Sat,Jul 12 ,2025

الإنعكاس السياسي على الثقافة فى اليمن

2020-12-25


هل أثرت الأوضاع السياسية على الوضع الثقافي فى اليمن؟ وما مدى هذا التأثير؟ والى أى زمن سيتم تجاهل الثقافة فى أوضاع الصراع بالرغم من أهميتها سواء فى السلام أو فى الحروب ؟

مجموعة من الأسئلة تبادرت الى ذهني وأنا أحاول أن أعرف ما الذى جعل الشارع اليمني خال من الفعاليات الثقافية فى الفترة الأخيرة, وبالطبع فمع دخول عدد من البلدان ومنها اليمن مرحلة صراع عنيف بين مكوناتها السياسية المختلفة وجدت إنعكاسات سلبية على العمل الثقافي, ومن ضمن هذه الإنعكاسات:

  1. نقص الفضاءات الثقافية في العالم العربي التي يمكن الاستفادة منها ومن ضمنها فضاءات في دول ذات تاريخ ثقافي عريق مثل سورية و مصر وتونس والتي كانت تشكل وجهات رئيسية في العمل الثقافي وبالتالي قلت فرص التلاقح الحضاري والثقافي والعمل الثقافي المشترك والسفر للفاعلين الثقافيين من اليمن لدول العالم.
  2. إنشغال دول الخليج العربي بالبلدان ذات المرحلة الانتقالية التي تحيط بها وتوجيه جزء كبير من دعمها الذى كانت توجهه للبنية التحتية ومنها البنية التحتية الثقافية العربية الى الدعم السياسي لجهات تابعه لها أو في حد أدنى الدعم في مجال الاغاثة الإنسانية, ولا يبدو أن التمويل الخليجي الذى كان يشكل أهم موارد التمويل في اليمن والعالم العربي يهتم بالثقافة ويطرحها ضمن أولوياته.
  3. الحرب الحالية على اليمن والحصار الجوي دفع باتجاه عدم القدرة على السفر الى البلدان التي تهتم بالتطوير الثقافي في العالم العربي حيث أصبح الخروج من اليمن مكلفا للوصول للفعاليات العربية أو الدولية ذات الأطر الثقافية بالإضافة لوضع تأشيرات سفر على اليمنيين تجعل من وصول اليمنيين الى الموارد التدريبية صعبا ومكلفا وخطرا .
  4. التمويل وصعوبات نقل الأموال الى اليمن يدفع باتجاه عدم القدرة على العمل الثقافي وخصوصا مع حذف اليمن من قائمة عدد كبير من التمويلات لدى عدد من المانحين الإقليميين في العالم العربي لصعوبة إيصال التمويل وعدم الموثوقية بالإستمرارية والإستدامة في العمل الثقافي في اليمن بسبب الأوضاع العسكرية والسياسية المتقلبة.

إن هذه الأسباب وغيرها تجعل من العمل الثقافي ضئيل الحجم، صفري التأثير، خطر على العاملين الثقافيين وخصوصا في المجالات التي لا تتناسب مع السلطات الحالية والمتحاربة, وهذا يجعل من العمل صغير وغير مؤثر, وموسميا أو يعتمد في أغلبه على فعاليات إلكترونية على الإنترنت, وهذا يقلل من أهميته وتأثيره ووصوله الفئات الإنسانية التي تحتاج بشكل فعلي للثقافة.

إن من المهم التنبه أن الثقافة جزء محوري فى أى مرحلة من مراحل أى بلاد وسواء كانت اليمن فى مرحلة صراع أو فى مرحلة سلام وتنمية لا يجب أن ينتهي الإهتمام بالثقافة ودعمها أو تطرح فى أسفل الأولويات أو أن يتم تجييرها لصالح الفئات المتصارعة .