Fri,Apr 26 ,2024

الإبداع كأساس للتقدم والمشاركة الحقيقية والأنيقة و الإبداعية

2021-04-14


إن إستثمار الإبداع كأساس للتقدم والمشاركة الحقيقية والأنيقة والإبداعية البعيدة عن الوعظ والإرشاد والخطابة والعصبية هوالطريق الأمثل للتنمية, ويمكن إستثمار الإبداع بشكل أكبر وأعمق وأشمل من خلال إستثمار أدوات إبداعية على المجتمع اليمني المهتم بالسياسة والعصبيات التي افرزتها الحروب في اليمن, وهناك العديد من الأدوات الإبداعية التي يمكن العمل عليها لصالح السلام والتنمية كالدراما الإبداعية والدراما الوثائقية والفنون التشكيلية والفنون السردية والشعرية للأطفال واليافعين والشباب بالإضافة الى العمل على مستوى صناع السياسات عبر استخدام أدوات الاعلام الجديد والتكتيكات الجديدة في عالم الإنترنت, ومسرح الطفل والاذاعات المدرسية الثقافية والإنتاج الثقافي للأطفال واليافعين سواء كان مرئيا أومسموعا أومقروءا, و لقد أن الاوان للعمل المكثف في ضوء الحراك الاجتماعي والسياسي والإقتصادي, وأن يبدأ الإبداع والثقافة تأخذ مكانها الطبيعي في التنمية والتقدم والترويج لحقوق الانسان والحريات العامة والتنمية المستدامة, وإن زيادة الحساسية للإبداع والثقافة في محيط صناع السياسات, وتفعيل وصقل ونشر الاعمال الإبداعية للأطفال والشباب سيخلق إقتصاد متعافي, وصناعات إبداعية, وأساليب جديدة للإبداع, والعمل على أن يكون الإبداع وطرق التفكير الإبداعية والممارسات الإبداعية هي الطريق للتغيير والتقدم هوالجديد في اليمن.

لقد ساهم الواقع الزمنى بعد الثورة, وزيادة النزاعات في اليمن في خلق قضايا جديدة ذات بعد طائفـــي ومذهبي, ومناطقي, وطبقي في تدني مستوى تعليم ودخل وصحة ورفاه وأمان المجتمعات اليمنية المحلية, وعندما نتحدث عن الإبداع ومشاكله لا بد أن نتحدث عن مشكلة الإبداع لدى الفئات الأكثر نشاطا في المجتمعات وهما الأطفال والشباب, وعندما نتحدث عن مشكله الإبداع مع الاطفال والشباب فنحن نتحدث عن مشاكل رئيسية تتمحور في عدم وجود سياسات ثقافية في اليمن تدعم الإبداع وتروج له كأساس للتقدم وتقديم اليمن بشكل أفضل للعالم.

 إن الإتجاه الجمعي في اليمن يدعم العصبية والطائفية والمذهبية والمناطقيه والطبقية, والحلول السياسية والعسكرية, وتجاهل الحلول الثقافية والإبداعية الداعمة للتطور والنماء والرفاهية, وبالتالي يجب أن يدرك الجميع أن لا مجال للخروج من الحال الذي تعيشه اليمن إلا عبر الترويج للإبداع كطريق سريع للتقدم والنماء, ولدينا الكثير من التجارب الناجحة التي أثبتت دور الصناعات الإبداعية في سلام وتنمية الدول, وسبب أكيد لتقدم الامم (الولايات المتحدة الامريكية وأستراليا إنموذجا ) أوحتى عبر ( المدن الإبداعية الأوروبية).

إن زيادة الإهتمام بوجود سياسات خاصة بدعم المنتج الإبداعي الثقافي, والترويح المجتمعي للإبداع كطريق سريع للتغيير الإيجابي والتقدم الحضاري سيعمل علي زيادة الحساسية بالإبداع والمنتج الإبداعي لدى صناع القرار والشارع اليمنى, واكتشاف طرق جديدة ومؤثرة للعمل الإبداعي الداعم لحقوق الانسان اليمنى وحرياته الأساسية وتنميته, وزياده في المنتج الإبداعي الثقافي والعلمي وتحقيق مساهمه إيجابيه له في صناعة السلام والمشاركة في التنمية في اليمن لتدعم وجوده كدولة رائدة في العمل الإبداعي في المنطقة العربية, ورفع مستوى الشارع ليوائم شروط وأنشطة العمل الإبداعي ومساهم في صناعته, وزيادة احترام للمبدعين ورفع لمستواهم ليصبحوا أكثر قدرة على تقديم المنتج الإبداعي بصورته الامثل,  وإدخال تقنيات أو سياسات موجودة ومفعله حول الطرق الفضلى لإكتشاف الإبداع وصقله والترويج له.

إن قلة الاهتمام بالإبداع والمنتج الإبداعي في اليمن سينتج عنه بالضرورة زيادة العنف والصراع السياسي والعسكري والحربي لأطراف الحرب وجمهور الشارع, وتطوره إلى بعد سياسى, وإجتماعي, وثقافي, وديني,  وإقتصادي بين الاطراف المختلفة وضياع الأموال على شراء الذمم يقلل أو يعمل على إنعدام وجود فرص للإبداع ليقدم فرص النماء للشارع اليمنى فسبب من نحن فيه من حروب وعنف وإتجاه متزايد نحو الصراع هو عدم وجود قوانين عليا أو سياسات تدعم المنتج الإبداعي منذ ما قبل ثورة 2011, وعدم وجود ممارسات على مستوى الشارع أو المدارس تعزز من قيمه الإبداع, فجمهور لا يتذوق الإبداع ويمارسه هو جمهور عنيف, فالثقافة تشذب الفكر الإنساني ولا تخلق قيادات وجماهير تنظر إلى الصراع والحروب كحل وحيد لقضايا اليمن.

إن حداثه مفهوم الإبداع وعدم وجود تجارب يمنية سابقة قد يخيف الراغبين في تفعيل هذا المفهوم, ولكن دراسته والترويج له وكيفيه تفعيله, وتحقيقه على المستوى السياسي وصناع القرار, وعلى المستوى الجماهيري أو المستفيدين في المجتمع سيجعل الإبداع ضمن قضايا الرأي العام, ومطلب من مطالب نهاية الصراع والسلام وبعدها سيأتي كمطلب من التنمية الجوهرية, وبالطبع ليس من السهولة تطبيق مكون الإبداع في اليمن بسبب التكتلات السياسية و العسكرية والقبلية والمشائخية التي لا تؤمن بهذا المكون, وتحد من فعاليات التطبيق والممارسة الإيجابية له, ولكن ربما مع العمل المتواصل وتقديم التجارب الإيجابية لتطبيقاته في الدول المختلفة سيعمل على ترك أطراف النزاع للنزاع كأداة للتفاهم حول وضع اليمن ومستقبله وإختيار الأدوات السلمية للوصول إلى حل عادل ومستدام في اليمن ومن ضمن هذه الأدوات السلمية على رأسها يمكن الإبداع.