Sun,Jul 13 ,2025

لماذا لجاءت إلى التدوين 2008-2013

2021-04-08


 في زمن ما إنتشرت المدونات كشكل جديد من أشكال التعبير في العالم والعالم العربي وقد إندفع إليها الكثير من المبدعين والنشطاء والمهتمين قبل أن يظهر الفيسبوك ليصبح هو حائط الجميع وقد لجاءت إلى هذه التقنية الجديدة لرغبتي في نشر كتاباتي التي كانت تخرن في الدولاب لفترة طويلة لأنني لم أكن أملك كمبيوتر لأكتب فيه ما أريد وبالتالي كان الورق هو المخزن الأول لكتاباتي التي لم أستطع خلالها أن أطرحها في كتب ورقية حينها حتى اجتمعت معي روايتين ومجموعتين قصصيتين بالإضافة إلى بعض المسرحيات التي كنت أكتبها لبعض المؤسسات الثقافية اليمنية وخصوصا في مجال مسرح الدمى.

تعرفت على التدوين والمدونات وأصبحت لدي الرغبة بالنشر على حائط أملكه على الأنترنت وبدأت أنشر كتاباتي في المدونة, وبخصوص عملي في حقوق الطفل في مؤسسة يمنية محلية حينها بدأت أكتب رؤيتي حول حقوق الطفل وقضاياه والمشاكل التي تحيط به, وفجأة تغلبت الحقوق على الأدب لدي ففصلت بينهما في مدونين منفصلتين فالدافع الرئيسي هو إخراج ما بداخلي من أفكار ورؤى وحب وبحث عن قيم الحرية و الجمال والحقيقة والحب وفكرت حينها أن يكون للأدب نافذة على الإنترنت عبر مدونة خاصة بكتاباتي الأدبية ومدونة أخرى لما أكتبه في مجال الطفولة, وكانت هناك مدونة ضمانات الحقوقية ومدونة ضمانات الأدبية, وكانت البدايات متواضعة ولكن العمل اليومي المستمر على مدونة ضمانات بشقيها الحقوقية والإبداعي دعمها بشكل كبير وجعلها معروفة ومشاركة على مستوى عربي في العديد من الفعاليات العربية, وقد ساعدتها شهرتها وتخصصها في مجال حقوق الإنسان لتصبح من المدونات القليلة جدا أو ربما كانت الوحيدة في اليمن المشاركة في تجمعات عربية مهمة كالمدونون الشباب العرب أصدقاء جامعة الدول العربية , والمدونون والمبدعون العرب للتجاوب مع الإيدز في المنطقة العربية , والمدونون الشباب العرب ومكتبة الإسكندرية , وهذا بالإضافة إلى تقديمها فرصة التزاور والتجاور مع صندوق سفر كصندوق تجوال الشباب العربي كمدون حقوقي يسافر للتعرف على تجارب حقوق الإنسان في العالم العربي ومن ضمنها السفر الى مصر لزيارة مركز الأرض لحقوق الانسان, والسفر إلى بيروت للتعرف على تجربة مركز الباحثات اللبنانيات في بيروت.

وبخصوص تقنيات التدوين فقد إستخدمت الصور فقط لأسباب تتعلق باحترافية التدوين على اعتبار اننى حتى الآن لم أستطع رفع الملفات الصوتية والقيديوية وغيرها وبالكاد استطعت خلال الفترة الماضية رفع الصور وربما يحتاج الأمر إلى تدريب أو التعرف على تجارب في هذا المجال والاستفادة منها ولا أستطيع التحدث عن إيجابياته لانى لم أستخدمه ولكنى أظن إن إيجابياته تتلخص في تنوع المدونة وجعلها أكثر جودة و تأثير فالصورة تغنى عن إلف كلمة فكيف بملف فيديو أغلب الظن انه قوى التأثير لحد كبير وهذا إيجابي بالنسبة لي لكنى لا أملك أدواته, ولا توجد مفارقة ما كوميدية أو حزينة بالنسبة لي فأنا أدون بشكل يومي أحيانا وبشكل اسبوعى أحيانا وأكتب قصة أحيانا أو مقالة أو تقرير أو خبر لم تحدث مفارقة أستطيع أن أقول أنها منعطف مهم أو شئ جيد أتذكرة أو حتى سئ بالعكس هناك رتابة في الموضوع ولكنها رتابة مريحة .

ولقد أضاف لي التدوين والرغبة بالمعرفة عن هذا العالم وتتبع أخباره وأدواته الى أن أحاول إستعارة أو إبتكار أفكار لتطبيقها في اليمن وخلق جانب جديد ملى بالفرص للعمل والنشاط فأنا منذ أن بدأت بالتدوين في وقت سابق أحببته بشدة وبدأت بالعمل على نشرة عبر عدة أفكار تحولت إلى مشاريع ومنها على سبيل المثال :-

فكرة مشروع مدونين مبدعون من أجل حقوق الإنسان والتي نفذتها مؤسسة إبحار للطفولة والإبداع التي أتشرف بأنني كنت أحد أعضاءها لوقت طويل منذ 2004 وحتى 2015 وكانت فكرة هذه المدونات بالتعاون مع فريدريش ايبرت 2007م بالإضافة الى المشاركة في لقاء المدونين اليمنيين للتجاوب مع مرض الايدز في الجمهورية اليمنية ولينجح مشروع مدونات مبدعون من أجل حقوق الإنسان ويستمر لمدة 3 سنوات 2009-2012م " بالتعاون مع الصندوق العربي لحقوق الإنسان , وكانت هناك أفكار أخرى تمت كتابتها كمشاريع ولكن لم يتم الموافقة عليها وخصوصا مع بدء ظهور الشبكات الإجتماعية كفيسبوك وضمور المدونات في الإنتشار وإنتقال الجميع إلى حائط الفيسبوك كشكل جديد من أشكال التواصل الإجتماعي حينها كان ينتشر بسرعة في محيط الجميع.

ومن التدوينات المهمة والتي كان لها أثر تدوينية متسلسلة بعنوان الأطفال واليافعين في الضواحي اليمنية عن التعليم والصحة والأمان والثقافة للأطفال في الضواحي اليمنية فقد أثارت عدد من ردود الفعل بالنسبة للقارءى لغرابة الفكرة وإلقاءها الضؤ على فئات إنسانية كالطفولة في مناطق تعتبر حتى الآن منسية تماما في برامج التنمية للحكومات و منظمات المجتمع المدني برغم كثافة القضايا فيها وخصوصيتها وقادتني سلسلة التدوينات هذه إلى أتفاق بيني وبين صحيفة إنجليزية " يمنية ناطقة بالانجليزية " لتنزيل هذه التدوينات في الصحيفة خلال العام القادم, ولقد غيرتني مرحلة التدوين والمدونات كثيرا على مستوى الفكر عبر التعليقات على المدونة, وعلى مستوى العلاقات عبر مشاركة المدونة كمدونة وأنا كمدون وليس كناشط في مؤسسة للطفولة في العديد من الفعاليات التدوينية اليمنية و العربية, وتغيير في مستوى الإحساس بقيمة الكلمة وقدسية حق الراى والتعبير , ومع الأفول الكلي لمرحلة التدوين والمدونات قمت بتحويل جميع كتاباتي الى موقع خاص بي لضمان الحرية في الكتابة واللجوء إلى شيء يخصني أنا, ولقد مرت مرحلة المدونات ومرحلتي أنا في الكتابة ضمن هذا الشكل بحماس البدايات والرغبة في اكتشاف ومناقشة كل المسكوت عنه ومناصرة التنوع والنشاط ما بين المع والضد.

تتميز المدونات الغربية بتأثيرها في السياسات كما حدث في قضية تسونامى وكما حدث في قضايا سياسية أخرى وكذا ما يميزها التنوع وسقف الحرية الواسع الذى يشمل فيما يشمل حرية التدوين " للمثليين جنسيا – المجموعات الدينية - التدوين الجنسى –الخ , وكما يميز المدونات الغربية وجود ما يسمى التدوين الحكومي وهو نوع من التدوين يقوم به إفراد الحكومة لتصبح المدونة هنا قناة تواصل بين الشخص المنتخب او العامل في مجال ما ومواطتية وذا لا يوجد في المنطقة العربية بشكل كامل فيما عدا مدونة الرئيس الايرانى الحالي, وفي اليمن هناك جرأة في التدوين ولكن لا توجد رقابة علية عند الحكومة على اعتبار أن الحكومة اليمنية لا تملك مستوى التطور في المجال الالكتروني كما في مصر ويرجع أيضا إلى أن اليمنيين لا يدخلون كثيرا إلا النت فتعتبر السلطات هذا الأمر عبارة عن عزل للتدوين عن الواقع مما يجعله غير مؤثر ولا ترغب في الأغلب الحكومة اليمنية بإشهار المدونين عبر اعتقالهم ودفع اليمنيين إلى زيارة هذه المدونات في ظل أن البحث يتم في الأغلب لليمنيين على الجنس والدردشة كما فى إستباينات سابقة ذكرت هذا الأمر عن اليمنيين .