(1)

يتحدث بعض السطحيين أن التركيز على صور هادي المنشورة عمق غير مبرر.

إن أحد أهم أسباب خسارات هادي المتلاحقة هي أن الشارع ينظر إليه بشكل سلبي كشخص طيب وصامت وخجول وغير قيادي ولا يشارك بإيجابيه في قضايا الشارع المزمنة أو الآنية.

يحتاج هادي بجوار إدارته لحكومته والمدن التابعة له إلى بناء صورة ذهنية إيجابية ومتفاعلة ومتنامية لكسب المزيد من الشارع بدلا من الخسارات اليومية للمؤمنين به وشرعيته، ويمكنه في حال لا يستطيع الحضور والمشاركة القوية في قضايا الشارع أن يفوض من حوله من ذوي الخبرة واللغة الجيدة والكاريزما للظهور عنه والتعليق وإظهار رأي الرئاسة في القضايا المتداولة وكذا الظهور والخطابة في المناسبات الوطنية والدينية المختلفة.

ويحتاج هادي إلى محو الصورة السلبية التي تم تداولها عنه والظهور بمظهر جديد يكرسه كقائد قوي ورئيس مهم في مرحلة زمنية مهمة في تاريخ اليمن وبالتالي يجب أن يتم التعامل بحزم مع الصور الملتقطة له أو الفيديوهات التي تنشر منه وعنه أو الأخبار التي تتحدث عنه بحيث تصب جميعها في تكريس قوته وأهميته وأهمية ما يقوم به من أعمال.

(2)

إن الخطاب السياسي ذو أهمية عالية في حزمة أعمال الحاكم وقد يكون خطابا نصيا او مقابلة تلفزيونية أو إذاعية أو خطاب مباشر ضمن جمهور أو حتى عبر صورة جامدة التي في أقل تقدير تعطي تأثير ألف كلمة كما يقال وللأسف يبدو هادي غير قادر على استثمار هذه الأدوات لصالحه بينما نجد عبد الملك الحوثي وبرغم كونه زعيم ميلشيا يستثمر كل الأدوات التي تحت يديه للظهور بشكل متواصل ومحاولة التأثير في الشارع.

إن أكبر الدول في العالم تعرف مدى أهمية هذه الأعمال فأمريكا على سبيل المثال لدى رئيسها خطاب أسبوعي على وسائل الإعلام تتم كتابته وتصميمه عبر متخصصين يعملون على تصميم خطاب جيد يضيف اسم الرئيس ومؤسسة الرئاسة أيضا.

وبرغم أن الهواتف موجودة لدى كل شخص هناك إلا أنه لا ينشر منها إلا ما يضيف لشخص الرئيس ومؤسسة الرئاسة إيجابا وفي النادر جدا أن تجد صور غير لائقة لشخصية الرئيس فصناعة رئيس بشكل جيد مهم جدا لصورته في الداخل والخارج ويزداد الأمر أهمية عندما تكون الدولة في نزاع وتحتاج أن يظهر رئيسها الشرعي بشكل قوي لأن هذا يؤثر في سير النزاع إيجابا أو سلبا.

الكلمة لها وزن.

الصورة لها قيمة.

(3)

الحياة تعطيك بحسب عملك

كنت تعمل تعطيك اكلك وشربك

كنت فاسد تعطيك أكلك وشربك وبيتك وسيارتك.

كنت رئيس تعطيك أكلك وشربك وبضع بيوت وبضع سيارات ورصيد كبير في البنك.

كنت زعيم ديني سوف تعطيك أكلك وشربك وبضع بيوت وبضع سيارات وبضع نساء وأرصدة وكمان الناس تشكرك وتقبل الركب حقك.

فاتكل على الله واشتغل زعيم ديني ثكلتك أمك.

(4)

عندما تمتد ملايين الأيدي لصناعة عجلها الذهبي المقدس يصبح هذا العجل ضخما وكبيرا يناطح السحاب فلا يحس بلمسات المحتاجين ولا يسمع صرخات المقهورين.

توقفوا عن صناعة العجل الجديد وأنتم حتى الآن لم تتخلصوا من العجل القديم الذي ما يزال يتلظى بحقد النار التي تحرقه ويحرقنا معه.

(5)

إن ما تسمعه في الشارع وفي الباصات والمقاهي والمطاعم الصغيرة والمقايل يظهر ثقافة المجتمع الرديئة تجاه المرأة والطفل وحقوق الإنسان والديمقراطية والتنمية ويظهر أيضا فشل عشرات السنين من العمل الحكومي في مجال التوعية والتمدن والتحديث وكذا فشل منظمات المجتمع المدني في نفس هذه الأمور وأيضا القطاع الخاص والإعلام والنخب الثقافية والسياسية.

في حال انتهت الحرب فلا بد من العمل في المجتمع بطريقة جديدة تماما وذات تأثير حقيقي

(6)

تحتاج حقوق الإنسان والحريات الأساسية إلى عقود من العمل الجاد لإرجاع المجتمع فقط إلى ما كان عليه قبل سبتمبر 2014 فحجم التشويه الذي حصل للحقوق الإنسانية منذ 2015 وحتى الان مفجع وغير قابل للتصديق.