Thu,Jul 03 ,2025

الحكومة ومعارضيها والحروب في الضواحي

2025-04-23


يحدث في الضواحي ملاحقة لمن تسميهم الحكومة بالإرهابيين أو المجرمين الذين يجدون في الضواحي مخابئ جيدة لهم، ودليل ذلك ما ذكرته صحف يمنية غطت بعض النزاعات التي حدثت بهذه المناطق بما يدعم فكرة أن الضواحي منطقة خطيرة سواء بين السكان بعضهم بعض، أو السكان والفاسدين من نهاب الأراضي، أو بين الحكومة ومعارضيها المسلحين، وذلك لـأن لجوء العديد من الهاربون ليس إلى عائلاتهم في الريف ولكن إلى الضواحي يبين قيمة الضواحي كـ منطقة لا تدخل ضمن حسابات الحكومة في التنمية أو الأمان، والانتشار الأمني المطلوب.

وتعتبر الضواحي منطقة مهمة ليس للشرطة التي تقدم خدماتها للمواطنين، ولكنها منطقة مهمة للأمن بشكل عام، ونقصد المعسكرات الخاصة بالحكومة المنتشرة على الجبال المحيطة بالعاصمة، وكل هذا يجعل منها أكثر خطورة في وجود الحرب الحالية على اليمن بسبب أن هذه المعسكرات مستهدفة من قوى التحالف والقصف مما يجعل منها منطقة خطيرة للغاية على السكان، وسيكون من المجدي نقل المعسكرات الى مناطق أبعد عن هذا التوسع العمراني، والاكتفاء في العاصمة وضواحيها بقوات الشرطة المدنية التي تقدم خدماتها الأمنية.

وتعتبر الضواحي مخازن مهمة للأسلحة والذخائر مما يحولها لقنابل موقوتة قد تهدد الحياة لمواطني هذه المناطق، ومن هذا ما ذكرته صفحة موقع المؤتمر نت في 23 يونيو 2005 عن انفجار مخزن للذخيرة في إحدى ضواحي سيئون حيث ذكرت" انفجار في مخزن قديم للذخيرة يهـز إحدى ضواحي مدينة سيئون" وقد كان نص الخبر في هذا الموقع التابع للمؤتمر الشعبي العام أنه أصيب سبعة أشخاص فى هذا الحادث.

وتأتي مشكلة تهريب الأطفال و الذين في الأغلب من أطفال الريف أو الضواحي، وفى هذا فقد ذكر موقع العربية نت بعض المعلومات عن بعض الصبية المهربين إلى السعودية من إحدى ضواحي مدينة صعدة مما يبين أن الضواحي بصنعاء ليست وحدها المليئة بالمشاكل والتي تحتاج لعلاج ولكن تلك التي تحيط ببقية المدن اليمنية أيضا، والذي يبين مقدار ما يحدث للأطفال في الضواحي اليمنية سواء عند مكوثهم فيها مع غياب الأمن، أو عند خروجهم منها للتهريب أو للنزول لمراكز العواصم وتعرضهم لعمالة الأطفال مما يكثف من مصداقية مقولة أن الضواحي اليمنية منطقة خطرة على الأطفال بشكل يستدعي التدخل المباشر لبنائها وتأمينها وتنميتها لتصبح جديرة بتقديم حياة جيدة لهم.

لصوص جريئون

في يوم من الأيام دخل شارعنا في صنعاء القديمة لص، ولأن بيوت صنعاء القديمة ملتحمة ببعضها البعض فقد أحس الجيران بما يحدث، واستطاعوا القبض عليه والتجمهر لعقابه حتى زهقت أنفاسه بين أيديهم، ولم نسمع بعدها عن لص دخل لشارعنا، ولكن في الضواحي الأمر يختلف جذريا، فعلى مستوى شوارعها الغير مضاءة التي تخلق ظلمة دامسة مع أول خيوط الليل، ولأسباب تتعلق بالفقر المدقع يجد المجتمع أن الكثير من اللصوص يتجولون لكسب عيشهم من البيوت المتباعدة عن بعضها البعض والغارقة في الظلمة، وفى لقاء مع إحدى السيدات في ضاحية السنينة قالت " في بعض الأحيان يذهب زوجي في رحلة إلى القرية ويظل هناك أياما وبالرغم من أن بيتنا بسور إلا أن اللصوص يدخلون حوش المنزل وأسمع حينها بعض الأصوات وحتى طرق على النافذة وأكتشف صباحا أن بعض الملابس سرقت لأننا لا نترك في الحوش أشياء قيمة ".

إن الضواحي على هامش الريف بكل ما يحمله الريف من أسرية حميمية، وعلى هامش المدينة بكل ما تحمله من بنى تحتية على مستوى الإضاءة الدائمة والانتشار الأمني تعتبر منطقة مميزة لكثير من اللصوص، وهذا يخلق حالة عدم الأمن بالنسبة للسكان، ويزرع كم كبير من الخوف والرعب الدائمين على الأطفال، ويحتاج الأمر إلى المسارعة في توفير نسبة أمان كافية للسكان بما يكفل اطمئنانهم على حياتهم وممتلكاتهم، وبما يكفل حياة آمنة لهم و لأطفالهم، وإن حماية الأطفال مهمة جدا لنمائهم وعدم نموهم في أجواء خطرة كأجواء الضواحي هو أولوية قصوى في الوقت الحالي.

على بابك هدية، قتيل

إن مدينة صنعاء ككل المدن العربية والعالمية يحدث فيها حوادث مرورية وقتل وكل الجرائم المعروفة، وبالنسبة للقتل فإن ما يميز منطقة الضواحي ليس أنها منطقة تكثر فيها النزاعات على الأراضي ومن ثم القتل، بل ما يميزها أنها تعتبر مركز مهم للتخلص من القتلى الذين تم قتلهم هنا أو هناك، والميزة هنا أن ترك القتيل في المنطقة التي قتل فيها يجعل من العثور على القتلة سهلا نسبيا، وأيضا فإن رميها في أماكن خالية وبعيدة عن العاصمة يقلل أيضا من الاحتمالات بما يجعل من العثور على قاتليه سهلا نسبيا، عدا ما يتبعه الخروج من العاصمة من المرور بنقاط التفتيش الكثيرة على مخارجها المختلفة.

من هنا تأتي ميزة الضواحي وتشابهها مع الريف من نواحي الظلمة التي تكتنفها، ونوعية طرقاتها الغير معبدة، وأن السكان لا يخرجون من بيوتهم في أوقات متأخرة، وتدني مستوى الزحام فيه، وزيادة المناطق الفارغة مما يقلل من حجم العيون المترصدة، وأيضا وهو الأهم عدم المرور من نقاط تفتيش باعتبار أن الضاحية هي جزء من العاصمة، ووجود قطع أراضي وبيوت غير كاملة التجهيز، وكل هذا يجعل من التخلص من القتلى سهل نسبيا ويسهم في تيه الشرطة عن المجرم الحقيقي وضياع الوقت في التعامل مع أهالي المنطقة التي وجدت فيها الجثة.

في اللقاء الطويل مع السيدة أ.أ.خ ذكرت لمرتين خلال العام المنصرم 2008م رجوع أطفالها بعد خروجهم من البيت إلى المدرسة وهم خائفين لوجود قتيل على الطريق، قالت "المرة الأولى رجع أطفالي إلى البيت وهم يتصايحون ووجوههم حمراء من الانفعال وسارعوا بالذهاب إلى والدهم لـ يخبروه عن وجود شخص ميت في الطريق بجوار البيت وقد سارع زوجي إلى الشارع ورجع ليأخذ غطاء لتغطية الجثة، ومن ثم اتصل بالشرطة عبر هاتفه السيار "، وتابعت السيدة حديثها " في المرة الثانية كانت الجثة بعيدة عن البيت فالمدرسة أساسا بعيدة ولكن في الشارع الرئيسي والذي يقولون أنه سيكون خط سريع بعد تعبيده وجد الأطفال في طريقهم إلى المدرسة قتيلا مرميا في زاوية من الطريق، ولم أشاهد هذا القتيل بل حدثني أولادي عنه عند رجوعهم ولا أعرف ماذا حدث بعد ذلك ".

إن ميزة الضواحي إنها توفر كما كبيرا من المتهمين في هذه القضية أو تلك بحيث تتشعب عملية البحث وبالتالي لا يتم القبض على المتهم الرئيسي، وقد كان من الطبيعي أن تأخذ القوات الأمنية العديد من الأشخاص من البيوت المجاورة للتحقيق معهم وظلوا ضمن الاستجواب أياما للاشتباه بهم وهذا يسهم في هروب المجرمين الحقيقيين.

بيوت غير كاملة البناء هي أوكار للاستغلال

إن الكثير من الأشخاص لا يعمرون الأراضي التي اشتروها لأسباب تتعلق برغبتهم في بيعها عند ارتفاع الثمن، أو عدم قدرتهم على بنائها بعد شرائها وانتهاء مدخراتهم، وبسبب تعثر عملية البناء تتوفر مسطحات فارغة ضمن الأبنية، ويجعل من البيوت ضمن عملية البناء أو الغير مكتملة والمكونة من جدران وسقف مفتوحين للسائرين كـ أوكار للاستغلال الجنسي للأطفال من البالغين، أو خلق بدايات لعلاقات جنسية بينهم.

ويساهم في شيوع الاستغلال أنها مناطق ذات تنويعه كبيرة من مواطني الداخل من ريفيين و متمدنين، واللاجئين والنازحين مما يجعل من الاستغلال الجنسي موجود لعدم وجود روابط قربى كما هي الحال في القرية، وعدم وجود أو ما يزال الوقت مبكرا لتوثيق روابط جوار كما المدينة، وإن ما يكثف من الاستغلال مجموعة أسباب تم ذكرها مرارا مثل:

1.             الظلام

2.             عدم توفر الأمن بالشكل المطلوب

3.             الفراغات الجغرافية بين منزل وآخر

4.             وجود الكثير من المنازل في طور البناء

5.             التنويعة البشرية المتغيرة