Fri,Apr 26 ,2024

إستخدام المسرح كأداة لتعميق مفاهيم الثقافة المدنية

2021-10-03


إن المسرح من أهم الفنون التي ساهمت في التغيير والتطوير منذ قرون زمنية عديدة، وبالرغم من أن هناك العديد من الأدوات الحالية كالسينما والمسلسلات والانترنت أصبح لها تأثيرا أكبر من المسرح الا أنه ما يزال ذو أهمية فريدة للتأثير لقربه من البشر، وقدرته على تمرير الكثير من الأفكار والمفاهيم التي تساعدهم على النظر لحياتهم بشكل جدي ومعالجة مشاكلهم بشكل مبتكر وجماعي.

وتعيش اليمن حاليا مرحلة زمنية طويلة وصعبة تشتت فيها أراء الناس واعتقاداتهم وولائهم للكثير من الجماعات السياسية والدينية والعسكرية، وابتعدوا بشكل مخيف عن مناقشتهم أو مطالبتهم ببناء الدولة المدنية الحديثة والتي تقوم على المؤسسات ولا تركز على الشخصيات في العمل المؤسسي الحقيقي.

إن المسرح له دور كبير في الوقت الحالي ليقدم للجمهور رؤى وأساليب مغايرة للعمل السياسي اليمني لا تقوم على اغتصاب السلطة أو الشخصنة في حكم الشعب وهذا ما على الشباب وتحديدا الموهوبين منهم في الكتابة المسرحية أو التمثيل المسرحي القيام به بحيث يكون المسرح اداتهم الحقيقية للتوعية, وجعل المسرح بوابة ليعبر من خلالها الشباب للجمهور لتمرير قيم الدولة المدنية والتربية المدنية والثقافة الحقوقية ونبذ العصبية والطائفية والمذهبية , ونبذ استخدام السلام واللجوء الى المظاهر المسلحة المتكررة , واهمية اشراك المرأة والفئات الاقل حظا في المشاركة المدنية والسياسية و في مراكز صنع القرار في الشارع اليمني , ومن المهم للشباب العمل على التوعية بأهمية التركيز والجدية والتخلي عن كل المظاهر التي من شأنها عرقلة عجلة التنمية.

لقد أن الأوان لصعود أصوات مغايرة لصوت الحرب الأبدية، وشيوع الأفكار المتطرفة والغبية وتقديم رؤى تأتي من الشارع وتعزز مطالبة الجمهور بالحرية والديمقراطية والتنمية، وقد يعتبر البعض أن المسرح ذو تأثير خفيف وفي الأساس لا توجد حركة مسرحية جادة ومتنامية في اليمن وخصوصا مع السلطات الحالية ودرجة كراهيتها للفنون ولكنها قد تعتبر الخطوة الأولى في مسار الالف خطوة نحو التحرر من التشابه والاحتفاء بالتنوع في قادم الأيام.