Sat,May 18 ,2024

أين أنت يا شيطان

2020-12-25


كنت ومازلت أنظر إلى قضية التحرش كأولوية قصوى بعد فهمي لطريقة فهم الرجل للمرأة و البحث الدائم عن الشيطان في العلاقة ما بين الرجل و الأنثى, و من بين الكتب التي حفزتني لمثل هذا المشروع هو كتاب (أزمة الشيطان الثالث) والتي أستعرض فيها كاتب شاب هو صدام مطيع تلك النظرة للرجل والمرأة في المجتمعات, والتي تؤكد أن ما إجتمع رجل وإمرأة إلا وثالثهما الشيطان, وساعتها فكرت هل فعلا يكون ثالثهما الشيطان أم أنه يكون هناك بعيدا ومشغولا ويستدعونه هم ( أين أنت يا شيطان؟ ) ليتم تبرير سلوك الرجل ورغبته الدائمة بالسيطرة على المرأة ورغبته الدائمة في جعل المرأة تعيش حاله الإستنفار من وجود رجل على مقربة منها .

هذه القصة من القصص التي دفعتني إلى أن أناقش هذا المشروع وهذا الإصدار وتلك اللوحات النظرة المعيبة للمرأة و هتمامى بهذا الموضوع في الآونة الأخيرة .

يحكى أنه كان هناك بنت طالعة في رحلة مع فريق كبير ، ولسبب ما الفريق نسيها ورجع و المكان اللي كانت فيه عبارة عن غابة نادرا ما تلاقي أحد ساكن فيها لكنها وجدت بيت لشاب "عابد" ، أختار هذا المكان ليتعبد فيه بعيدا عن الناس ، وطلبت منه يساعدها فدعاها للمبيت للصبح ، لكنها قضت الليلة كلها مرعوبة وهي تنظر إليه يحرق أصابعه على لهب شمعة و بعد ما رجعت البنت لأبوها و حكت له أراد الأب أن يتعرف على الشاب "العابد" , وبالفعل ذهب الأب إلى العابد وسأله ، فجاوبه إن "الشيطان" طول الليل يوسوس له بأنه يرتكب السوء مع إبنته و كل ما كان يوسوس له الشيطان كان يحرق أصبع من أصابعه حتى يشغله الألم عن السماع للشيطان, وحينها قرر الأب أن يتزوج العابد إبنته.

وكأن المبدأ والممارسة الشائعة هو إنه يغتصبها ، و الإستثناء إنه ما لم يغتصبها ، وسألت نفسي هل من الطبيعي إن أزوج إبنتي لواحد فكر إنه يغتصبها في ليلة واحدة فقط 10 مرات !!!!.

هذه النظرة التي ينظر بها المجتمع إلى المرأة وينظر بها الرجل إلى المرأة وينظر بها الأب إلى المرأة أو الإبنة هي السائدة رغم خطئها.

 إن هذه الغرابة في الفهم والغرابة في التعامل مع المرأة في الشارع والبيت والمدرسة وفى كل مكان حتى في حكايات الجدات وفى حكايات الشات كلها بدون استثناء تقول أن المرأة هي صيد للتحرش أو الإغتصاب حال التوفر وهذه المفاهيم يجب أن تتغير وأن هناك افكار مسبقة عن النساء والتعامل معها يجب أن تتغير.

إن كتاب " أزمة الشيطان الثالث" وكل الأنشطة في المشروع جاءت لتدق حجر الأساس للتغيير في علاقة الرجل بالمرأة إلى علاقة يسودها الود والإحترام وعدم النظرة المسبقة الغارقة في التفكير الجنسى حتى ولو ظل الرجل والمرأة لوحدهما سنوات.