Wed,Jul 16 ,2025

أهمية الحقوق الثقافية
2021-04-08
تعتبر الحقوق الثقافية من الحقوق المهمة حيث تعتبر الركن الخامس في أركان الحقوق العالمية الرئيسية التي تتمحور في الحقوق (المدنية والسياسية والاقتصادية والاجتماعي والثقافية) ومع ذلك ما زالت هذه القيمة الكبيرة للثقافة غير مفعله ومجهولة في اليمن حيث يدمن المجتمع المدني على الحقوق المدنية والسياسية لتصادمها مع السلطة مما يدفع إلى تشهير المؤسسة وبالتالي رفع سقف دعم هذه المؤسسات في أوقات قياسية وهناك مؤسسات كثيرة عمرها أقل من سنتين أصبحت ذات شهرة إقليمية لقربها من المختلف علية وهذا ما لم تستطع أن تقوم به المؤسسة حتى ألان الذي أمنت منذ أول أيام عملها بالثقافة وعملت على التبشير لها والدعوة لتفعيلها في عشرات المشاريع خلال ما يزيد عن سبع سنوات حتى الآن .
وعموما للثقافة دور كبير في المسائل المتعلقة بالحقوق والحريات والتنمية والديمقراطية والدعوة والنداء للحكم الرشيد واحترام كرامة الإنسان ومع ذلك لم تجد الثقافة حتى ألان الدور الملائم لها في مسائل تنمية الحقوق الإنسانية والحريات العامة بما فيها حقوق وتمكين المرأة والطفل والشباب والمسائل المتعلقة باحترام سيادة القانون والمطالبة بالشفافية والمسألة وتطبيقات الحكم الرشيد في الجمهورية اليمنية . وقد أصبح من المهم استثمار الثقافة عبر ( اكتشاف) دورها المهم والجوهري في مسائل التنمية بعامة والحقوق الإنسانية والقضايا المرتبطة بها كالحريات و الديمقراطية.
وترتبط الثقافة ارتباطا وثيقا بالتنمية والحقوق والحريات و تعتبر شارحة وموضحة وأداة مهمة للفئات الضعيفة والهامشية للمطالبة بحقوقها ونصيبها في المشاركة في الحياة العامة و تعتبر مساحة حرة يتم التعبير فيها بدقة عن أفكار وتأملات و عواطف وأحاسيس ومشاعر وأحلام ورغبات الشعوب في نمط حياة أفضل على مستوى الحقوق والحريات و تستطيع الدخول إلى خيال الفرد وتطلعاته لقربها من الروح الإنسانية و العادات والتقاليد المجتمعية والتراث الشفهي والمكتوب المشكل لحياة الفرد والمجتمع. وهى سجل تاريخي يحافظ على حيوية الوقائع ونبض الإحداث للأفراد والجماعات والحكومات و داعم كبير للشعوب في طلبها لاستحقاقاتها في العدالة والحقوق والحريات والمساواة والكرامة الإنسانية ورصد أنيق و مؤثر لإيقاعات الحياة اليومية ورفع لأبجديات الحقوق والحريات من مستوى الوعظ والإرشاد والتوجيه والخطابة والرتابة والتقريرية إلى مستوى فاعل وملهم . ومن خلالها يتطلع الإنسان إلى حياة حرة وسعيدة ومستقرة تضمن الكرامة وتحرر الإبداع وتحقق وتوسع حرية التعبير عن الإرادات والخيارات المستقبلية وهى غير مغلقة بل يمكن القول أن كل جماعه لها ثقافتها الخاصة التي تتحد أو تتقاطع مع الثقافات الأخرى لجماعات أخرى كالمرأة والطفل والمهمشين والريف والمدينة والمتعلمون والأميون.
أن الثقافة مهمة جدا لبناء مجتمع الحقوق والحريات والديمقراطية وهى الطريق الأهم للمسالة والدعوة للحكم الرشيد وبالتالي ومع ذلك ما زالت غير مفعلة في اليمن بما فيه الكفاية بما يدعم التنمية في هذه المجالات, وفيما يلي حكايتين عالميتين عن دور الثقافة في بناء مجتمع الحقوق الإنسانية
الحكاية الأولى :
كانت الروائية " هارييت بتشر ستو " قد فجرت في روايتها " كوخ العم توم " قضية الرق في أمريكا وكان هذا ينبع من إيمانها أن لا شي كالأدب يجعلك تتبنى قضية أبطال سود يباعون كالحيوانات من يد ليد وقد أدت هذه الرواية وغيرها من الأسباب إلى إثارة الرأي العام بخصوص المظالم التي تخص تلك الفئة و نشوب الحرب الأهلية في أمريكا التي أدت بدورها إلى إلغاء الرق على يد فرانكلين روزفلت .. كتاب ألفته إمراة أصبح اسمها رمزا للمحبة الخالدة تباركه الملايين وتمجد العمل الذي قامت به .... كانت رواية غيرت الولايات المتحدة الأمريكية وأيضا غيرت العالم .
الحكاية الثانية :
كان الكاتب الروائي "تشارلز ديكنز" في روايته " أوليفر تويست " أول من لفت الأنظار إلى ظاهرة استئجار الأطفال واستخدامهم للتسول مقابل مبلغ بسيط يقدم لأهاليهم وكانت العملية منظمة ولكل طفل مكانه المحدد في المدينة وكان الذي يدير العملية شخص شرير أسمة فاجان .
نقلت بعض صفحات هذه الرواية إلى البرلمان ( كان تشارلز ديكنز يعمل مراسلا في تلك الفترة ) وعلى ضوئها تمت مناقشة قضايا عمالة الأطفال كما استخدمت هذه الصفحات في الحملات السياسية أيضا .