Fri,May 03 ,2024

النقل والصراع

2021-01-05


يشتكي البعض من المعاملة اللاإنسانية والمهينة من قبل النقاط التابعة للحوثيين على خطوط السفر, والبعض الأخر يشتكي من نفس الأمر من النقاط التابعة للشرعية, ويشتكي الجميع بدون استثناء من طيران اليمنية بصفتها خط النقل الوحيد من وإلى اليمن, ومن جهة أخرى وعلى المستوى الداخلي أصبح قطع الطرق على مداخل المدن يمنع الناس من دخولها ويكلفهم معاناة كبيرة للغاية للوصول إلى ديارهم, وعلى سبيل المثال فهناك الحديدة ومشكلة كيلو16 وهو الرابط ما بين مدينة باجل والحديدة بحيث كان المسافر من صنعاء إلى الحديدة لا يحتاج عندما يصل لباجل إلا نصف ساعة للوصول للحديدة, ومع الصراع في كيلو 16 أصبحت وسائل النقل والمسافرين يحتاجون للسفر عبر طريق دائري طويل يستهلك ما يقارب الساعتين من طريق الضحى للوصول للحديدة, وليست مصادفة أن يكون هناك نفس المشكلة على أبواب تعز حيث يجد الشخص نفسه عند الدخول إلى تعز من أي محافظة يتعثر في منطقة صراع بسيطة جغرافيا على مستوى المساحة ولكنها تعتبر مدخل تعز بشكل عام في الحوبان ليسافر من يريد الدخول لتعز عبر طريق بعيدة وغير معبدة للوصول إلى مدينة تعز وبعدما كان المسير من الحوبان إلى تعز لا يحتاج إلا لبضع دقائق إمتدت المسافة لتصل لساعات ليصل الناس الى المدينة, وهذا ما نجده أيضا على حدود السعودية في منفذ حرض والذي كان يعمل حتى ما قبل الحرب, وكان المسافرون يدخلون بسهولة ويسر وخصوصا لدى العائلات التي تقطن ما بين هذه النقطة الحدودية والتي لم تكن تستهلك أكثر من نصف ساعة للوصول ما بين العائلتين في الدولتين ولكنها الأن قد تصل ليوم كامل من السفر للوصول إلى منفذ الوديعة والرجوع الى الجانب الأخر من منفذ حرض لزيارة العائلة هناك, مما يزيد من صحة الإعتقاد أن طرفي الحرب يتخصصون في محاصرة المواطنين من حقهم في التنقل ويبرعون جميعهم في هذا الجانب.

مبدئيا حق التنقل حق من حقوق الإنسان, ولا يجب التنازل عنه أو التعامل معه بخفة من قبل أطراف النزاع أو من قبل المواطنين على مستوى السفر للخارج والذي يجب أن لا يتم المساس به وخصوصا للتعليم والعلاج إلا فيما يخص القوانين الداخلية للبلد المستقبل, وعلى مستوى الداخل والذي يجب العمل بشكل جدي على إنهاء معاناة المواطنين على منافذ المدن في تعز والحديدة وبقية التجارب المشابهة لهذه التقنية الحربية الغبية من قبل طرفي الحرب, ومن المهم لمنظمات المجتمع المدني سواء الواقعة تحت طرف الحوثيين أو تحت سلطة الشرعية العمل على مناصرة والضغط بإتجاه إحترام كل طرف من الأطراف حق الأفراد في التنقل بحرية وأمان , وعلى الامم المتحدة بصفتها " كما تقدم نفسها " راعية للحقوق في العالم أن تضغط بإتجاه أن يحترم المتصارعين حق الأفراد في التنقل بصفته حق من حقوق الإنسان الداخلي والخارجي والمعترف به في إتفاقيات دولية تقول هي أنها موجودة لتكفل تطبيقها في العالم.

إن موت الكثير من اليمنيين في خطوط السفر, أو لعدم قدرتهم على الذهاب لمحافظات أخرى للسفر خارج اليمن للعلاج يعني أن هذا الحق يرتبط بحقوق ذات أهمية فارقة كالحق في الصحة والرعاية الصحية والحق في التعليم وغيرهما من الحقوق, ولقد أن الأوان للتركيز على الحق في التنقل كحق مهم من حقوق اليمنيين ويجب أن يتمتعوا به بيسر وسهولة وبدون تكاليف عالية عليهم وعلى الأمم المتحدة والمجتمع الدولي مناقشة هذه القضية بحزم مع طرفي الحرب لأنها تزيد بشكل كبير من معاناة المواطن اليمني على خطوط السفر المحلي والدولي.