Sat,Jul 12 ,2025

الحرب والضمان الإجتماعي

2020-12-25


سيدة كريمة, تأتى بطفلتيها, وتقول أنها أرملة, وزوجها توفي في الحرب, ولا يوجد معاها معاش, وتسكن في فندق درجة عاشرة, وتتسول إيجار الفندق يوميا وتعتمد في توفير الأكل على الله .

إن وزارة الشئون الإجتماعية والعمل وجميع مكاتبها وعمالها مطالبة بعد ما يقارب ست سنوات على الحرب للقيام ببحوث وإحصاءات عن أيتام الحرب وأراملها, وكيفية ضم من لا يملك مورد لقائمة مستحقي المساعدات المالية فالحرب ليست رمي للشباب والرجال للمحرفة وجعل اليمن مقبرة كبيرة لهم , ووطن كبير للأرامل والأيتام .

لقد حان الوقت للوزارات المختصة وعلى رأسها وزارة الشئون الاجتماعية للنزول الميداني ووضع قوائم لأسر القتلى من اليمنيين , وضم من ليس لديه مرتب من الدولة من الأيتام والأرامل لقائمة مرتبات ثابتة تعينهم على العيش الكريم.

إن نسائنا وأطفالنا على حافة الهاوية , وكل الرجال اللذين قتلوا, خلفوا ورائهم نساء فقيرات لن يستطعن أن يدفعن بأطفالهن للتعليم, لنبدأ دورة جديدة من الجهل , وليصبح الأيتام أيضا وقودا لحروب قادمة .

من المؤثر فعلا مشهد سيدة عجوز تجر أمامها عربة يد فوقها ست لثمان دبات زيت مستعملة ومليئة بالمياه , الحرب أضرت كثيرا بكرامة أمهاتنا الكبيرات اللواتي عشن عشرات السنين من حياتهن في سعة من عيش وضمن خدمات جيدة وها هي الأن تجر سنوات عمرها الطويل لوحدها, وربما لأنها لا تجد قيمة خزان مياه تشتريه ليوقف إرهاقها اليومي , وربما لأنها لم تعد تحصل على المياه من الحنفية كما في أزمان غابرة.

إن تأثير الحرب ليس فقط على المتحاربين, ولكن للحرب تأثيرات جانبية تضر بالنساء والأطفال وتدفعهم للفقر, وتضر بكرامتهم الإنسانية, ويجب على الحكومات المتواجدة حاليا في اليمن العمل على حماية ورعاية أولئك النسوة والأطفال ممن قدموا من يرعاهم وقودا للحرب بعد أن كان وقودهم للحياة.