف العنف بأنه " استخدام وسائل إكراهية لتحقيق الأهداف " وكذا هو " القوة الجسدية التي تستخدم للإيذاء أو الإضرار " وكذا يتم تعريف العنف على أنه " عدوان متطرف يهدف إلى إحداث ضرر بالغ أو تحطيم للأشخاص أو الأشياء أو التنظيمات " وهو أي العنف " سلوك أو فعل يتسم بالعدوانية يصدر عن طرف فردا كان أو جماعة أو طبقة اجتماعية أو دولة بهدف استغلال وإخضاع طرف آخر في إطار علاقة قوة غير متكافئة اقتصاديا واجتماعيا وسياسيا مما يتسبب في إحداث أضرار مادية أو معنوية أو نفسية لفرد أو جماعة أو طبقة اجتماعية أو دولة أخرى".

الثقافة المجتمعية ودورها في تكثيف والإسهام في تفاقم قضية أطفال الشوارع ودورها في حل هذه القضية.

ما هي الثقافة وما هو دورها في تكريس العنف ضد الأطفال في الشارع بل والأطفال بعامة وهل هناك في الثقافة الحديثة والمستوردة منها خاصة أشكال من العنف الموجة ضد الأطفال وأطفال الشوارع عنف واستغلال وهل الثقافة والقيم والمفاهيم الموجودة فيها تشكل عاملا محفزا للعنف ضد الأطفال وأطفال الشوارع بصفة خاصة أم جدارا عازلا ضد هذا العنف إن فهمنا لهذا ينبع من فهمنا لمفهوم الثقافة بعامة وهو " ذلك الكل المركب المتكون من القيم والمعايير والأعراف والعادات والتقاليد والمعتقدات والشرائع والفنون والآداب والوسائل المستخدمة في الحياة اليومية في أي مجتمع من المجتمعات "

تقديم بعض أشكال العنف الممارس ضد أطفال الشارع والأطفال المتسولين.

نستطيع القول أن العنف ضد الأطفال في اليمن منتشر في أشكال منه وغير منتشر من في الأشكال الأخرى إلا من جانب غير منظور ولا يحتمل كونه ظاهرة مجتمعية وينطبق هذا على نوع العنف ضد الأطفال إذا كان عنف لفظي أو عنف جسدي أو عنف جنسي ومن انواعها العنف اللفظي في اليمن ضد أطفال الشارع والأطفال المتسولين والعنف اللفظي هنا في اليمن لا يحدث في الغالب داخل نطاق الأسرة بقدر ما يمارس في الشارع وخصوصا بين الأقران و الذين يدخلون في عراكات سريعة تتخللها ألفاظ مهينة لبعضهم البعض ولكنها تتميز في الغالب كونها سريعة الاشتعال وسريعة الانطفاء بالنسبة للأطفال فيما بينهم البين إلا في حال أن يكون هذا الطفل ضمن عصابة معينة ممن يعملون فى الشارع فعادة ما تتطور الصراعات لتصبح أكثر قوة وعنفا بين الأطفال بعضهم بعض وهناك ألفاظ تدخل في باب العنف تمارس على الطفل في الشارع وخصوصا من الكبار وتأتى هذه الألفاظ لأسباب ربما تأتى من الطفل نفسه كـ رفض الانصياع لأمر ما أو العراك مع الأطفال الآخرين التابعين إلى أحد الكبار في محيط الشارع.

وتتغير الألفاظ من بيئة إلى أخرى في الشارع فالألفاظ في السوق قد تتغير عنها للأطفال في الحديقة وتتغير أيضا نسبة إلى أصل الطفل الريفي نفسه أو إذا كان قادما من بيئة غير البيئة التي ينتمي إليها وهذا يحدث كثيرا في ظل الهجرة الضخمة من الريف إلى المدينة وغالبا ما يكون العنف اللفظي في محيط أطفال الشارع وخصوصا أثناء العراك جارحة جدا وفضائحية " إن صح التعبير " بين الأقران أو بين الأطفال والكبار ولا تتغير نفس الألفاظ عند المزاح ولكن طريقة استقبالها تختلف وكذا طريقة إرسالها من طفل لطفل أو من كبير لطفل أو حتى من طفل لكبير ما وتكون الألفاظ هنا عبارة عن قذف الأمهات وفى الغالب أو أن تكون كتبادل للألفاظ بين الأطفال وأقرانهم وبين الأطفال والكبار عن ما يمكن تسميته بالمداعبة اللفظية التي تحوي ربما على رسائل مستقبلية للطفل ومن هنا تكمن خطورة العنف اللفظي في شريحة أطفال الشارع حيث تعتبر كـ إهانة للطفل ومؤثرة جدا على نفسيته وكذا تكمن خطورتها بصفتها رسائل من الكبار إلى الصغار أو حتى بين الأقران قد تتحقق في المستقبل مع تكررها ومحاولة تحقيقها.. لتتحول إلى بداية انتهاك جسدي ولتصبح في النهاية استغلال جنسي للطفل من الكبار في محيط الشارع وهذا أيضا يحيط الطفل بآثار ليس أقلها التعلم من الشارع ألفاظ جارحة تدخل في نطاق القذف تظل معه إلى النضوج ويستعملها حتى وهو ناضج ضم نطاق أسرته أو مجتمعه ولا يقع العنف اللفظي ضد أطفال الشارع والأطفال المتسولين من قبل الأقران والكبار من العاملين في الشارع ولكنه أيضا يقع من جانب المحافظين على الأمن أو حتى من قبل المحافظين على النظام في التقاطعات المرورية وكذا العنف اللفظي حتى من قبل شرطة المتسولين.

ومن البديهي أن كل هذا العنف اللفظي الذي يحيط بالطفل يجعل منه طفلا ثريا جدا في الكلمات المهينة والجارحة والفضائحية مما يجعل منه فردا خطيرا في المستقبل خصوصا إذا تحولت الفاظه إلى أفعال مع ملاحظة أن لفظ أطفال الشارع نفسها تحتوي على تحقير لهذه الشريحة وذلك حتى على مستوى المثقفين والناشطين في مجال حقوق الطفل ويجب البحث عن مفردة تعطي مفهوما دالا على هذه الفئة دون تقديمها بهذه التسمية المهينة.

العنف الجسدي في اليمن ضد أطفال الشارع والأطفال المتسولين

يعانى الأطفال في اليمن من العنف الجسدي بشكل كبير وحتى غير مقنن سواء كان التقنين عن طريق الدين أو الشرائع الوضعية وحتى عبر الأعراف فالضرب الذي يصيب الأطفال في اليمن لا يحترم على سبيل المثال الدين في نهى الدين عن الضرب المبرح أو الضرب في أماكن معينة كالوجه على سبيل المثال بل أن الفاعل هنا وهو الأب أو الأم فى حال اندمج في تعنيف طفلة عبر التأديب الجسدي " مع التحفظ على مفردة التأديب " يضرب كيفما اتفق وفي أي مكان حتى يفرغ غضبه وهذا يشكل خطورة فعلية على الطفل وخصوصا إذا كانت لبعض الضربات في بعض الأماكن نتائج سلبية على الطفل وسلامته الجسدية وبالنسبة للعنف في الشارع وهو هنا عنف الأقران فغالبا ما يدخل كما قلنا سابقا في باب العراك بين الأقران وهو في الغالب يخرج عن كونه جاعلا من الصبي أو الطفلة مفعولا به إلى كونه فاعلا ومفعولا به ضمن العراك الذي يدخل فيه الأطفال بينهم البين وهذا وإن كان يفرغ شحنات الغضب التي يعانيها الطفل في الشارع إلا أن له آثارا سلبية على الطفل من حيث زرع بذرة العدوانية في تنشئته وكذا افتقاده لقيمة الحوار السلمية في حياته بمجملها وجعل العنف واحد من أهم الحلول لمشكلاته المعاصرة وهو طفل ومشكلاته حتى عندما يصبح ناضجا.

وتكمن خطورة العنف الجسدي ضد الأطفال في الشارع من جانب العديد من الأشخاص وهم هنا الأقران والكبار من العاملين في الشارع وكذا رجال الأمن أو أصحاب السيارات إذا كان الطفل في الشارع ويعمل في تقاطع مروري وهذا ما يجعل من نفسية الطفل في الشارع عدوانية بشكل كبير و متحفزا للعراك لأسباب قد تبدو تافهة فـ طفل الشارع يتميز في الغالب بالشغب و العدوانية والعناد وكذا الاندفاعات الشديدة والتشتت العاطفي وطبيعي أن العنف لا مشروعية له ولكن العديد من العادات والسلوكيات المجتمعية التي جعلت من هذا العنف الموجة ضد الأطفال ذو مشروعية مجتمعية.

العنف عبر الإهمال أو المعاملة المنطوية على إهمال

العنف هنا وهو القائم على الإهمال أو المعاملة المنطوية على إهمال يمكن إثباته عبر العديد من الممارسات على أطفال الشارع والأطفال المتسولين فـ الإهمال في احتضان الطفل وحمايته من الشارع والعنف المرتبط به وقذفه إلى العمل أو إلى الجريمة هو عنف وعنف مباشر ضد الطفل ومنذ الولادة غالبا ما يتعرض الطفل للإهمال الذي يمكن تصنيفه كعنف ابتداء من أساليب الاعتناء التقليدية بالطفل وانتهاء بأساليب النظافة والاعتناء بالصحة وليس انتهاء بالحماية من الأمراض الفتاكة عبر التحصين وإن إهمال الطفل في الشارع وما قد يتعرض له من انتهاكات جسيمة جسديا يعتبر عنفا يضاف إلى العنف المترتب عن الانتهاك نفسه.

وينبع العنف عبر الإهمال أو المعاملة المنطوية على إهمال في فئة أطفال الشارع والأطفال المتسولين في تواجدهم أساسا في الشارع وكذا تسربهم من التعليم وفى كثير من الأحيان عدم دخولهم إلى التعليم من الأصل وكذا يكمن العنف عبر الإهمال في عدم الاعتناء بصحة هذه الشريحة من الأطفال والتي تعيش في الشارع بكل ما يحويه الشارع من طقس واجواء وبشر أرض.

وهذا مما يصيب أطفال الشارع خصوصا بالكثير من الأمراض التي تصيبه وهى كثيرة نبدأها بالتعرض بشكل كبير للشمس خلال ساعات النهار والتعرض للبرودة اللافحة خلال الليل وكذا عدم النظافة والاعتناء بالذات مع عدم وجود غذاء كافي وصحي إن كان لدى أطفال الشارع فكرة عن الطعام الصحي أساسا مما يجعل من أطفال الشارع والأطفال المتسولين مصابون في الأغلب بفقر الدم والمشاكل الجلدية والملاريا بسبب تعرضهم للناموس خصوصا الذين يعيشون في الشارع وكذا الإرهاق والتعب وخصوصا في الصدر والعضلات وكذا الإرهاق النفسي الناتج عن التحفز الدائم للخطر مع ما يمكن أن يصيب أطفال الشارع من أمراض نتيجة إكتساب عادات تقليدية أو مستحدثة من أشكال الإدمان كـ إدمان القات في وقت مبكر و الشمة وهناك الكثير من الأطفال حتى دون سن الثانية عشرة يتناولن هذه المادة وأيضا إدمان السجائر وكذا إدمان أو استعمال بعض المواد الحديثة مثل شم الأصماغ والبنزين وغيرها من هذه المواد التي دخلت حديثا إلى عالم أطفال الشارع وهذا عدا أن الإهمال في حماية أطفال الشارع والأطفال المتسولين والعنف الموجه ضدهم سواء كان الناتج عن عراك مع الأقران أو مع الكبار بالخدوش والإصابات والسحجات السطحية منها والعميقة مع ما يشكله الإهمال في حماية الأطفال المتسولين وأطفال الشارع من أمراض متعلقة بالجنس وخصوصا عند تعرضه وبشكل تكراري ومن عدة أشخاص كبار على مدى زمني طويل وتأتى على رأس هذه القائمة مرض نقص المناعة المكتسبة وهكذا نعرف أنه يجب أن تتوفر للطفل أقصى درجات الحماية والرفاه والتنمية لشخصيته وفكرة وعقليته ومواهبه وأي تقصير في جانب من هذه الجوانب أو إهمال يعتبر عنفا.

العنف عبر الانتهاكات الجنسية

إن العوامل التي تدفع إلى انتهاك الطفل جسديا في الغالب وكما ذكرنا سابقا هي المعاملة بإهمال أو المعاملة المنطوية على إهمال من جانب الآباء والأمهات والأسر بشكل عام وكذا مقدمي الرعاية والحماية للطفل في محيط الأسرة والمدرسة وكذا المؤسسات الرعائية والعقابية لشرائح معينة من الأطفال وكما تحدثنا سابقا فأن العنف الجنسي سواء كان شذوذا أو اغتصابا موجود في محيط أطفال الشارع ولكنه ما يزال يحتاج إلى الكثير من الدراسة والتقصي والعمل على إيجاد طرق العلاج وحماية الأطفال الآخرون من الاستغلال الجنسي وكما ذكرنا سابقا فإن أشكال العنف التي يعاني منها أطفال الشارع بخاصة كثيرة و يمكن أن نجد الكثير منها من خلال دراستنا لهذه التعاريف التي صنفت مفهوم العنف وحاولت تفسيره فـ أطفال الشارع يتعرضون على سبيل المثال لا الحصر إلى

1.             الإيذاء البدني والاستغلال الجنسي

2.             الاستغلال الاقتصادي وعمالة الأطفال

3.             الحجز التعسفي في بعض الأحيان " الأطفال المتسولين بصفة خاصة "

4.             الانتهاك اللفظي من قبل العامة والأقران والكبار ومقدمي الخدمات الأمنية والتنظيمية

5.             عنف الأقران من نفس السن أو الأكبر قليلا

6.             عدم الذهاب إلى المدرسة والعنف هنا يمكن تصنيفه كعنف ناشئ عن إهمال

7.             المشاكل الصحية بسبب البرد والشمس والمطر ونمط الشارع اليمني كـ شارع يفتقد إلى درجة نظافة عالية

8.             استغلال الأطفال من قبل العصابات

وغيرها الكثير من أشكال العنف التي تصيب أطفال الشارع والأطفال المتسولين والتي ما تزال إلى المزيد من الدراسة والبحث والتقصي لتصبح أكثر وضوحا وتصبح طرق معالجتها مدركة من قبل العاملين في حماية هذه الفئة أو هذه الشريحة م الأطفال المتسولين أو أطفال الشارع.

الخلاصة والتوصيات

إن الطفولة هي المستقبل وحماية الطفولة هي حماية للمستقبل وإن وجود شرائح كبيرة من الأطفال يعانون من أشكال قديمة وجديدة ومتطرفة م أشكال العنف والاستغلال والانتهاك يعنى أنه ما يزال هناك الكثير من الأعمال التي يجب العمل عليها بالسرعة القصوى وبالقدر المناسب والتخطيط والتنسيق اللازمان لنجاح أي فكرة ومنها فكرة الحماية لهذه الشرائح وذلك قد لا يكون تنفيذا للشرائع الوضعية فقط ولكنة يكون أساسا تنفيذا لشرائع سماوية فعمل الأطفال في النهاية استغلال لطفولتهم.

وإن التوعية بشكل جاد ومحوري وعملي للأسر من الإباء والأمهات والمدرسة والشارع وعلى محيط مقدمي الرعاية والحماية للأطفال بحماية الطفل من الاستغلال وعلى أن وضع الطفل الطبيعي هو في أسرة سعيدة وعلى مقاعد الدراسة هو أيضا من الأعمال المهمة التي يجب أن تأخذ حيزا من اهتمام أي ناشط في هذا المجال حقوقيا كان أم تنمويا.

وإن العمل على أن تكون المدارس أماكن جذب لا أماكن طرد هو من الأشياء المهمة التي يجب أن تقوم لها الحكومة وذلك بالعديد من الأعمال والنشاطات التي تتعلق بحماية الطفل من العنف داخل حرم المدرسة.

وإجمالا فإن العمل على أن تكون الطفولة بجميع شرائحها من الأطفال الموهوبين إلى أطفال الشارع والمتسولين سعيدة وتتمتع بمستوى عال من الصحة والرفاه هو أيضا تنمية للبلاد وبناء لها وإجمالا يمكن أن تتقد الورقة بالتوصيات التالية

1.             عمل دور رعاية لأطفال الشوارع في المدن التي تتواجد فيها الظاهرة بكثافة لحمايتهم من الانتهاكات وإعادة تأهيلهم ليكونوا أفرادا فاعلين في المجتمع

2.             القيام ببحث إحصائي عن عدد أطفال الشارع في اليمن لمعرفة أماكن تواجدهم والطرق المنهجية لصناعة الخطط البعيدة المدى لاستئصال هذه الظاهرة.

3.             العمل على إنهاء كافة أشكال العنف المشروع ضد الطفل وخصوصا في المدرسة عبر إصدار القوانين وتنفيذها

4.             العمل على أن تكون بيئة المدرسة بيئة محفزة للطفل بالتواجد فيها

5.             عمل دراسات عن نشوء ظاهرة أطفال الشارع في اليمن

6.             عمل دراسات نظرية عن خصوصيات فل الشارع وطرق العلاج لها والترويج لهذه الدراسات.

7.             التشبيك ما بين الحكومة ومؤسسات المجتمع المدني في مجال لحماية أطفال الشارع والأطفال المتسولين.

8.             تقديم العون المادي والمعنوي للمؤسسات التي تقدم الرعاية أو التعليم لأطفال الشارع

9.             عمل مشروع قومي لحماية أطفال الشارع يضم حكومة ومجتمع مدني وما نحين بحيث يهدف إلى د يد الحماية والتنمية لكل الأطفال المتسولين وأطفال الشارع.

10.           إنشاء صندوق وطني للطفولة خاصة يعمل على حماية وتنمية الطفولة.

11.           العمل على تكثيف كم القوانين التي تهدف إلى حماية الطفولة بعامة وأطفال الشوارع بخاصة والعمل على بحث آليات تفعيلها.

12.           تعزيز برامج محو الأمية للأطفال الذين لم يدخلوا إلى المدارس

13.           تعزيز الجوانب الصحية لأطفال الشارع والأطفال المتسولين عبر تقديم بطاقات مجانية لفحصهم في أوقات متقاربة.

14.           تقديم الحماية السريعة والعلاج بالسرعة القصوى للأطفال الذين يتعرضون للانتهاك الجنسي من قبل الكبار

15.           بناء القدرات للعاملين مع أطفال الشارع من موظفي الحكومة أو من متطوعي مؤسسات المجتمع المدني وصولا إلى الإعلاميين والخطباء وغيرهم الكثير

16.           العمل على النزول إلى الأسواق ومعرفة ما يبيع أطفال الشارع ومعاقبة من يستغلهم بالاتجار في المواد المنافية للآداب.

17.           توعية أعضاء الشرطة الخاصين بالمتسولين بكيفية القبض على الطفل وعدم معاقبته أو أهانته لفظيا أو جسديا أو حتى جنسيا وفى حال تم ذلك فيجب أن تكون العقوبات رادعة ولا يجب بأي حال من الأحوال أن تكون قضية " إفلات من العدالة " هو الغالب الأعم في عمليات استغلال الأطفال وانتهاكهم من قبل الأسر أو المعلمون أو مقدمي الرعاية لهم أو حتى مقدمي الحماية لهم وهم الشرطة.

وختاما فلنكن مهتمون بتنمية قدرات الأطفال بعامة وأطفال الشارع والأطفال المتسولين بخاصة ولا متهمين لأهانتهم وانتهاكهم فالتاريخ قد يغفر حرب كبار بعضهم ببعض بأساليب شتى من التبرير والأعذار ولكن الحرب على الأطفال وانتهاكهم بهذا الشكل المقزز والغير قابل للتصديق في الحقيقة لا يوجد مبرر له حتى في كتب التاريخ التي سوف توجد في المستقبل وعندها سنتعرض لمحاكمات من أحفادنا فهل جهزنا إجابتنا.