Sat,Sep 07 ,2024

طبيعة سيئة

2024-05-24


لو أن رئيس أي دولة غربية جمع كل قوته وكل وسائل الاعلام التابعة له ودعا الناس الى التجمع لساحة كبيرة لاعطاءة الحرية بسلب حقوقهم أو الاعتراف بسلطته بشكل دائم أو تقليل نسب الديمقراطية التي حصلوا عليها لما خرج أحد ولوقف فى تلك الساحة وحيدا.

تلك شعوب حددت شخصيتها وأهدافها ومفاهيمها وتقوم بحماية طرق عيشها ومكتسباتها وممارساتها ولا تعطي رقابها لأحد مهما بلغت قوته أو جاذبيته أو الخدمات التي قدمها لشعبه أو النسب الذي ينتمي إليه بينما الشعب اليمني لا يبدو أنه قد حدد اتجاهه ومفاهيمه وأهدافه وقوانينه ويبدو شعب بلا شخصية محددة.

فى 2011 خرج تبعا لنداءات ووزع ولاءاته لكل الفئات وفيما بعد خرج مع هادي ومن ثم خرج مع صالح حتى يوم مقتله ليخرج مع الحوثي حاليا فالشارع اليمني غير محدد الهوى والهوية وتنقلب اقتناعاته مع الحكام وليس كما الدول الأخرى التي ترغم الحاكم على إتباع هواها وقوانينها ورويتها وهذا لا ينطبق على المحافظات الواقعة تحت سلطة الحوثيين فقط بل والمحافظات الأخرى أيضا فيكفي أن يظهر قائد قد لا يحتوي من سمات القائد إلا القليل ولديه من العيوب الكثير ولا يوجد لديه برنامج جيد ويبدو فى حقيقة الأمر مجرد ديكتاتور صغير فى محافظته المحررة ومع ذلك تجد الناس يتبعونه ويؤمنون به وأغلب الظن لو استطاع الحوثي في فترة تمدده السيطرة على مأرب على سبيل المثال لا الحصر لكنا نرى الان ساكنيها وشيوخها يدعون لقائد الحوثيين بطول العمر وبالنصر.

إن المزاج الشعبي فى اليمن يمكن صناعته بسهولة تبعا لهوى الحاكم وليس لإيمان الشارع وهذه الطبيعة اليمنية سيئة لليمنيين الذين يخسرون الكثير بسبب لحاقهم المتكرر بقيادات فاسدة ويضر أكثر بالحاكم الذي يعيش وهم السيطرة وحب الناس له ليكتشف فى الأخير أن كل هذا قبض ريح.