Sat,Jul 12 ,2025

المتضررون من الحروب أولى برعاية حقوقهم الإنسانية
2020-12-25
لم يحدث أن مر اليمنيين بما مروا به فى الوقت الحالي من فقر مدقع وأوبئة متتالية توالت عليهم بداية من الكوليرا والتيفوئيد وغيرها, وخسر اليمنيين الكثير من سبل المعيشة التي تطورت فى المجتمع اليمني فى الماضي ليجد اليمنيين أنفسهم فى مجتمع تنهار فيه قيم الرفاه والتنمية وحقوق الإنسان والحريات الأساسية وينتشر فيها التعصب والفقر والمرض, وإن حالة الحرمان والحاجة التي مر بها اليمنيين فى الوقت الحالي وتحديدا منذ 2014 تستدعي معالجات سريعة للمجتمع اليمني ككل وأيضا لبعض الفئات التي تضررت من الحرب على اليمن مثل النساء والشباب والنازحين وأسر الشهداء والجرحى .
إن أي برنامج حالي أو مستقبلي يجب أن يركز على تحسين الظروف الاقتصادية للمجتمع اليمني, وخصوصا النساء وتعويض كل فرد تأثر تأثرا سلبيا من الحرب فى اليمن أو النزاعات المسلحة الداخلية أو أحداث العنف المجتمعي التي صاحبت الحرب فى اليمن من قبل زعماء الحرب أو من قبل الأجهزة الأمنية أو من القيادات المجتمعية التي ألحقت ضررا بالأشخاص فى الشارع اليمني, وإن من مسئوليات أى حكومة مستقبلية العمل على الإنسان اليمني الذى تضرر من الحرب , ويجب عليها أن تقدم له الضمان الاجتماعي لمحتاجيه, وإعادة أعمار منشأت اليمن التي تضررت, والعمل على تكثيف وإعادة صناعة سبل معيشة يستطيع من خلالها اليمنيين العودة الى الحياة الطبيعية بسهولة ويسر, مع العمل على إشاعة السلام بين أفراد المجتمع كافة بما يضمن تعزيز عودة الحياة الطبيعية فى المجتمع اليمني بعد سنوات من التحريض السياسي والاجتماعي .
إن أهم الأعمال التي يجب أن توفر للنازحين هي فى إعادتهم لمواطنهم ومجتمعاتهم الأصلية وإعادة ثرواتهم أو أراضيهم التي تركوها كنوع من تعزيز سبل المعيشة لهم وبما يضمن اندماجهم بشكل جيد فى مجتمعهم الذي تركوه خلال فترة الحرب, وفى حال وجود أيه مشاكل بين النازحين ومن تبقوا فى المجتمع الأصلي للنازح يتم العمل على حل هذه المشاكل كل بحسب طبيعتها سواء كانت سياسية أو دينية أو اجتماعية أو مشاكل على الأراضي وأيه مشاكل أخرى قد تشكل أى عائق لإعادة إدماج النازحين فى المجتمعات الأصلية التي ينتمون إليها, ومن المهم أن يتم وضع الخطط المتكاملة لإعادة الحياة الطبيعية لليمن واليمنيين مع النظر فى ما حدث خلال سنوات الحرب والتعرف على كيفية التعامل مع النازحين خلال فترة الحرب والتعرف على المشاكل التي واجهتهم فى تلك السنوات فى المجتمعات المضيفة, وتقييم مدى حاجتهم للرعاية الصحية النفسية أو الرعاية الاجتماعية بالتوازي مع الإدماج لهم فى مجتمعاتهم الأصلية ومعالجه مشاكلهم السياسية والاجتماعية والاقتصادية, وسيكون لتقييم فترة مكوثهم فى النزوح والخروج بدروس مستفادة فى هذا الموضوع فى فترة ما بعد الحرب دور فى التعرف على كيفية التعامل مع نفس الظاهرة فى الحروب المستقبلية, وقد واكب الحرب فى اليمن الكثير من القتلى والجرحى ومن حق كل إنسان أستشهد أثناء الحرب سواء كان جنديا فى فترة تأديته للواجب أو من المدنيين اللذين وقعوا كضحايا فى فترة النزاعات أن يقدم لذويهم الاعتذار المناسب واعتمادهم جميعا كشهداء حرب او جرحى حرب تقدم لهم الدولة كافة أوجه الرعاية و الاهتمام .