Fri,Apr 19 ,2024

هشاشة المجتمعات اليمنية في الحرب

2021-04-19


من أهم المواضيع التي كانت تجعلني سعيدا لحدوثها في تلك الفترة من 2012- 2013 هي توجه اليمنيين الى الحوار, وهو شكل راق من أشكال التغيير والتطوير للمجتمع, ومعرفتي ببدء تكوين لدولة يمنية حديثة فى مؤتمر الحوار الوطني, بالإضافة لذلك الزخم الكبير فى النقاشات ليس فقط لدى أعضاء المؤتمر ولكن فى الشبكات الاجتماعية, والشارع, وخيم الحوار, والمنظمات, ووسائل الإعلام, والإنترنت وإنهمرت في كل مكان الافكار المهمة والملهمة فى مجالات التنمية كافة, ونوقشت الكثير من القضايا في الصحة, والمياه, والصرف الصحي, والنظافة, والتغذية, والحماية الاجتماعية, وحماية الطفل, والتعليم, والثقافة, والأمن الغذائي, وسبل العيش, والتوظيف, والزراعة, والبنية التحتية مثل الطاقة, والإسكان, والنقل, والاقتصاد, كما فى المشاريع الصغيرة, والمتوسطة, والقطاع المصرفي, والتجارة, والبيئة, وحقوق الإنسان, والأمن, وإدارة العدالة, بالإضافة الى الحديث حول الحكم الرشيد, والإدارة العامة, والعلاقات بين المجتمعات, والتماسك الاجتماعي, وغير ذلك من القضايا المهمة , ولكن فجاءة اختفى النقاش التنموي, وظهر الجدل العقيم , ولتعقبه هذه الحرب التي نعيش أحداثها حتى الأن.

لقد كانت المؤسسات اليمنية الحكومية أو غير الحكومية هشة أصلا بسبب عقود الفساد الزمنية, وغياب المؤسسية, إلا أنها تعرضت لهزة كبيرة أثناء الحرب, وأصبحت هذه المؤسسات منهارة تقريبا, وغير قادرة على تقديم خدماتها بالشكل الملائم للجمهور بعد الحرب على اليمن من قبل قوات التحالف, وانقطاع الكهرباء والمياه على سبيل المثال, وبصفتهما أهم خدمات تقدمها الحكومات لشعوبها يقلل أيضا من نسبة تطبيق حقوق الانسان في اليمن فالحصول على مياه نظيفة هو من اساسيات حقوق الانسان بعامة, وكذا بالنسبة للمستشفيات التي اصبحت تنوء تحت وطاءة عدم وجود طاقة تستطيع من خلالها تشغيل اجهزتها مما يعود بالضررعلى العمليات الجراحية والغسل الكلوي الذى تتواتر أنباء عن سوء خدماته وموت العديد من الاشخاص المصابين بالفشل الكلوي, وتستمر المعاناة لنجد أن هذه الخدمات المتدنية أصبحت لدى كل المؤسسات اليمنية ذات الارتباط بمصالح المواطن اليمنى كافة مما يدعم التوجه الى زيادة إنتهاكات حقوق الانسان في كافة المصالح الحكومة, وكانت الهشاشة التي كانت تمر بها المؤسسات الحكومية اليمنية مقبولة في ظل الرغبة الظاهرية في الإصلاح حتى مع وجود فساد, ولكن ما حدث منذ بدء الحرب هو انهيار كامل للمؤسسية و الحركة التنظيمية في المؤسسات اليمنية.