Mon,Dec 30 ,2024

الخير الرديء

2024-05-24


إن هناك فرط صدقات في شهر رمضان وسوء توزيع شديد لها لدرجة أنك يمكن أن تجد بسهولة أسر لديها من خمس الى عشر سلال غذائية من مصادر متعددة بينما تجد أسر أكثر فقرا لا يوجد لديها شيء وعموما لا يفترض أن تصبح الصدقات ميدانا للأقوى وصاحب العلاقات والقادر على الزحام والوصول الى مصادر هذه الصدقات والحصول على حصص فوق احتياجاته في ظل وجود محتاجين حقيقين.

إن رائحة الأسى الذي تبثه " صناعة الخير" فى رمضان كافية لتسميم العام بأكمله فى نفوس الفقراء. قوموا بتنظيم هذه الصناعة عبر تكتل لفاعلي الخير أو صندوق أو مؤسسة أو سياسة توزيع عادله تضمن تقليل الصراع حول هذه الموارد وعدم تكرار المساعدة لبعض الاسر وحرمان بعضها.

الا يفترض بعد أكثر من ألف وأربع مئة سنة من الخبرة في الدين الإسلامي أن نكون قد وصلنا إلى نظام يمنع هذه الغوغائية السنوية وأليس الارتجال فى هذه الصناعة سنويا يعطي الكثير ويحرم الكثير ويصنع من الحقد أكثر مما يصنع من السعادة. وأليس الخير الرديء أبشع عند الله من ترك الفقير دون مساعدة. وأن ترك الفقير وحيدا دون تقديم الخير الدريء له أجر وإذا كان رجل لديه مليون ريال لعمل الخير فليشتري بها خمسين فستان متكامل أو بدله متكاملة من حساب عشرين الف للقطعة أفضل بكثير من أن تشتري الف فستان رديء أو ثوب رخيص من ما كرهت الانفس ولا تستطيع أي طفلة أو طفل الخروج به للعيد.

في النهاية فصناعة فرحة هي الأهم أو من الأفضل التوقف عن صناعة خيبة الامل فالخير يعني الاعطاء من صحنك وليس من فضلاتك. وهذا يعني إذا كنت ستعمل خير فأعط الطفل/ة ما يحلم أم تحلم به أو فتوقف عما تقوم به. وهذا يعني أنك لما تشتري لطفلة فقيرة أو طفل فقير ثياب العيد فأشتري له من نفس ما تشتري به لطفلتك أو طفلك أو التوقف عن عمل الخير ببساطة. لأنه هناك ساعات بيكون عملك للخير جزء من غضب الله عليك وهو يشاهد أحد أحبابه يبكي بسبب رداءة ما قدمته له.

وفي النهاية فإن عجين الصدقات في رمضان لا يفوقه في الفوضى والغوغائية إلا عجين المساعدات الدولية في بقية الأشهر.