Fri,Apr 26 ,2024

الإنترنت والحرب في اليمن

2021-04-19


 

ما الحاجة إلى القنوات والصحف في وجود الإنترنت وخصوصا الجيل الثاني منها والذي يستطيع جعل كل شخص جعل نفسه (إذاعة - تلفزيون - صحيفة) قائما بذاته ولذاته, فتقنيات الفيديو على اليوتيوب, والمواقع الأخرى المشابهة تجعل من رفع ملفات الفيديو المصورة من الهاتف أو عبر كاميرا رخيصة تنتشر فى العالم أجمع, وتقنيات البود كاست تستطيع أن تجعل من أي شخص إذاعة قائمة بذاته عبر ميكرفون بدولارين وبعض المعالجات التقنية, وتخلق المنتديات والمدونات فضاء لا سقف له في تكوين ألاف الصحف الالكترونية التي تستطيع أن تجعل من هذه الحركة أو تلك قادرة على التواجد الإعلامي بنجاح, وتأتى الشبكات الإجتماعية كنوع جديد وملهم وقوى فكل ما كان يتم رفعه إلى الإنترنت كان يجد طريقة إلى الشبكات الاجتماعية ( فيسبوك وأخواتها ) بحيث أصبح حتى الغير مؤمنون بالحرب يشاركون الصور ومقاطع الفيديو التي يتم تداولها وتشاركها والتي يجد بعضها رواجا تصل به إلى القنوات العربية والدولية لتكتمل الدائرة هنا ولتصبح للإنترنت دور كبير في هذه الحرب بحيث مواطن التأثير الحقيقة الآن ليس الصحف ولا التلفزيون ولا الإذاعة ولكنها الإنترنت فمن خلالها يستطيع المتحاربون والمشاهدون للحرب المشاركة في صناعة الحرب أو السلام أو المشاركة في مسائل الحقوق الإنسانية و الحريات العامة والديمقراطية والتنمية.

لقد أعجبني فيما مضى من الإنترنت ما كان يسمى بالمدونات وكانت إحدى الأفكار التي أعجبتني فكرة التدوين الحكومي التي كانتمتداولة وبكثرة لدى مسئولي الحكومات في كل الدول الغربية فكل أو معظم المسئولين في الحكومة أو أعضاء مجلس النواب أو المقدمين الكبار للخدمات الحكومية مدونة شخصية ومجانية على الإنترنت يشرح منها وجهه نظرة الداعمة أو الرافضة لسياسات معينة, ويقدم فيها أفكاره ويستوعب منها أفكار الناس الذي يخدمهم من خلال مشاركتهم وتعليقاتهم على مدونته, وهذا ما إستمر حاليا وإنتشر في الوطن العربي ومن ضمنه اليمن عبر الفيسبوك ووجود صفحات للمسئولين اليمنيين من كافة الجهات المتصارعة على هذا الموقع ويمكن أن تكون هذه التقنية سبيلا لإيصال الصوت الشعبي ورغبته بالسلام الى صناع القرار لدى أطراف الصراع والعالم.

يمكن للإنترنت أن تكون أداة فاعلة للشعوب لرفع صوتها وحاجتها للسلام والتنمية , ولكن للأسف يبدو أن الإنترنت في اليمن والفيسبوك خاصة أصبح مرعى لرواية التجارب الشخصية والنكات والطرائف اليومية وبعض الأعمال الإنسانية الشخصية لبعض المؤثرين وهذا إستخدام قاصر لهذه التقنية الضخمة والمؤثرة.