Fri,Jul 18 ,2025

الحرب ليست ورشة عمل

2024-03-05


لا أعتقد بصحة المقولة الخاصة بقيادة كلب لفريق أسود إلى الهزيمة أو قيادة أسد لفريق كلاب إلى النصر وأعتبرها حكاية لا تخلو من غباء على الاقل في حالة محاولة تطبيقها على الانسان ففي حالة الانسان واحتياجات المجتمعات المتشعبة فإن من غير استطاعة القائد سماعها جميعا أو معرفتها بشكل كلي أو المشاركة في حل كل مشكلة أو توفير كل إحتياج لكل فرد حتى لو عمل على مدار الساعة بدون انقطاع، بل يحتاج الامر إلى فرق من حوله تمارس دورها مع إدارات تحت سيطرتها تمارس دورها فوق مكاتب تديرها والتي تقوم بممارسة دورها مع أفراد ينتمون اليها ويكونوا قريبين من المشكلة لتجد أن حل المشاكل أو توفير الاحتياجات يشارك فيها كل فرد وما القائد الا عنوان يستظل تحت شرعيته كل أفراد المجتمع لكنهم في حقيقة الامر يعملون كل شيء في مجتمعاتهم.

 والان.. هل هادي ضعيف كشخصية أم أن من حوله هم الضعفاء.. وهل هو ضعيف كرئيس أم أن مؤسسة الرئاسة نفسها أصبحت ضعيفة وغير قادرة على حل الأزمات المتتابعة في اليمن.

 أعرف أننا دول أشخاص ولسنا دول مؤسسات ولكن حتى في دول الأشخاص هناك مؤسسية في التخطيط والتنفيذ وصناعة القرار وليس هناك كما اسلفت إنسان واحد في هذا العالم قادر على إدارة أسرة بمفرده فكيف بدولة كاملة.

أعتقد أنه مع وجود فريق جيد فهذا يعني أنه لا يوجد قائد ضعيف حتى لو كان فعلا ضعيف في شخصيته أم ضعيفا بسبب مرضه أو عمره، والتاريخ يعطينا أخبار عن ملوك استلموا الحكم أطفالا أو مراهقين ومع ذلك غزوا العالم بطريقة لو فكرت قليلا بشكل منطقي ستكتشف أن تلك الخطط والانتصارات مستحيل أن تكون صادرة من شخص بذاك العمر الصغير مهما كانت درجة عبقريته.

والتاريخ أيضا يخبرنا عن خطب صادرة عن أولئك الملوك أو الزعماء والتي لو خضعت للتدقيق وتحليل الخطاب فسيقول أي قارئ باستحالة صدورها من ذاك الحاكم حتى لو كان بلغ من العلم والثقافة الكثير فلا العمر ولا الخبرة ولا الثراء اللغوي التي يكون قد كونها خلال عمره القصير يسعفنه لتقديم ذلك الخطاب حتى لو بدأ التعلم والقراءة منذ أن كان نطفة في خصية أبيه.

كل شيء يتم عبر الفرق في السلم أو في الحرب وما رأس السلطة إلا ممر للقرارات ومشرعنا للتحرك.

الان ماذا عن مؤسسة رئاسة هادي... ما أوجه الضعف فيها.. أو أين مكمن الخلل؟

أعتقد أن أحد أوجه الخلل التي يمكن أن تكون موجودة أن العديد ممن يحيطون بهادي ليسوا رجال سياسة أو خبراء حروب ذوي تاريخ في المجال، والذي أعتقد أن هادي تجاهلهم أو أبعدهم بسبب خوفه من انتمائهم للنظام السابق أو أنه لا يطمئن لانتماءاتهم السياسية لبعض الاحزاب فتجاهلهم ورغب ببعض ممن يعتبرهم جدد وغير متحيزين لأي جهة إلا له.

كان مؤتمر الحوار الوطني كهف الكنز لهادي الذي وجد فيه ما يرغب به لتأسيس حكمه فهناك في قاعات المؤتمر كان يوجد الكثير ممن أصبحوا فيما بعد أقرب المقربين إليه.

لقد تناسى هادي الحضور السياسي والقبلي والاقتصادي والاجتماعي للمشاركين في مؤتمر الحوار وربما يكون قد اعتبرهم مجموعة من المستهلكون والغير مربحين عند استثمارهم أو مجيرين لصالح أعدائه السياسيين، وذهب إلى اختيار بضعة أشخاص كون بهم بطانته الجديدة

ان نجاح هادي في هذه الحرب يستدعي أن بقوم بتغيير بطانته إلى أشاص ذوي خبرة في ادارة الدول والحروب وليس كما يقوم الان باستخدام ذوي الخبرة في مجال الجمعيات والمؤسسات الاهلية والقادرين فقط على إدارة حملات فيسبوكية أو التفاعل مع قضايا مجتمعية يمكنه الاستفادة منهم في ترويج قضية اليمن في العالم ولكن ليس في إدارة حروب.

لقد كان يمكن لهادي الاستعانة بالشياطين ممن لا يخافون كثيرا الضمير الانساني لاسترداد سلطته ولكنه أثر إستخدام أفراد خبرتهم فقط في الجودة وادارتها والحريات والترويج لها.