Sun,May 19 ,2024

فقرات فكرية 12

2024-04-20


(1)

قاعد بشرب الشاي الحليب مع السيجارة بعد الغداء في الكافتيريا ويأتي لي شاب " حوثي " معلق سلاحه فوق كتفه ويطلب حق غداء لأنه جائع، وطلبت له نفر فاصوليا وخبز وشاي، وتذكرت في ملامحه صورة بن أختي فهو يملك نفس العينين الصافيتين ونفس الملامح الشبابية اليانعة.

فكرت هل لو وجد هذا الشاب عمل جيد فهل كان سينظم للحوثيين، ونفس الشيء للشباب المنتمين للحركات الأخرى.

لقد كان حل المسألة بسيط وهو دولة ديمقراطية ومتسامحة مع التنوع وتحمي هذا التنوع وتقوم على أساس الانتخابات النزيهة وتعمل لأجل تنمية أفرادها وحفظ كرامتهم فهل كانت هذه الأشياء البسيطة مستحيلة.

في الحرب وحدهم أمراء الحرب مستفيدين.

(2)

بالرغم من سعادتي برجوع بن همام محافظ البنك المركزي، وورود أخبار في الشارع من أن حضوره خفض من تدهور سعر الريال الذي كان سيضر كثيرا بحياة الناس المعيشية الا أن في الموضوع عيب كبير وهو أن يتعلق مصير بلد بوجود أو عدم وجود شخص ما.

(3)

أحلم بيوم أقرا فيه الصحيفة عن موت الرئيس أو استقالة الوزير أو تقاعد المحافظ وأرمي الصحيفة وأشاهد الناس تمارس عملها باعتيادية، ونظامها لا يختل، والأعمال لا تتوقف، والنظام لا يتوقف.

أحلم بيوم يكون فيه موت شخص أيا كان مجرد خبر في صحيفة وبرنامج وثائقي عن حياته على قناة تلفزيونية محلية.

(4)

أكثر شيء مضحك لما صديق يسألك عن الأحداث الرئيسية المتوقع حصولها في اليمن فلا أحد يمكنه توقع ما هي الأحداث المستقبلية فلدينا سياسيين لا يعرفون التخطيط، ويبيعون أنفسهم كل يوم لجهة، ويعملون بمبدأ ما بدا بدينا عليه.

أعتقد أن سؤال كهذا لا يجب أن يطرح في اليمن؟ وجوابه على الله.

(5)

لما تكون الاحتفالات أكثر من الانجازات وضجيج الطبول أعلى من احتكاك التروس أعرف أن من يحكم مجرد طبل فارغ وأننا في زمن الطبل.

(6)

ما أسواء أن يذهب طرفان إلى جنيف كل يخدم من أرسله دون اهتمام حقيقي بالحقوق الانسانية وتقديم كل الانتهاكات الحاصلة على الشعب اليمني من جميع الأطراف.

(7)

اليوم عايشت بعض من أهلنا في صعدة في مخيم للنازحين واكتشفت كم هم ودودون، ومحبون للمرح، للموسيقى، راقصون بارعون، أبناء نكتة، بشوشون. و منفتحون علينا بسلاسة وطيبة وكرم وكنت سعيدا اليوم بهم.

(8)

مشكلة اليمنيين أنهم يغرقون في تفاصيل ردود الفعل ويخلقون كل يوم جديد منها ليجتروها ويتناسون أن شيطنة الفعل الأساسي الذي أنتج كل ردود الفعل هذه يجب التركيز عليه مهما مر الزمن. ومهما كان حجم الأحداث اليومية.

(9)

تعلقت الأسلحة النارية على الأكتاف في كل شارع وزقاق وتقاطع وأغلقت المدارس والمعاهد والجامعات، كم أن هذا الأمر مفزع وكم أن هذه الصورة غير قابلة للتصديق وكم نحن نعايش العبث كل لحظة.

(10)

ارتدى قناع الدولة عندما تحتاجه.

ارتدى قناع القبيلة عندما تحتاجه.

ارتدى قناع الجماعة عندما تحتاجه.

ستظل العدالة نقية ...وستطبق... ولو في حياة أخرى.