Wed,May 01 ,2024

أطفال اليمن والحرب

2020-12-25


يمر الطفل اليمنى اليوم بأسواء فترة قد يمر بها الأطفال في أي دولة , فمن إنتهاك حقة في التعليم بسبب إستعمار المدارس من الجماعات المسلحة والنازحين أو بسبب قصفها من قبل قوات التحالف,أو سكنها من قبل النازحين, وليس إنتهاء بمشاركة الأطفال في النزاعات بالرغم من أنهم ما يزالون ضمن مقاعد الدراسة.

وتحتل اليمن مقاعد متقدمة في سوء تغذية الأطفال, والعنف ضد الأطفال على أشده , وتعتبر وفيات الأمهات عند الولادة هي من الأكثر إرتفاعا على مستوى العالم , وبسبب من الحرب نجد حتى أن الحق في الترفية أصبح من الممارسات الخطرة بالنسبة للأطفال.

أطفال شوارع, معدلات عالية من عمالة الاطفال, والعديد منهم يعيشون أسواء اشكال عمالة الاطفال, وتتكاثر أعداد الأطفال في نزاع مع القانون, والألغام الأرضية المنتشرة في بقاع كثيرة من اليمن خلقت خطورة يومية على حياتهم.

وماذا عن الفتاة, وتعليم الفتاة, ومدى تضرر الفتيات وتعليمهن في مرحلة الحرب؟ وهل ساهمت الحرب في زيادة تسرب الأطفال من التعليم؟ ومن يعمل حاليا في التوعية بأهمية التعليم, وخصوصا في الأرياف والتي تعتبر أهم مخزون بشرى للحرب؟, وهل هناك حاجة لتغيير السياسات التربوية لتصبح متلائمة مع وضع الحرب الحالية والتي يبدو أنها طويله الأمد؟, وما هو دور المنظمات الدولية في هذا الجانب, وفي إبتكار برامج تقوم بها هي كمنظمات دولية أو عبر مؤسسات المجتمع المدني خاصة بالتعليم في مرحلة الصراع ؟

أسئلة كثيرة تدور في بال أي مهتم بالأطفال وعلى رأسها تأثير الحرب في اليمن وعلى اليمن على حقوق الأطفال وخصوصا الحق في التعليم والصحة والترفية والحق في الحياة إبتدأ, ولا يبدو أن هناك الكثير من الإجابات على هذه التساؤلات المهمة في هذ الفتر, وذلك بسبب قلة المعلومات أو قلة مشاركتها من العاملين إلى المهتمين وكذا عدم إهتمام المهتمين بالطفولة أصلا بما ينشر في هذا المجال, وإن قلة المعلومات حول الوضع الإنساني في المجتمعات المحلية ناتج عن عدم قدرة المؤسسات على العمل لبدائية عملها أو تدنى مهاراتها أو قله تمويلها أو عن انحيازها لجهة من جهات الصراع, وهذا أحد أسباب شيطنة مؤسسات المجتمع المدني أمام الجمهور في المجتمعات المحلية ولو كان همها الإنسان لأصبحت محمية من قبل محيطها ولم تسقط مع أول شرارة للحرب ليبدو الأطفال حينها بدون سند لحمايتهم عبر رصد الإنتهاكات التي تقع عليهم أوعلى حقوقهم, وإنتهاكات حقوق الطفل لا تقع فقط عليهم من ناحية عدم توفر المدارس لهم لممارسة حقهم في التعليم, ولكنهم أيضا يفقدون الرعاية الوالدية ,فمع الزيادة اليومية في عدد القتلى سينتج بالتأكيد أطفال فاقدي للرعاية الوالدية وبالتالي ستزيد مع مرور الزمن مسائل متعلقة بالأيتام و بتهريب الأطفال والأطفال العاملين وقد تكون في مهن خطرة بالإضافة الى زيادة أطفال الشارع بالإضافة بالطبع إلى زيادة أعداد الأطفال في نزاع مع القانون.

إن ما يحدث منذ خمس سنوات مضت خطيرعلى أطفال اليمن , ويجب أن يتم التخطيط لعلاج هذه المشاكل وليس العمل عليها بعد الحرب كنتيجة لها, فالحرب قد تطول لسنوات, وتأجيل المشكلات لما بعد الحرب والإكتفاء بالأعمال الأمنة والمحايدة في الوقت الحالي لن يؤدى إلا لزيادتها وقوتها و أضرارها وبالتالي عدم القدرة على علاجها في مستقبل الأيام, وبالتأكيد فإن فقدان الشارع اليمني أعداد كبيرة من المؤسسات المحلية التي كانت تعمل لأجل الأطفال بشكل إيجابي ومؤثر يعتبر موشر سلبي في حياة الأطفال , ولكن الأوان لم يفت فما يزال الكثير من المؤسسات المحلية والدولية التي تعمل في مجال الأطفال ويجب دعمها والعمل معها.

يحتاج الأطفال بشكل عاجل في ظل الحرب لتأمين خدمات الإرشاد والتوجيه التربوي والعلاج النفسي والعمل على التوعية لمخاطر القصف ومخاطر الألغام الأرضية وغيره مما قد يشكل على حياتهم, ويمكن في هذا المجال للمجالس المحلية في اليمن أن تلعب دورا أساسيا بالتنسيق والشراكة مع مؤسسات المجتمع المدني المحلية والوطنية والدولية والحكومة المركزية وعلى رأسها المجلس الأعلى للأمومة والطفولة منطلقة في ذلك من المواثيق الدولية والعربية في تحقيق حقوق الطفل والمساهمة في حماية الطفل خلال الظروف التي تمر بها اليمن, وإن وجود خدمات جيدة موجهة للأطفال في هذه الفترة يحتاج للتشبيك بين المؤسسات الحكومية وغير الحكومية للعمل على توفير الخدمات التالية وبشكل عاجل:

  1. الأنشطة الترفيهية من قبيل المراكز الصديقة للطفل والفعاليات الثقافية والرياضية.
  2. الإستشارات النفسية والتي تتوجه لمعالجة الحالات النفسية التي تعرض لها الأطفال بسبب الحرب.
  3. المهارات الحياتية بما يخدم بناء مهارات الأطفال في مجالات الحياة المختلفة وتزرع فيهم الثقة بالنفس و القوة لمواجهة أخطار الحرب.
  4. العمل على مفاهيم حماية الأطفال في النزاعات بحسب المعايير الدولية في هذا المجال .
  5. العمل على التوعية بمخاطر الألغام الأرضية وطرق النجاة من القصف.
  6. العمل عن كثب مع الأطفال النازحين واللاجئين أو الأطفال غير المصحوبين وحمايتهم وتقديم كافة أوجة الرعاية لهم.

إن كل هذه الأعمال لها ارتباط وبشكل كبير بالعملية الإغاثية التي يقول المجتمع الدولي والمجتمع المدني المحلي بأنهم يقومون بتفعليها ولكنها وبشكل كبير ما زالت تحتاج للمزيد من الدعم والإهتمام والشمولية حيث أن من يتمتع بمثل هذه الأنشطة لا يمثل إلا القليل جدا من أطفال اليمن.