Sun,May 05 ,2024

نجومية الإيدز لا تعني أن السرطان ليس ممثلا قديرا

2020-12-25


كان السرطان قبل أن يكتشف الإيدز حديث العالم, وكان تقمصه للأدوار داخل جسد الإنسان يبدو قويا لدرجة جعلت العالم يكتب عنه ملايين المقالات والبحوث والدراسات, ويقيم لآجلة العديد من المؤتمرات واللقاءات, ومع اكتشاف الإيدز بداء الضوء يخفت عن السرطان لدرجة يبدو أن البحث عن مؤتمر واحد عن السرطان بأي أشكاله وأدوراة المختلفة قد اختفى وسط الحشود الجماهيرية المحتشدة للتعرف على الإيدز و نشاطه وتوسعة في العالم .

إن جوائز نوبل التي توجه لمخترعي أدوية للإيدز دور أيضا في إظهار كم أن الإيدز يجذب العيون والأسماع في أي مكان يعرض فيه نفسه حيث حفلت مجريات توزيع الجوائز بالكثير من الجدل حول من مكتشف الايدز في العالم ما بين العالمين الامريكى والفرنسي بالرغم من فوز أحد العلماء وهو ألماني الجنسية يسمى هارالد تسور هاوسن لاكتشافه المتعلق بسرطان الرحم إلا أن هذا مر على ما يبدو مرور الكرام على وسائل الإعلام التي لم تغطى هذا الاكتشاف برغم أهميته بالشكل التي تابعت به حرب السبق على مكتشف الإيدز بين الأمريكى والفرنسي.

نعم إن الايدز مرض مدمر ولكن هذا لا يعنى عدم إعطاء السرطان بأشكاله المختلفة وقدراته على غزو كل أعضاء الجسم جزء من الإهتمام المنصب على الإيدز حاليا, وعود على بدء فان من المهم أن تتوجه جزء من تمويلات البحوث المتعلقة بالإيدز إلى بحوث متعلقة بالسرطان على اعتبار أن السرطان مرض مميت في أغلب الأحوال بخلاف الإيدز الذي يمكن التعايش معه لفترة قد تمتد كثيرا مقارنة بالسرطان .

إن خطف الايدز للأضواء نموذج غير طيب لما يمكن أن تفعله أجهزة الإعلام من ترويج لمرض ما يستحوذ على إهتمام الدول والمانحين والعلماء ومراكز البحوث بحيث يتم تناسى أمراض أشرس منه بكثير على البشرية, والإيدز مدمر أيضا ولكن يمكن التعايش معه أما السرطان فلا يمكن التعايش معه, وخصوصا أنه يتلبس الكثير من أجزاء الجسم المختلفة, وأيضا لأنه قد يبقى حتى بعد إقتطاعه والإعتقاد بعلاجه ليظهر مجددا ويستمر بحملته في التدمير , وأرجو أن أبداء في المستقبل القريب بالبحث عن السرطان لأكتشف بعض النشاطات المتعلقة به في المنطقة العربية والعالم, وحتى ولو كنت مهتما بالإيدز كثيرا إلا إننى أيضا أهتم بالسرطان وبالفعل إذا كان الإيدز هذه الأيام نجم شباك فهذا لا يعنى أن السرطان ليس ممثلا قديرا.