Sat,Jul 12 ,2025

حكومات تسمع وترى وتحارب نداءات الحقوق , لاتسمع ولا ترى وتتجاهل نداءات النجدة
2020-12-25
أن تتجاهل الحكومة بعض مطالب شعبها فذلك مفهوم لإعتبارات قد تكون عدم فهمها لهذه المطالب أو رفضها لها أو عدم توفر موارد لتحقيق هذه المطالب, ولكن الحكومة الحقيقية هي التي تحقق بمطالبات شعبها بالقدر الذي تسمح به ظروفها, وقد كان للعديد من الاتفاقيات الدولية مجموعة من الإشارات تشجع وتحفز على طلب التعاون الدولي لتحقيق مجموعه المطالبات والتي لا تستطيعها الحكومة, ولكن فى حالة الحكومات العربية يبدو أنها تسمع وترى مطالبات شعبها المتعلقة بزيادة مكتسبات هذه الشعوب الحقوقية والديمقراطية لا لتلبيتها ولكن لمحاربتها وزج قيادييها في السجن, ومن جانب أخر فهي لا تسمع ولا ترى نداءات نداءات النجدة التي يطلقها المتوجعون في حرائق القطارات أو الغارقون في البحر أو الموتى في الفيضانات أو حتى القابعون تحت الكتل الصخرية لأنها ببساطة لا تريد أن تخسر الأموال في الإنقاذ والعلاج والتعويضات فيكفى أن تطلق بالنسبة لهذه القضايا شعار لا أسمع لا أرى لا أتحرك.
إن أي نداء لحق معين يجعل من الحكومات العربية من الألوية إلى المخبرين الصغار يحملون عصيهم ودروعهم الشفافة وينزلون ليحاصرون الشعب, بينما تبدو تلك الحكومات نفسها ملتذة بحكاية أن تظهر كل شهر أو شهرين على شاشات الأخبار ليشاهد الناس الشعوب العربية, وهي تحترق في أحد شوارعها أو ينزلق تحت الفيضانات بعض مواطنيها , أو يحترق أو يغرق أو يسحق تحت كتلة صخرية , ومهما كانت صرخاتهم لطلب نجدة معينة فلا أذن تصغي لهم .
إن الحكومة الجيدة هي التي تسعى بكل إمكانياتها لرفع سقف حرية شعوبها ونجدتهم وإغاثتهم في المصائب, وتنميتهم, وبناء قدراتهم في زمن السلم, وحمايتهم في زمن الحرب, وهذا ما لا يبدو أن الحكومات العربية تقوم به, ويعطى هذا في الأخير قدرا من الشكوك حول أهمية وجودها أصلا في الحكم .