Sat,Jul 12 ,2025

تعزيز التسامح كحق من حقوق الانسان
2020-12-25
لم تتضرر ثقافة التسامح بين المواطنين فى اليمن كما تضررت فى الوقت الحالي الذي تزايد فيه الحض على الكراهية, والعنف ضد الأخر المختلف دينيا أو مذهبيا أو مناطقيا أو طبقيا حتى أصبح الشارع اليمني من الشوارع التي تمارس التمييز السلبي على كل شخص, ويمتد الأمر الى طريقة ارتداء الملابس أو طريقة قص الشعر وهي أشياء لم يكن أحد يتدخل فيها في الماضي, وما يزال المستقبل يعطي إحساس بزيادة وإستمرار هذه الصفة فى الشارع اليمني بسبب زيادة الترويج لها فى كل وسائل الإعلام, وعبر العديد من البرامج الإذاعية والتلفزيونية والصحفية, وحتى المنشورات على وسائل التواصل الاجتماعي التي تحرض على الأخر أو تقدمه بشكل لا يليق, وذلك بسبب الصراع الحاصل الذى تزداد فيه الشائعات الكاذبة أو حتى الأخبار الحقيقية التي يكون غرضها فى النهاية تقديم الجهة الاخري بشكل شيطاني ولا إنساني .
إن المجتمع اليمني من أكثر المجتمعات فى العالم تنوعا فى مجال اللهجات والرقصات والأغاني وطرق العيش, وبالتالي فوجود ثقافة التسامح بين كل هذه المجموعات الإنسانية المتنوعة ضرورة وزيادة النفخ فى هذا التنوع بشكل سلبي لن يفضي لخير, وإن تعزيز ثقافة التسامح وقبول الأخر والإنفتاح على كل الثقافات فى المجتمعات المحلية فى اليمن أو على المستوى الوطني أو حتى على مستوى الخارج هو الطريق الأمثل لنهاية الصراع فى المجتمعات, ومن ثم قد يحمل هذا تحفيز لنهاية الصراع على المستوى السياسي, وليس من الجيد أن تمارس المستويات السياسية العليا كل هذا النفخ فى الشارع ليصبح الصراع الإجتماعي مرآة للصراع السياسي فهذا خطورته أشد بكثير على حقوق الإنسان وحق كل يمني فى الحياة.
ومن الخطورة أن تسعى كل جهة لممارسة الضغوط على الشارع لدفع المجتمع للتشابه مع ما تؤمن به هذه الجهة فالحكم الرشيد هو أداة لإدارة التنوع وليس لفرض التشابه, وبالتالي يجب إدارة أنشطة المجتمعية وشعائرهم وطقوسهم الدينية والاجتماعية دون التدخل فى ممارستها, ولا يجب أن يكون للتوجه الإجتماعي أو السياسي أو الديني أو الإقتصادي لأى شخص سبب فى التمييز ضده فالكل متساو بحسب الدستور والقانون, ولقد قام التطرف الديني بدورة كاملا فى صناعة الغلو والتطرف والترويج للعنف بكافة أشكاله حتى وصلنا الى ما نحن فيه وقد أن الأوان الى أن يبدأ اليمنيين فى الإيمان بمبدأ المساواة بينهم البين دون التمييز بسبب المذهب أو العرق أو اللهجة أو المنطقة فالتسامح من الأدوات المهمة ليس فقط فى إنهاء الحروب ولكن أيضا فى إنهاء سيطرة الجماعات المسلحة على الجمهور وله دور أكبر فى التنمية فى المستقبل.