Fri,May 03 ,2024

الاعلام اليمني وحساسيته السلبية للصراع

2020-12-25


إن صناعة إستراتيجية إعلامية وطنية ذات حساسية للصراع تعمل على صناعه توجه إعلامي محترف بما يضمن معرفة الجمهور بالأخبار بشكل صادق ومحترف وبشكل إيجابي هو التوجه الأهم فى الوقت الحالي في اليمن, ويجب أن يكون هناك تفعيل لقانون يجرم الحض على الكراهية, أو التحريض على العنف فى القنوات التلفزيونية, والإذاعات المحلية والوطنية والصحف اليمنية القومية والأهلية والمواقع الالكترونية.

تاريخيا فقد مرت اليمن بتطور إعلامي مقبول على مستوى العدد والممارسة بعد الثورة اليمنية, وكذا بعد الوحدة اليمنية ,وفتح المجال أمام التعددية السياسية والاجتماعية, ونشوء منظمات المجتمع المدني, والأحزاب, والصحف مما ساهم بشكل كبير في إثراء الشارع بالإعلام, والصحف المستقلة حتى بدأت مرحلة الحرب والاستقطابات الحالية السيئة في تاريخ الإعلام في اليمن فقد أصبح الواقع الإعلامي سيء للغاية نتيجة الاستقطاب, وهذا لا يعني أنه لم يكن سيء فى الماضي ولكن منذ العام 2011 والثورة الشبابية وبعدها أحداث 2014 أصبح الاعلام مرهون في أغلبه لخدمة شخصيات وجهات سياسية وجماعات عسكرية لا تحترم حقوق الإنسان والحريات العامة والديمقراطية, وإختفى تقريبا الإعلام المستقل فيما عدا بعض الإستخدام الجيد لوسائل التواصل الاجتماعي, والتي تحاول من خلال الأفراد والجهات "مالكي هذه الحسابات" جعل الخبر الحقيقي, والاهتمام بالحقوق الإنسانية والحريات في متناول يد الجمهور العام بطريقة مقبولة.

إن المعالجات الإعلامية لأخبار اليمن والصراع فيه بدائية وتفتقر الى الفكرة المتميزة والأسلوب الجيد في التناول وتستعير مفهوم الخطابة من المنبر, والتقريرية من العمل المكتبي, والتركيب من أعمال المونتاج ليأتي الخبر صارخا, مملا, مصنوعا بحسب إتجاه المؤسسة الإعلامية التلفزيونية أو الإذاعية أو الصحفية التي تبثه, ولقد مارس الاعلام فى اليمن دور غير مقبول فى الفرز الإجتماعي, وعزز الصراع فى اليمن بدلا من العمل على نشوء مجتمع مسالم ومتسامح ومتفهم وديمقراطي, وأصبح الاعلام يحتاج استراتيجيات للعمل والإستمرارية والإستقلالية والمصداقية والمعرفة أن الإعلام صنع لخدمة المجتمعات وليس أطراف نزاع .