Fri,May 09 ,2025

الحرب في صعدة

2023-05-23


دائما ما كنت أتسال عن سبب هذه الحرب وأهميتها للمتصارعين أو من يقف خلفها وهل هي واحدة من الحروب التي يفترض ببلدان العالم الثالث خوضها تصديقا لنبؤة العولمة التي رشحت بلدان العالم الثالث للغرق في الصراعات الطائفية والإثنية والسياسية في ظل غياب برامج تنمية حقيقية والحديث عن الديمقراطية دون وجودها حقيقة؟

وهل ما يقوله الشارع صحيح من ناحية أن هذه الحرب تعتبر مكسب للمتحاربين ولم تدخل إلى خانة الخسارة وبالتالي فالتمديد لها هو الأفضل، وما صدق ما يقوله الشارع عن دعم خارجي للحكومة والحوثيين ما يزال موجودا وليس أحدهما أو كليهما غبيا لخسارة التمويلات المتدفقة بسبب خسارة بعض الجنود هنا أو هناك ولأجل وجود بعض الجوع في صفوف النازحين، وبالتالي فما يزال الوضع تحت السيطرة وما يزال هناك فرصة لسحب أموال أكثر في المستقبل، أم أيضا ما يقوله الشارع صحيح، وأن الحوثيين قوة لا يستهان بها وقد تنهك الحكومة قبل أن تهزم ويرجع الوضع كما هو عليه بسبب قوتهم.

ألا توجد فكرة يمكن إعتبارها سبب الحرب وسبب استمراريتها، فكرة معينة مثالية ومقنعة يحارب لأجلها الجانبين بحيث تحفظ ماء وجهيهما أمام الشارع الداخلي والخارجي لأن أغلب اللقاءات التلفزيونية لم تقدم لسبب مقنع لدى الجانبين، إن لم يكن لديهما فكرة أساسا عن سبب الحرب وكانت " نرفزة قبائل بعضها فوق بعض " تطورت لتصبح حربا.

ولأجل الحوثيين نقول " نعرف جميعا أن الحكومة حكومة أقوال لا أفعال فهي تنادى بالديمقراطية والحقوق الإنسانية والحريات العامة والتنمية ويمن بلا فساد وبالعدالة والإنصاف والمساواة ومع ذلك لا تقوم بحركة جدية و ملموسة في هذا الجانب" وهذا قد يكون سببا لمثل هذا الحراك الذي تقومون به، وأيضا من حق أي طائفة دينية أو مذهب أن يمارس طقوسه كما بداء له فهذا ما يتحدث به الإعلان العالمي لحقوق الإنسان والمعاهدات الأخرى كالحقوق المدنية والسياسية والحقوق الإقتصادية والاجتماعية والثقافية وبالتالي فأن الحكومة مخطئة في الحرب إلا فيما عدا بعض الأفكار التي تبثها الجماعة والتي تحض على الكراهية وتحرض على العنف.

وألا يمكن اعتبار الحوثيين رائدة الحركات في اليمن التي من شأنها أن تكون فاتحة لوجود حركات أخرى تدعو وتمارس العنف في محيط الشباب في ظل الكذبة طويلة المدى التي عشناها في ظل حكومة ونظام الأقوال وليس الأفعال, ولكن لنفكر في تبريرات للحكومة أيضا فهذه الحكومة تقوم بما تستطيع عمله في ظل قله عائدات النفط وذهاب عائدات الغاز المستقبلية في قضايا الفساد ومرور العالم بالأزمة المالية العالمية التي ستقلل من حجم المعونات التي ستأتي إلى اليمن، وبالتالي فكل الوعود التي وعدتها الحكومة كانت صادقة وما زالت ولكن تأتى الرياح بما لا تشتهى السفن، ووجدت هذه الحكومة وهذا النظام نفسه وجها لوجه أمام شعب كان يسمع الكثير من الوعود فإذا به يفأجا بأن معظمها ذهبت أدراج الرياح.

فى الحقيقة هناك الكثير من راكبي الباصات فى مجيئي وذهابي إلى العمل يتحدثون عن الحوثى كواحد من أيادي النظام حتى وقت قريب وأن ما يحدث هو إختلاف في وجهات النظر والمصالح وبالتالي فهم "فخار يكسر بعضة " وفي حال حقيقة هذه الأقوال فالأمنية إن يتم تكسير هذا الفخار بعيدا عن الشعب.

أعتقد أن هذه الحركة ستصمد كثيرا وستظهر غيرها في اليمن عاجلا أو أجلا في مناطق متعددة على مر المستقبل إذا لم يكن لدى الحكومة اليمنية والنظام الحاكم في اليمن استراتيجية تفعيل جميع وعودهما السابقة التي أن تحققت كلها أو حتى بعضها فسيعمل هذا على دفن الكثير من الأفكار السلبية من أي الجماعات الموجودة أو التي في طور النمو والتطور لان البيئة التي كانت ستكبر فيها ستصبح بيئة طاردة لأفكارها.

إن الكرة كانت سابقا وألان وفى المستقبل لدى الدولة وهي الوحيدة التي تستطيع أن تحفز العنف في شعبها، وهي الوحيدة التي تستطيع صناعه الأمن، ولكن ليس الأمن عبر القوة والهيمنة والتسلط بل الأمن القائم على الإحترام وتطبيق الحقوق والحريات والتنمية والديمقراطية، فهل الحكومة ستقوم بذلك؟

 أغلب الظن "نعم “. فليس للنظام وحكومته أي قدرة على الدخول المتواصل في نزاعات هنا وهناك للصراع مع حركات متوالدة بسبب الظلم السياسي والإجتماعي لما لذلك من إنهاك لها ولداعميها على المدى الطويل.