Thu,Jul 03 ,2025

هيا بنا نقفز.. هيا بنا نلعب

2025-04-23


ليس هناك أمتع من اللعب بـ" القريح" كما يقول أطفال الضواحي وضمن الصورة بعض الأطفال الذين قمت بتصويرهم ومن ثم سألتهم عن الألعاب التي يلعبونها أخبرني أحدهم يدعى ج.م.ن " نحن نلعب عبر طحن الكبريت في حفرة داخل صخرة وإدخال مسمار وضرب رأس المسمار بحجر ليصنع انفجار".

وعن سبب اختيار هذه الألعاب الخطرة والتي قد تفقدهم بعض أعضائهم في حال تطايرت بعض شظايا الصخرة لم يجبني واتجه إلى اللعب حول بعض مخلفات بناء مجاور، وإن من الخطورة أن الكثير من الأطفال غالبا ما يلعبون أمام أو حول بعض البيوت الغير مكتملة البناء، وهي البيوت التي تعمل على حفر بيارات للمخلفات الإنسانية وتكون مكشوفة لأنها لم تغطى بعد، ويقع الأطفال فيها مما يشكل خطرا على حياتهم.

أما عن المستقبل فإن البيارات حلول خطرة مع عدم وجود نظام صرف صحي حكومي جيد، وهذا يعني أن مخلفات الآدميين والمياه سوف تضر بنية صخور الجبال، ومن المرجح أن يكون هناك حوادث شبيهة بحادثة الدويقة التي حدثت في المقطم في مصر بدايات شهر سبتمبر 2008م، والصرف عبر البيارات هو المنفذ الوحيد، ولكن هل يهتم الطفل بذلك ؟ هل يهتم الأب بذلك؟ هل تهتم الحكومة بذلك؟ لا أحد يهتم.

إن الإمساك برأس الحكومة ودفعها للالتفات لهذه المناطق والمناطق المشابهة لها في محافظات اليمن وتبيان مدى خطورتها على ساكنيها يعتبر حلا جيدا على المدى القصير.

على المدى البعيد فإن من المهم تطوير الأداء الضبطي والأمني عن طريق زيادة حجم التواجد الأمني بدلا من تركز الأمن في محيط أحياء شوارع العاصمة الرئيسية.

ومن المهم تدريب هؤلاء الأمنيين على سبل القبض والتحقيق والضبط الجنائي، والتعاون مع المجالس المحلية وعقال الحارات على تقديم ما يمكن تسميته بالحراسة الليلية  خصوصا في المناطق ذات الفراغات الجغرافية الواسعة بين البيوت أو بجانب البيوت غير كاملة التجهيز أو بجوانب البيارات التي ما زالت مكشوفة، وأن لوجود الإنارة دور كبير في زيادة مستويات الأمان ويمكن ببعض الحلول المجتمعية كتوفير مصباح أو عدد منها من نوافذ البيوت سيقلل بشكل كبير من كمية الجرائم التي يمكن أن تقع من اللصوص، وتقليل مستوى الخطر وخصوصا الجنسي والجسدي على الأطفال.

إن وجود مؤسسات مجتمع مدني ضرورة، وقد تواجدت بعض المؤسسات الخيرية ذات التوجه الإسلامي الخيري والتي تعمل فقط في الجوانب الخيرية المتعلقة بالدعم الغذائي للأسر المدقعة الفقر، وخصوصا في مرحلة الحرب الحالية، ولكن لا وجود لمؤسسات تعمل في جوانب التدريب والتأهيل للأطفال والعاملين معهم من مدرسين وشرطة وأباء، ويزيد من تفاقم الوضع تمركز كل مؤسسات المجتمع المدني على مستوى الموقع "في مركز العاصمة "وعلى مستوى الأنشطة في" قاعات الفنادق الفخمة" وهذا سيء لأن من المهم النزول لهذه المناطق حتى ولو رجعنا محملين بالغبار والتراب لأننا إن لم ننزل لهم قبل أن يأتون إلينا بغبارهم وهم يفعلون ذلك يوميا فسيكون من الصعب إيجاد حلول لقضايا العاصمة.