Sun,May 19 ,2024

فقرات فكرية 15

2024-04-20


(1)

كتم الألم وإخفاء الوجع.

بالأمس ليلا مجنون تحت نافذتي يصيح، وخرج له شقيقه وضربة بهراوة غليظة لفترة طويلة وكان يقول له (أص ولا كلمة)

حينها كانت كلمة "مالك" لا تخرج من فم المجنون أو حنجرته او من بطنه بل كانت تخرج من موقع الالم مباشرة مكتومة، ومؤلمه، ومتوجعه.

كانت كلمة " يا أمه " تخرج من فم المجنون بقوة لتصل إلى أمه في غرفتها صعبه، متطرفة، وغير مفهومة.

فكرت حينها في النساء اللواتي يكتمن الالم حتى لا يضحك الناس منها ولا تفضح بين الاهل العشيرة.

فكرت في الاف الحجرات المغلقة على مجانين ومجنونات يضربون يوميا.

وعلى آلاف الزنازين على معتقلين غير معروفين يعذبون على مدار الساعة.

من الصعب جدا عندما توجع شخص ولا تدع له فرصة أن يفصح عن وجعه.

والأصعب أن يتوجع الإنسان ويكتم وجعه في داخله.

من أجل ذلك كل الالم في داخلنا يظهر على وجوهنا فنلاقيها أصبحت بلا حياء وبلا سماحة وبلا قبول وبلا حياة.

نحن شعوب تكتم وجعها وتصدرها إلى من حولها ليكتمون أوجاعهم لتجد أن وجوهنا جميعا مظلمة وتحاكى ظلام أرواحنا.

وما يحدث في البيوت، والأزقة، والغرف المظلمة فيه الكثير من إهدار كرامة الإنسان ولكننا لا ننتبه له وإلى ما سيدمر فينا من إنسانيتنا إن كان يصح أن نطلق على أنفسنا كلمة إنسان.

(2)

عندما يكون الشهود حمقى ومن مرر المعلومات متفاخر يكون حكم القاضي غبيا.

(3)

ما قام به الرئيس هادي اليوم عملية جراحية مهمة لدفع اليمن إلى مرحلة التعافي من الماضي ولكن يتبقى الحقوق وأصحابها، والمظاليم ومظلوميتها، والامان وأهميته، والتنمية واستدامتها فما يزال أفق المسير طويل.

(4)

الزحام لا يزعجني، ولا يهمني، فمنظركِ البهي في الأفق يطلق نيرانا وحشية تُحرق كل الآدمية، صراخهم لا يبعث على شفقتي فقد أحببتكِ جهنميه الروح والحسد والمأوى.

(5)

يا حبيبي.

يكفيك من الشيعة الحكواتي الذي يحكى خالقا ما مضى كأنه حقيقة أمام المستمعين والحكاية تموسقها اللطمية لتجعل منها كرنفال.

يكفيك الموشحات الأندلسية، والاناشيد الدينية في الأفراح التي ترفع الأدرينالين عندك لقمة جبل إفرست، والتسبيح بعد صلاة الفجر، والتراتيل الكنسية في المسيحية كصوت ملائكي في المقدمة وكورال أكثر ملائكية في الخلفية.

إن الفن في الأديان رائع ويخلق السحر.