Mon,Jul 07 ,2025

نوستاليجيا
2020-12-25
اليوم سنتحدث عن واحدة من أهم أسباب النجاح للدراما والإعلانات والأغاني والروايات والقصص وكل حكايات الأرض .
تخطط أن ينجح إعلانك؟ قم بتجميع بوجي وطمطم وفطوطة وفؤاد المهندس ونيللي في إعلان ليمس كل الثلاثينيين والأربعينيين والخمسينيين وترتفع مشاهداته للملايين, وتخطط لمسلسلك أن ينجح ؟ قم بتسميته بأسم نجمتين كانتا ملء السمع والبصر في شهور رمضان لسنوات طويلة كنيللي وشيريهان, وتخطط لروايتك أن تنجح ؟ قم برواية ماضيك أو ماض شارعك أو ماض مجتمعك أو دولتك أو إحدى الجماعات التي عاشت منذ مئات السنين في مجتمعك.
يقول جان دوست في روايته " كوباني , الفاجعة والربع " أن الذكريات الجميلة مكانس يزيح بها الخيال ألم الواقع".
والواقع مؤلم .
واقع الحروب الحالية والأوبئة التي تحدث دوريا ومنها فيروس كورونا المستجد والحجر الصحي في الدول العربية والإسلامية والعالم , وشوق الناس للتجمعات والعزومات ومؤائد الرحمن في رمضان والتسول والحفلات والبرامج الجماهيرية .
الهروب من الواقع بالحنين إلى الماضي, هكذا يلجأ صناع الدراما والإعلانات للنجاح في عام الكورونا, فقاموا بإستحضار الماضي من خلال برامج ومسلسلات وإعلانات تحيلنا إليه وتمس رغباتنا الدفينة بعودتة .
مسلسل نيللي وشيرهان الذى إستثمر أسم الفنانتين الأشهر في الفوازير الرمضانية.
المسلسل الإذاعي فوازير فطوطة بصفتها الفوازير الأحب للأطفال في زمن جميل.
مسلسل ألف ليلة وليلة لشيريهان ويوميات جميل وهناء وغيرها الكثير.
يقول الناقد الفني طارق الشناوي "تظهر موجة من النوستاليجيا في عالم الإعلان والإعلام من وقت لأخر" وهذا ما يحدث عادة في العالم بأكمله فدائما ما يحن الانسان للماضي حينما يشعر بالحباط من الواقع".
وهناك حنين من نوع أخر لتترات المسلسلات التى ظلت راسخة في عقول من شاهدوها في الماضي حينما كان للمسلسلات المعروضة مذاق خاص وأجمل مما هي عليه الأن .
إن إرتباط النوستالجيا بقلوبنا يرجع لحب كل ما هو قديم, ولكنه لم يرحل من ذكرياتنا , ذكريات طفولتنا ومراهقتنا وشبابنا عندما كان كل شيء جميل ومرتبط بأرواحنا.
بالطبع فأن الغرق في النوستاليجيا ومضغ الماضي بكثرة غير صحي , ولا بد من الخروج منه والإحتفاء بالحاضر ولكن البقاء في حالة الحنين إلى الماضي يبدو صحيا أكثر لقلوبنا المرهقة حاليا.