Fri,May 09 ,2025

أصدقائي الحقوقيين الحوثيين
2023-05-23
ما يسؤنى فعلا في موضوع الحوثي وصنعاء ليس الحوثي ولا هادى ولا الوطن والعالم كله، فأنا كل ما كنت وما زلت أهتم به هم الناس الذي أحبهم كأهلي وزوجتي وأصدقائي وكل من عملت معه خلال خمسة عشر عاما في حقوق الإنسان والحريات العامة والديمقراطية والطفولة، وما يجعلني حزين هو أصدقائي خلال كل هذه السنوات الذي تعلمنا مع بعضنا البعض في حقوق الإنسان الكثير، هنا في اليمن وبيروت والقاهرة وتونس وعمان وغيرها وكانوا وما يزالون أفضل منى بمراحل في هذا الفكر وهذا التوجه وما زلت أسأل نفسي.
كيف تغيرت أنفسهم وأفكارهم.
يا صديقي وياصديقتي من المعيب أن تصل درجة الايمان بالحوثية للدرجة التي تنسيكما ما تعلمناه خلال سنوات، وحتى الأساسيات منها، ومستحيل تصل أو تصلين للدرجة التي تشاهد/ين فيها طفل يمسك سلاح وأنت/ي تعلم علم اليقين أن هذا مخالف للدين والقانون والإتفاقيات الدولية ولا يكون هناك حتى تبرير "لا أريد تصريحا أو تنديدا" بل مجرد تبرير، ولماذا تفعلون ذلك؟.
وسأصدق التبرير لأني أريد أن أصدقكم.
ومستحيل تصل/ين للدرجة الذي نشاهد فيها البيوت تنتهك وتفتش ونحن لكنا نعلم علم اليقين أن اقتحام البيوت وتفتيشها لا يتم إلا ضمن قانون وتحت إدارة القضاء ومراقبته العادلة وتحت ظروف لا تمس بكرامة الانسان أو بكرامة من حوله، ولا نجد حتى مجرد منشور منك/ي أن ما تقوم به جماعتكم في الشارع غير مقبول منكم كحقوقيين.
سأقبل التبرير وسأظل أصدقكم.
وهل تعلمون أن مسميات السيد والقبيلى وغير ذلك يضرب في العمق مبدأ المساواة الذي تعلمناه جميعا في أول يوم لنا لأول تدريب مكتوب في الشريحة الأولى من عرض الباور بوينت لنص المادة الأولى من أول إعلان عالمي لحقوق الإنسان وتنص "يولد جميع الناس أحرارا ومتساوين في الكرامة والحقوق وهم قد وهبوا العقل والوجدان وعليهم أن يعاملوا بعضهم بعضا بروح الإخاء" وهو أيضا مبدأ إسلامي بالمناسبة قام عليه الدين كله، فكيف تؤمنون بوجود فوارق بين الأشخاص، فقولوا أنكم مع المساواة حتى ولو كذبا وسوف أصدقكم.
لن أتكلم عن حقوق المرأة ما حصل لها، وما أشيع حول ما يقوم به تابعيكم مع النساء، ولن أتكلم عن الضبطية الجنائية والعدالة الجنائية ومن المخول بها ولمن وكيف ففي هذا إختصاصيين، ولن أتكلم عن الحق في الخصوصية وعدم وجود أي حق لأى شخص تفتيشي في الشارع تحت أي تبرير.
فقط تكلمت عن الأساسيات وأطلب فقط أن تنتقدوا الأساسيات فمن المعيب أن تسكتوا على ألف باء الحقوق.
لقد كنتم نشطاء وأصحاب مؤسسات نشطة لسنوات عديدة وأول ما تؤمنون تؤمنون بفكرة صاعدة ونموذج ديني أو سياسي متنامي يقوم على العنف والطبقية وانتهاك حقوق الإنسان، ومن المؤسف أن كل ذلك الإيمان بحقوق الإنسان يموت من دون حتى وضع أكليل زهور عليه من قبلكم.
عافاكم الله يا أصدقائي.