Wed,Jul 16 ,2025

أفكار في أدوات ثقافية للتطوير
2021-04-13
يمر اليمن بمرحله إنتقالية صعبة إنطبعت سلبيا في ذهنية الإنسان اليمني بسبب الأحداث الإرهابية اليومية, والدعوات للعنف والكراهية, وتجاهل قيم الحوار والمواطنة والإلتفاف حول المرحلة الإنتقالية وحمايتها من تشوية الحركات الراديكالية في اليمن, وقد تضمنت المرحلة الإنتقالية مئات القصص لأشخاص أو مؤسسات تضررت من التحرك المناهض لها ولتفصيلاتها كالحوارالوطني والدستوروالفيدرالية, وقضايا الإنسان والتنمية, وتعتبر وسائل الإعلام هي الأكثر وصولا للشارع اليمنى بغض النظر عن التوزيع السكاني أو التضاريس الجغرافية بعد الرعب المتكون من التجمهر, وبالتالي أصبح من المهم التفكير في طرق تصوير المعلومات وتقديمها للجمهور من قبيل الكرتون والأغنية والمسرح المصور والأفلام الوثائقية والدراما الوثائقية وكلها أدوات تساعد على تمرير أفكار ومفاهيم ومعلومات بطريقة قصصية, ممتعة, سهلة, جذابة, وقريبة من الجمهور.
ومن أوائل الأدوات التي يمكنها صناعة الوعي والتغيير هناك المجلات المصورة ومجلات القصص المصورة, والتي تحضى بإقبال شديد في أواسط المراهقين لما تتميز به من حبكة في القصة, وثراء في الصورة، وتكاد تنعدم في بلادنا الإصدارات من هذا النوع الموجهة لفئة المراهقين الحساسة التي تمثل عبور من الطفولة لعتبات الشباب، وهي السن التي يتم إستغلال حماسة هذه الفئة وإجتذابها للإنخراط في برامج سياسية وعسكرية وقبلية، تؤجج من قيم العنف والتعصب وإقصاء الآخر, وبالتالي يجب أن يكون هناك توجه نحو إصدار مجلات تهدف لتقديم خطاب إعلامي موازي مشبع بقيم المحبة، السلام، الحوار، الهوية الوطنية، المواطنة والإنتماء, وتفرد مساحة للمستهدفين بالمشاركة في تقديم تصوراتهم وأفكارهم و رؤاهم ,وتقديم خطاب يستهدف المراهقين والشباب ويناقش المواضيع الحياتية المرتبطة بهم.
ومن الأدوات الثقافية المهمة في زيادة الوعي حول قضايا المجتمع والفئات الإنسانية هناك الحكايات والتراث الحكائي وإستلهامه, والحكمة من وراء كل حكاية في الترويج للقيم التي نحتاج أن نزرعها في أطفالنا, والحكايات يمكن التوجه بها للكبار والصغار ولكنها فعالة أكثر في محيط الأطفال, ويمكن من خلالها ومن خلال تفاصيل كل حكاية عمل حوار أجيال ما بين الكبار والصغار لتمرير المفاهيم والخبرات والتوصيات ليتربى الاطفال على حب الخير ومحاربة الشر, وبناء روح الاطفال لتصبح متسامحة وثرية وتتمتع بالإلهام من مغامرات أبطال الحكايات, وإستثمار التراث الغني للحكايات في المجتمعات العربية والإسلامية ذات الروح المتسامحة والباحثة عن السلام والبناء, والنشطة في مجتمعاتها التخيلية.
وتأتي الدراما ككل ومن ضمنها الدراما الوثائقية كشكل جديد من أشكال التأثير في المجتمعات وهذا ما فطن إليه المبدع الغربي, وخصص قنوات بأكملها للدراما والأفلام الوثائقية التي تشرح القصص الحقيقية والخبرات الحياتية لأشخاص ومجتمعات, وكيف عالجوا قصصهم وأوضاعهم ومشاكلهم لما للدراما والدراما الوثائقية من قدرة على التأثير, وخصوصا تلك الناتجة عن قصص حقيقية, ولديها شهرة وجماهير تصل لملايين المشاهدين دون الحاجة لتجمهر فعلي, وبصفتها تقنية ممتعة تبتعد عن أساليب التوعية النمطية المتعلقة بورش العمل والندوات والقوالب الإذاعية والتلفزيونية الجامدة والمكررة, وكذا بسبب أنها فن جديد ناجح في العالم ولديها قنوات متخصصة كناشيونال جيوغرافيك وناشيونال جيوغرافيك أبو ظبى والجزيرة الوثائقية, والجمهور في العالم بما فيه اليمن ولسبب أهم وهو حب الجماهير لهذا النمط من الفنون .
إن هناك الكثير من الأدوات الثقافية والفنية أكثر من المجلة والحكاية المسرحية أو المسرح بشكل عام والدراما بشكل واسع أو الدراما الوثائقية بشكل خاص ولكن في المجمل فأن هذه الثلاث الأدوات التي أعتقد بأنها غير مفعلة في اليمن بالشكل الكافي كما بعض الأدوات الثقافية الأخرى مثل الأغاني أو الحلقات التلفزيونية, وبالتالي يمكن تفعيلها وإضافة الجديد و الجيد في الشارع اليمني للتأثير على مسيرته نحو التنمية ليس بالمتوفر فقط ولكن بكل المواد والموارد المتاحة فالتغيير الإجتماعي صعب للغاية ويحتاج إلى كل الأدوات التي يمكن تفعيلها للوصول للجمهور .