Tue,Dec 24 ,2024
طفل الشارع , المشكلات والحلول
2020-12-25
مع تنامي مستويات الفقر في الدول النامية, وإزدياد ظاهرة أطفال الشوارع ليس في الدول النامية فحسب ولكن على مستوى العالم, وإن اختلفت الأسباب بما تتخلله هذه الظاهرة من خطورة على المجتمعات وعلى الطفل نفسه الذي يتعرض للعديد من الإنتهاكات النفسية والجسدية بداءت محاربة هذه الظاهرة على مستوى العالم تأخذ مزيدا من الزخم والتكثيف من نشاطاتها وتوسيع ردائها ليشمل أطفال العالم أجمع, وللمنظمات الدولية ومنظمات المجتمع المدني العالمية باع طويل في محاربة هذه الظاهرة في العديد من الدول التي تفشت فيها, إما بسبب الفقر أو نتيجة لخصوصية ثقافية معينة كالإباحية الجنسية في الغرب وما نتج عنها من الأطفال الغير شرعيين واللذين يشكلون نسبة كبيرة من أطفال الشارع هناك.
فى اليمن بداءت ظاهرة أطفال الشارع في فترات مبكرة نتيجة للفقر والهجرة المكثفة من الريف إلى المدينة, وإضطرار الأسر إخراج أطفالهم إلى الشارع للعمل في مهن لإعالتها, ويدخل من ضمن هذه الأعمال التسول وبيع المنتجات الغذائية السريعة للمتسوقين وسائقي السيارات في مفترقات الطرق, أو لحمل مشتريات المتسوقين وغير ذلك من الأعمال والتي أعاقت الطفل على بناء مستقبله بالطريقة التي تتناسب مع عمره من ناحية التعليم واللعب والتربية والتثقيف, ولا وجود لحل سحري لقضية, وبالتالي فقد من الأهمية بمكان تحريك المجتمع تجاه هذه القضية أو تلك والتي تمس فئات المجتمع سوءا كانت هذه الفئة هي من فئة النشء أو الشباب أو الطفل أو النساء وغيرهم من الفئات.
بالنسبة للأطفال في اليمن فقد ظهرت العديد من المشكلات التي تمس واقعهم كقضايا العنف ضد الأطفال, ولطفولة والتعليم, وعمالة الأطفال وقضايا ومشكلات أطفال الشارع, وفى هذه الفئة الأخيرة بدأت تنشط العديد من الجمعيات ومؤسسات المجتمع المدني في البحث عن حلول لها مع التواجد الفعلي لمنظمة أطفال من العالم الفرنسية والتي بداءت نشاطها هنا في اليمن في النصف الأخير من العام الماضي 2005م , وقامت في بدايات وجودها باليمن بالعمل على هذه القضية بالتعاون مع عدة مؤسسات يمنية رائدة في التعامل مع الطفل وغطت خلالها مجموعة من مشكلات أطفال الشارع من ناحية الماؤى والتعليم والتدريب في مجالات الفنون عبر شبكة من المؤسسات التي إستضافت أو كانت مستضيفة للأطفال, وقد عملت هذه المنظمة على القيام بالمسوحات لرصد الظاهرة (أطفال الشوارع) لإيجاد قاعدة بيانات تخدم العاملين في هذا المجال, وكانت هذه من أهم أعمالها طوال فترة تواجدها, وعملت كجزء من برنامجها في اليمن على توفير دورات تدريبية في مجالات تخص أطفال الشارع , ومن ضمنها تدريب مدربين في حقوق الطفل, ومجال المناصرة والدعوة كوسيلة للاستجابة لظاهرة أطفال الشوارع, وكذا تحديد إحتياجاتهم ومشكلاتهم, والإستجابة لها , وبناء القدرات في تحديد هوية أطفال الشارع, وتصميم المشاريع, والتحريك المجتمعي , والتدريب في مجال التخطيط الاستراتيجي, وإستهدفت هذه الدورات تعريف منظمات المجتمع المدني العاملة مع الطفل ومع طفل الشارع بشكل خاص بـــالإتفاقية الدولية لحقوق الطفل, وحقوق الطفل في القانون اليمنى, والحماية الاجتماعية له في ضؤ الإتفاقيات, والتعرف على كيفية تصميم وتنفيذ حملات دعوة وكسب التأييد وتحديد أوضاع الأطفال وجمع المعلومات والإستفادة منها, وتحليلها, والتأكد من مشاركة الأطفال في تحديد إحتياجاتهم, والتنسيق بين الأفراد والمجموعات اللذين يعملون في دائرة الطفولة, وكيفية الإستجابة لكل هذه الإحتياجات, وعندما نتحدث عن المشكلات التي يعانيها طفل الشارع نعرف مقدار ما يعانيه من مشكلات نفسية وجسدية وإجتماعية ناتجة عن أسباب سياسية وإجتماعية واقتصادية وثقافية, وقد عملت المنظمة على تعريف المتدربين كيفية تصميم المشاريع وإستكشاف الفوائد والمقدرات الكامنة والناتجة عن التحريك المجتمعي لهذه القضية , وقامت أيضا بتشكيل المحاور التي ستنفذها الشبكة وهي أربعة محاور(المحور الإقتصادي والصحي والتعليمي والإعلامى) وضمت هذه الشبكة العديد من منظمات المجتمع المدني المهتمة بقضية الطفولة اليمنية بشكل عام وأطفال الشارع ومن ضمنها مؤسسة الصالح الخيرية وجمعية تنمية المراءة والطفل ( سول ) ومنتدى الأسرة ومركز الخدمات الشاملة ومؤسسة إبحار للطفولة والابداع ومؤسسة شوذب للطفولة والتنمية وجمعية سام النسوية وجمعية معين ومركز الطفولة الآمنة وجمعية صنعاء بالإضافة لصناع الحياة وجمعية الصدى وجمعية السلام وغيرها.
إن العمل بشكل جاد على قضية أطفال الشوارع عبر المحاور الأساسية التي وقعت عليها الجمعيات مذكرة التفاهم في ختام الدورة التدريبية الأخيرة سيكون لة مردود رائع في الأيام القادمة على إعتبار أن العمل الجدي لمحاربة هذه الظاهرة سيعمل بشكل تدريجي على تقلصها وتضاؤلها بما تمثله هذه الظاهرة من نتائج مخيفة على الحاضر من ناحية عمالة الأطفال وتعرض أطفال الشارع للإنتهاك وسلب حقوقهم في التعليم والصحة والعيش بسلام وتحقيق أحلامهم, ولما لها من نتائج مخيفة في المستقبل أيضا من ناحية إنتشار الجريمة والعنف والتطرف على مدى واسع.
إن ما قدمته تلك المؤسسات المشاركة في هذه الشبكة ممتاز والأمل ما يزال موجود بأن تستمر مشاريع الطفولة وعلى رأسها مشاريع لحماية أطفال الشارع, لنعمل معا على صنع غد جميل للطفولة اليمنية بشكل عام.