Fri,May 03 ,2024

ضمانات الجودة فى تقديم الخدمات العلاجية والصحية للمتعايشين مع مرض الايدز فى المنطقة العربية

2021-01-05


في الاجتماع الاقليمى للقيادات العربية للتجاوب مع مرض الايدز في المنطقة العربية والتي ضمت القيادات الدينية وقيادات المؤسسات الغير حكومية في المنطقة العربية و والشبكة الخاصة برجال الأعمال للتجاوب مع مرض الايدز في المنطقة العربية بالإضافة إلى برلمانيين عرب و موفدي برنامج هاربس في المنطقة العربية بالإضافة إلى مجموعه صراحة التي تضم المدونين للتجاوب مع مرض الايدز في المنطقة العربية كان من بين الأسئلة التي تكررت في هذا الاجتماع من قبل الدكتور إيهاب حول ما هي المفاهيم التي تؤمن بها في عملك وحياتك وقد كررت بالنسبة لي مفهوم الجودة كمفهوم أنا مؤمن به بشكل كبير في العمل الاجتماعي الذي أقوم به .

وقد تأكد لي هذا بعد اللقاء على مائدة الطعام أو في الاستراحات وفى وقت الاجتماعات مع مجموعه من المتعايشين والذين عشنا معهم أياما ثلاثة كان فيها التعرف على ما يعانونه في سبيل الحصول على الخدمة العلاجية والصحية دافع للإيمان بمفهوم الجودة كهدف بعيد يحتاج إلى الكثير من الجهد لتحقيقه .

ففي حكاية لها قالت أحد المتعايشات مع فيروس نقص المناعة المكتسبة عن بعض ما تعانيه من بيروقراطية وروتين قاتلين في بحثها عن الدواء الذي يجب أن تحصل علية مجانا .

وأذكر أنها قالت انه لا يوجد في المنطقة التي توجد بها " في السودان " مكتب لتقيم الخدمة الدوائية والعلاجية في هذا الموضوع وهذا ربما أدخلته أنا في عقلي تحت جملة " عدم شمولية العلاج لكل المتعايشين مع الايدز في المنطقة العربية " ويحتاج هذا الأمر أول ما يحتاج إلى دراسة عن هذا الموضوع وعن أماكن تواجد المتعايشين والطرق المثلى للتوصل إليهم لتقديم الخدمات العلاجية والصحية وكذا النفسية لهم بما يخدم حالتهم هذه .

وأيضا فقد ذكرت أنها عند ذهابها للعاصمة للحصول على الدواء فإنها قد تصل ولم يصل الدواء بعد وبالتالي تضطر للمكوث يوما أو يومين لحين وصول الدواء وهذا أيضا يدخل في باب " عدم وجود الجودة في تقديم الخدمة العلاجية و الصحية للمتعايشين مع فيروس نقص المناعة المكتسبة / الايدز في المنطقة العربية .

ومما يؤسف له أيضا أن العديد من المتعايشين ذكروا أن الادويه رغم أنها مجانية لا تصل بالكم الكافي حيث يتم طلب كمية من الأدوية تكفى المسجلين لدى الدائرة المختصة ومن ثم فأن ظهور أي حالة جديدة لا تعنى انه يمكن أن يوجد لها الدواء في وقته مما يعنى عدم وجود خطط بديلة أو تحركات عاجلة بهذا الشأن وبالتالي فهذا يعطيني أنا كمستقبل لهذه الأفكار إيمان جيد بعدو وجود جودة على مستوى التخطيط لتقديم هذه الخدمات العلاجية في المنطقة العربية .

إننا نجد أشكال العلاج الذي يقدم للمتعايشين في الدول العربية والتي تقدم لهم في أغلب هذه الدول في أكياس بلاستيك تجعلها غير محفوظة بالشكل الملائم لها كعلاج ناهيك عن كونها علاجا للايدز أو على الأقل مضادا لعدم تقهقر المريض إلى الخلف وبالتالي وبخلاف التأخير وعدم الشمولية قد نضم أيضا عدم جودة العلاج نفسه وعدم جودة حفظة في حاويات مناسبة للمرضى  ولجودة فعاليته .

وربما ندخل الآن في الأسئلة حول مدى جودة الخدمات المقدمة م قبل المؤسسات الغير حكوميه للمتعايشين مع فيروس نقص المناعة المكتسبة والسؤال هل تقدم هذه المؤسسات الخدمة بشكل جيد للفائت التي تخدمها على مستوى العلاج و التوعية الصحية للمتعايش والمتعايشين مع المتعايش وعن مدى الجودة في تقديم خدمات المناصرة كسب التأييد لقضايا المتعايشين مع هذا المرض وعن مدى حماية هذه المؤسسات لحق هؤلاء في العمل و المشاركة في كل أوجه الحياة بدون وصم أو تمييز .

 

أغلب الظن أنها تقوم بما يوفره لها كادرها وقدراتها وحجم التمويل أو القدرات المالية التي تحتويها ولكن في المقابل فمن الحق السؤال عن مدى جودة هذه الخدمات المقدمة ابتداء من الفحص ومرورا بالدعم النفسي والصحي والعلاجي وانتهاء بالضغط والمناصرة والتوعية بالحقوق والحريات المضمونة للمتعايشين مع فيروس نقص المناعة المكتسبة الايدز في المنطقة العربية .

إن من المهم الآن ليس فقط تكملة البناء في هذا المجال ولكن العمل على إجادة ما تم عملة في الموضوع الخاص بالمتعايشين مع الايدز في المنطقة العربية, ويبدو لي أن العمل قدما طوال الوقت وعدم مراقبة ما تم عملة وكيفية جودته خطاء بما لا يدع مجالا للشك . وفى تخيلي أن من واجب برنامج الأمم المتحدة للتجاوب مع مرض الايدز في المنطقة العربية " هاربس " وكذا البرنامج المشترك للايدز "UNAIDS "   العمل حاليا على دراسة المقدم من الخدمات و النشاطات و المشاريع لتبين مدى جودتها ومقاربتها لموضوع التعايش في المنطقة العربية .

ويبدو الأمر لي أن العمل على القيام بمؤتمر أقليمى تتبناه الدكتورة " خديجة معلى " اﻟﻤﻨﺴﻘﺔ اﻹﻗﻠﻴﻤﻴﺔ ﻟﻠﺒﺮﻧﺎﻣﺞ اﻹﻗﻠﻴﻤﻲ ﻟﻸﻳﺪز ﻓﻲ اﻟﺪول اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ سيكون له أبعد الأثر في حياة المتعايشين في المنطقة العربية بشروط أن يضم التالي :

  1. الضمانات الحمائية للمتعايشين في أماكن العمل . " ومن المهم أن يكون ضيوف هذا المساق وزراء العمل في المنطقة العربية واتحادات العمال الوطنية .
  2. ضمانات جودة الخدمات الصحية وشموليتها المقدمة للمتعايشين مع فيروس نقص المناعة المكتسبة الايدز من نواحي الدعم النفسي والصحي والعلاجي . ومن المهم أن يكون ضيوف هذا المساق وزراء الصحة في المنطقة العربية واتحادات ونقابات الأطباء و المؤسسات الغير حكومية التي تمتلك مساق للحقوق الصحية ضمن برنامجها " المبادرة المصرية للحقوق الشخصية ومساق الحق في الصحة على سبيل المثال لا الحصر "
  3. ضمانات جودة التوعية والترويج والضغط لقضايا المتعايشين في المنطقة العربية ومدى نجاحها في تغيير السلوك والممارسات تجاه المتعايشين في المنطقة العربية … ومن المرجح أن يكون هذا المساق تابع لشبكة المنظمات الغير حكومية التابعة لبرنامج هاربس في المنطقة العربية .

ويبدو لي رغم عدم معرفتي بكل الظروف المحيطة بالايدز في المنطقة العربية أن من المهم الآن إحضار كل المتعاملين مع هذا الفيروس والمتعايشين معه وطرحهم على طاولة التقييم وقياس الأثر ومعرفة جوانب القصور والفشل والتعرف على المناطق التي يمكن التدخل بها بالمزيد من التمويل والخبرات و بناء القدرات لتجويد الموجود ألان في هذه اللحظة الآنية.

ومن المهم العمل على إيجاد أدلة تدريبية وتقارير خاصة بمدى الجودة في الخدمة المقدمة للمتعايشين والمتعايشين مع المتعايشين في المنطقة العربية وأن يتم عمل حد أدنى لهذه الخدمات وأن يتم مراقبتها عن كثب و مساعدتها في حال التعثر أو عدم القدرة على الاستمرار .

ومن المهم تحفيز المنظمات العاملة في هذا الشأن على بناء قدرات العاملين في هذا المجال من النشطاء و الصحيين و كل الذي لهم علاقة بالمتعايشين في تقديم الخدمات العلاجية أو الصحية بناء احترافيا يدفع بالعمل في هذا المجال من الظاهرة الصوتية والإعلامية إلى البناء الحقيقي المساهم في التغيير الاجتماعي .

إن العمل على توفير الحقوق الدنيا للمتعايشين يعتبر عملا صعبا لان الأمر هنا لا يمكن الاكتفاء فيه بتقديم الخدمة ولكن أيضا يجب الاهتمام بجودتها .

ولا يقتصر الأمر على بناء القدرات في مجال العاملين في هذا المجال ولكن أيضا - هل تم بناء قدراتهم بشكل إحترافى بحيث يستطيعون تقديم الخدمات بجودة عالية أم لا .

ويعتبر العمل صعبا أيضا لأنة لا يمكن الاكتفاء بتغيير بعض القوانين بالمنطقة العربية ولكن أيضا يجب مراقبة الأداء لتطبيق هذه القوانين ومن ثم جودة التطبيق ووصول الخدمة القانونية للمتعايش ولغيرة بشكل عادل ومنصف .

ويعتبر العمل صعبا أيضا لأنة لا يتم الاكتفاء ببناء قدرات المتعايشين ودفعهم للدفاع عن حقوقهم ولكن أيضا يجب الاهتمام هل قاموا بالدفاع عن قضيته كما يجب وبجودة عالية أم لا .

إن الاهتمام بالجودة أخيرا لا يقتصر على قضايا المتعايشين مع فيروس نقص المناعة المكتسبة ومدى جودة الخدمات المقدمة لهم من جانب الحكومات العربية والقطاع الخاص ومؤسسات المجتمع المدني  العربي   ولكنة أيضا يتوسع ليشمل كل القضايا والحقوق الإنسانية ومن هنا تأتى الصعوبة ومن هنا يأتي الدفع إلى أن تكون الجودة هدفا حياتيا لكل المتعاملين مع الإنسان في المنطقة العربية في كل المجالات والإيمان بالجودة ليس إيمانا بها كمفهوم ولكنة أيمانا بقيمة الإنسان والالتزام بتقديم الأجود له في كل ما يحيط به في حياته.

 والله الموفق .