Fri,Jul 18 ,2025

تنظيم الخير

2024-03-05


إن ما حدث في 28 رمضان الفائت الموافق 20 ابريل 2023 في مدرسة معين بصنعاء ووفاة المئات من المتزاحمين على صدقات مجموعة الكبوس التجارية السنوية يتطلب من الجميع العمل على تنظيم عمل الخير ويمكن ذلك عبر دراسة الكثير من المتغيرات ومنها من جهة أولى يعاني الشباب من البطالة. ومن جهة ثانية يبدو تدخل السلطة الحالية في العمل الخيري لكبار التجار امرا مرفوض وغير مرغوب به ،  ومن جهة ثالثة يبدو ان كبار التجار ما زالوا يستخدمون الاساليب التقليدية في عمل الخير مما يجعلها فوضوية،  ومن جهة رابعة لا يبدو ان التجار موافقين في حال تم التوزيع عبر مؤسسات المجتمع المدني المحلية، وفي الاساس لم تعد هناك مؤسسات مجتمعية مستقلة ضمن السلطة الحالية بصنعاء والموجود منها تابعة لها ومن جهة خامسة قد يكون للتحويلات عبر شركات الصرافة مخاطرها مثل أن لا يكون لدى المستفيدين أرقام هواتف أو عدم وصول رسالة الحوالة المالية اليهم مما قد يجعل مبالغ كبيرة تدخل في حفرة ما يسمى( الحوالات المنسية)

الفكرة هي أنه في العام القادم يتم تشكيل تجمع شبابي مستقل من الشباب ذوي الخبرة والقادرين على تنظيم أنشطة توزيع مرتبة تتقدم بأفكار لرجال الاعمال ليتم تنظيم تدفق أموال الخير من خلالهم كمقاولين لهذا العمل عبر فرق شبابية تتوزع في عدد كبير من النقاط لتوزيع المساعدات بشكل منظم وواسع، ويمكن للتجار اضافة تلك التكاليف على المبلغ الإجمالي المخصص لعمل الخير مع ضمان الشباب للتجار ما يحتاجونه من تنظيم وتوزيع وتوثيق واعلام.

وقد يكون هناك بعض الصعوبات الخاص بسلطة الحوثيين ورغبتها المتصاعدة بالتحكم بكل العمل الخيري في اليمن ولكن اعتقد ببعض التفاوض قد تنجح هذه الفكرة فالدعوة لتنظيم عمل الخير لا يعني الدعوة لتسليمه لجهة ما حكومية أو غير حكومية وخصوصا في المرحلة الراهنة والتي تمر بظروف خاصة نعرفها جميعا والدعوة لتنظيم عمل الخير دعوة لأن تكون الانشطة الخيرية أكثر أمانا، وتنظيما، وترتيبا، وموقعها مناسب، وذات جودة، وشمولية، وتتميز بالعدالة، وتحترم أكثر أدمية الانسان وكرامته.

وليس بالضرورة أن تكون أعمال الخير عبر أجهزة الدولة خوفا من أن يذهب بعضها الى الفساد أو التوزيع بمحسوبية، ولكن يمكن أن يكون بالتنسيق معها، ومسألة التنظيم والترتيب ومعايير نشاط التوزيع جزء من مسئوليات من يقوم بعمل الخير وبالتالي على أي شركة أو عائلة تجارية العمل على التجهيز لعمل الخير الخاص بها في شهر رمضان كما تجهز لأهم أنشطتها الادارية أو التنظيمية أو التجارية فمن المعيب أن تتطور تلك الشركات على كل الاصعدة وهي ما زالت في عمل الخير تعتمد الطرق العفوية القديمة.

إن عمل الخير في اليمن ما يزال بدائي، فوضوي، والغالب فيه من يصل بيده الي المحسن وليس من يحتاج الخير فعلا، ويفتقر الى أدني المعايير التنظيمية، ولا يحترم بأي درجة من الدرجات أدمية وكرامة الانسان وعلى من يقوم بعمل الخير العمل على الإجابة على الأسئلة التالية:

  • هل توجد اليات لتوزيع المساعدات بشكل مريح للمحتاجين؟
  • هل تم العمل على ارسال المساعدات عبر الحوالات بدلا من التجمهر؟
  • هل تم عمل جدول زمني مريح للتوزيع بحيث لا يكون هناك تجمهر كبير حول موقع التوزيع؟
  • هل تم تأمين مركز التوزيع بالشكل الذي يضمن أمان العاملين والمستفيدين؟

إن هناك الكثير من أوجه القصور التي سببت هذا الحادث الانساني، ومن قام بتشغيل عملية التوزيع بهذا الشكل البدائي هو المتسبب الاول عن الحادث، ويجب أن تكون كل أعمال الخير مرتبة ومنظمة وجيدة وشمولية.