Sat,May 18 ,2024

هل المراءة اليمنية مرئية

2020-12-25


تبرز إلى الواجهه عند التفكير بالمرأة اليمنية كفرد ومؤسسة مهتمة بقضايا الحقوق والحريات والتنمية مشكلتين رئيسيتين, تتعلقان بمدى تواجد المرأة ومدى تعرفها على العالم, ومدى تعرف العالم عليها وعلى أفكارها وقضاياها المختلفة :

  • المشكلة الاولى تتعلق بالمدخلات فى مجال التمويل والمعلومات والخبرات وتسبب هذه المشكلة في عدم إستفادة المرأة اليمنية من الثروة المعلوماتية على الانترنت" نداءات التمويل- التقارير- الأدلة التدريبية- الكتب العلمية والعملية والنظرية- نداءات المشاركة فى الدورات واللقاءات والمؤتمرات وورش العمل الوطنية والإقليمية والدولية" .
  • المشكلة الثانية تتعلق بجانب المخرجات حيث لا تستفيد المرأة اليمنية من الإنترنت كمنصة وواجهه وقناة لتمرير قضاياها ومشاريعها وأفكارها المختلفة بما يخلق حوار عام وإهتمام عام وطنى وأقليمى ودولى حولها.

إن سبب هذه المشكلات هو تقليدية المؤسسات التى تقدم الخدمات للنساء فى الجمهورية اليمنية والتى تنقسم لثلاثة اقسام رئيسية:

  • مؤسسات تقليدية تعمل على الغالبية العظمى من النساء الأميات " حوالى 70% " وتبنى قدراتها فى مجالات الخياطة والتطريز والحياكة والتدبير المنزلى الخ .
  • مؤسسات حقوقية تقليدية ايضا , وتعمل فى مجال بناء قدرات وتنشيط جزء من النساء الناشطات على المستوى المحلى, ولكن فى مجالات تتتعلق بالإتفاقيات الدولية الخاصة بالنساء, وفى الغالب ما لا تعطى هذه المؤسسات للنساء القدرات للعمل على نطاق عالمى عبر الإنترنت ويتم الاكتفاء بنشاط هذه النسوة على الصعيد الوطنى وعلى مستوى النخبة, وينغلق هذا الجانب على جزء محدد من النساء الناشطات بعضهن لبعض .
  • مؤسسات تقليدية فى مجالات أخرى تعمل على ان تصبح المرأة مرئية ولكن على صعيد وطنى, ويقصد بهذه المؤسسات التى تعمل على بناء قدرات المرأة فى مجالات الإعلام والإدارة والتنظيم والقيادة الخ, وتنشط فى هذا المجال مجموعه من المؤسسات النسوية ومنتديات الإعلام النسوية الخ .

بالتالى لا يوجد لدى القطاعات جميعها ما يدفع بالمرأة أن تكون نشطة على مستوى الجيل الثانى من الإنترنت والإستفادة من هذه التقنية بما يجعل من قدرات النساء تتضخم بشكل سلس عبر الكتب والأفكار والمبادرات والشراكات والتمويلات عبر الإنترنت, والتى تستطيع من خلالها أن تصبح مشهورة, وقضاياها تصبح قضايا رأى عام, وقدراتها تتوسع وعمليات الضغط التى تقوم بها تتعمق, وأيضا الحصول كتمويل أو زمالات أو مشاركات فى فعاليات إقليمية ودولية وإستفادتها من عشرات المنصات للتوعية بحقوقها وقضاياها مثل المدونات والمنتديات و الشبكات الإجتماعية .

إن المؤسسات التى تعمل على المرأة تكرس من هامشيتها, وجعلها غير مرئية, ولكن سيأتى اليوم الذى يتم فيه العمل على المرأة لتصبح كل إمرأة عبارة عن وسيلة إعلام مستقلة بذاتها ومتنقلة لذاتها, وقادرة على توصيل مشكلتها للعالم أجمع .