Sat,Jul 12 ,2025

المؤسسية المنسية
2020-12-25
دائما ما يفكر معظم الناس لحل قضاياهم الوطنية في السوبرمان الذي سيأتي ليقضي على الفساد والحرب ويستعيد الوطن ممن هدموه, ويبدأ ببناء الوطن لينافس الدول المتقدمة في التنمية والرفاهية وهذا في أساس الفكرة خطأ وعيب في التفكير العربي واليمني على وجة الخصوص.
أستطيع أن أؤكد أنه لا يوجد يوم أطلع به فوق باص ويدور الكلام حول الوضع اليمني إلا وتأتي مقولة ( سيبعث الله لنا شخص ينتشلنا من هذه الحفرة), ومبدئيا من الخطأ إدخال الله سبحانة وتعالى في ما نحن فيه , وهو ليس مطالب جل شأنه بإرسال القائد الأسطورة الذي سيحل كل مشاكل الوطن, وهذه دنياكم فحاربوا لأجلها, وثانيا وهو الأهم فالدول لا تبني على شخصية حاكمها , فهي ليست دول أشخاص ولكنها دول مؤسسات, وهكذا يجب التفكير في الشارع لدى كل شخص.
حتى الأن أعتقد أن من الممكن تقبل طبيعة الشارع وعدم تفكيرهم في مأسسة الدولة ومستوياتها وتفريعاتها, وتركيزهم أن الله سيبعث لنا شخص يخلصنا من الحفرة التي نعيش فيها لأن هذا مستوى تفكير رجل الشارع العادي ربما في كل دول العالم, وأنا سعيد في النهاية أن معظمهم لم يقم بتحديد هذا الشخص من أي مكان في اليمن ومن أي طبقة ومن أي مجال, ولكن المصيبة الأكبر حاليا في اللذين ينادون بالشخصنة للدولة مع توجيه اصابعهم لشخص بعينه, وإحتكارها على طبقة إجتماعية معينة, وأسرة بعينها, وإن مراقبة بسيطة لجميع زعماء الحرب في اليمن لا يجد في جميع الخطب الخاصة بهم رغبة أو تشجيع أو دعوة لبناء الدولة على أساس مؤسسي, ولا يبدو أي منهم في الأساس صاحب فكر متطور ليدعو لشىء من هذا القبيل.
يفترض بالدولة"وقد تكون أي دولة وليست بالضرورة اليمن" أن تكون دولة مؤسسات وليست دولة أشخاص, فمؤسسة الرئاسة ليست تابعة لشخص يقودها كيفما يريد ولكنها أو يجب أن تكون مؤسسة حقيقية قائمة على نظم ومعايير وسياسات وقوانين وتشريعات تضمن العدل والنزاهة والشفافية وتقوم على خدمة الشعب دون إنتهاك حقوقه أو التعدي على حرياته, وتكون قابله للمسألة والمحاسبة, وتعمل ضمن أطر الديمقراطية والإنتخابات النزيهة والتداول السلمي للسلطة, وساعتها يمكن لأي شخص أن يشغل الكرسي ويعمل ضمن هذه الأطرو وأن يكمل فترة رئاسته ويذهب, فالأشخاص زائلون والمؤسسة باقية.
في جميع الدول المتقدمة لم يعد هناك حاجة لأبطال في وجود مؤسسات حقيقية قائمة على قوانين وأنظمة ومعايير وسياسات وإجراءات عمل محترفة, وأخيرا فإن نغمة القائد والزعيم والبطل والفارس قد أصبحت سمجة ولا تبني دول حقيقية.