Sun,Jul 13 ,2025

عصر الفقراء

2021-01-05


عندما يكون هناك حيتان أو اسماك كبيرة يبدأ المحيط بتكوين طفيليات تتغذي على فضلات تلك الكائنات الضخمة والمفترسة, وفي وضع اليمن ومع نشوء مجموعة من الحيتان التي التهمت معظم الموارد بدأت تتكون فى الشارع فقراء  كانوا الى ما قبل أعوام  مجرد أسماك صغيرة وجميلة ومكتفية بمواردها وما ينتجه محيطها .

ويجد أي شخص يطلب الغداء فى أي مطعم أن أحد يقف أمامه يطلب منك أن يشاركه الغداء, وفى مقهى تجد هناك من يطلب منك أن يشاركك شايك أو سيجارتك , وفى العزاء لا تكاد تمر دقائق الا ويأتي أحد ليطلب منك قات أو نقود أو ماء, وبعد إنتهاء العزاء تجدهم يجمعون قوارير فارغة يبيعونها بقيمة وجبة, وفى العرس خصوصا لدى النساء, وهناك من تأتي لتبيع ليفة الحمام, وأخرى تبيع كعك, وثالثة غطاء للمدفل, وأخرى تبيع شرشف مطرز ,وسادسة تبيع كساء لقصبة المذاعة, وبعد ذلك , هناك من يأتي ليجمع القوارير لبيعها, ومن يجمع أوراق القات لاغنامة , ومن تجمع عيدان القات حطب .

لقد بدأت المجتمعات اليمنية المحلية تتعايش مع الفقر, ولا تدرك أن بإمكانها التجمع لتطلب بعض الموارد والمساحة, وأنها لو اجتمعت فى جسد واحد ستصبح حوتا كبيرا يلتقف كل حيتان الحرب , ولكنها على ما يبدو مرتاحة للعيش على فتات الموائد وفضلات المقايل .

فقط لأنها تخاف !!!